مائدة حافلة بالأعمال الدرامية الدسمة، شهدها رمضان هذا العام، ورغم أن هذه المسلسلات ناقشت قضايا وأحداثاً اجتماعية هامة، إلا أن بعضها أصاب المشاهد بالصدمة بسبب تدني لغة الحوار والإفراط في استخدام العبارات والكلمات الخادشة للحياء.. في السطور التالية يحاكم الكتاب والنقاد والمخرجون دراما رمضان 2014. الناقد والكاتب طارق الشناوي، يري أن هناك أعمالاً درامية جيدة منها "السبع وصايا"، "سجن النسا"، "عد تنازلي"، وهناك مسلسلات اعتبرها مجرد طموحات لم تكتمل مثل "كلام علي ورق"، وهناك أعمال أخري فيها صبغة تقليدية مثل مسلسل "شمس" الذي تقوم ببطولته الفنانة ليلي علوي، مؤكداً أنه لا يحمل أي جديد ويعمل باللغة الدرامية القديمة. وعن مسلسل "ابن حلال" قال الشناوي، إنه عمل تقليدي ليس عند أصحابه طموح ونقل محمد رمضان صاحب الكاريزما العالية من "نجم شباك" لنجم دراما، بينما مسلسل "السبع وصايا" يعد عملاً جيداً، وقال: "اعتبره عملا مكتملا والمشاهد فيه ليس مجرد متلق سلبي فالعمل كان ينمو بداخلنا حلقة بعد حلقة، وهو قفزة علي أسوار الدراما"، أما مسلسل "سجن النسا" فهو استكمال لمسيرة المبدعة كاملة أبوذكري. ويتفق مدير التصوير، محسن أحمد، مع الناقد طارق الشناوي، في أن هذا العام شهد تنوعا في العديد من الأعمال الدرامية التي قدمت علي شاشات الفضائيات ومعظمها أعمال جيدة ولكن أفضلها مسلسل "سجن النسا" الذي تقوم ببطولته الفنانة نيللي كريم. أضاف، أعتقد أن كل فريق عمل مسلسل "سجن النسا" كانوا في حالة إبداع متكامل سواء كان إخراجا أوتمثيلا أو الموسيقي ومن ناحية الصورة تجدها أقرب للصورة السينمائية وبها تميز. كما أشاد بمسلسل"دهشة"، الذي يقوم ببطولته الفنان المبدع يحيي الفخراني قائلاً: "هذا الرجل يثبت بعد كل مسلسل قدرته الإبداعية ومعايشته للشخصية". وقال، هناك مشكلة حقيقية تواجه الدراما وهي كيفية مشاهدة هذا الكم الهائل من المسلسلات في شهر فقط فأنا أتساءل لماذا لا يكون الإنتاج علي مدار العام حتي تكون هناك فرصة للمشاهدة والمتابعة الجيدة؟، وكيف ونحن في الشهر الفضيل كيف لا يكون هناك عمل درامي ديني متميز؟. وتقول د.ثريا عبد الجواد، أستاذ علم الاجتماع جامعة المنوفية، إن الدراما هذا العام فيها أكثر من سلبية ولا تعكس الواقع الذي يعيشه المجتمع المصري وهي بعيدة عن الناس فهناك مسلسلات تعرضت لنماذج من المرأة المصرية تستخدم كسلاح جنسي ومصر ليست "بيوت ليل" وهذا لا يعبر عن المرأة المصرية تماماً. ويؤكد د.عبد الستار فتحي، رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية، أن الأعمال الدرامية هذا العام بها حالة من التشابه في الموضوعات ومن الملاحظ أيضا أن "الداخلية" فيها قاسم مشترك في معظم الأعمال. ويقول، هناك صورة جيدة وديكور جيد ولكن الأعمال تفتقد للبناء الدرامي الجيد وتعتمد علي الإبهار والعمل في النهاية لابد أن يكون متكاملا، أيضا هناك مساحة لفظية خارجة عن الإطار حتي المسموح به بحجة الإبداع وأنا أري أنها في ازدياد وللأسف الرقابة ليس لها سلطان أو تأثير علي الفضائيات. الكاتب والسيناريست نادر صلاح الدين، اعتبر مسلسل"السبع وصايا" من أنجح المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان لأن مؤلف المسلسل تحلي بالجرأة "واشتغل عليها" كما يقولون بحرفية شديدة فالموضوع شعبي ولكنه قدمه بشكل مختلف وباحتراف شديد فالعمل يعتبر متكاملا ومتناسقا. ويري المخرج محمد فاضل أن مائدة الدراما الرمضانية هذا العام كانت تحتوي علي عدد قليل من الأعمال التي كانت تهدف لتوصيل رسالة هادفة للجمهور، مشيراً إلي أن المكسب الحقيقي هذا العام هو الوجوه الجديدة التي تم تقديمها هذا العام هذا بالإضافة إلي مديري التصوير. ومن الناحية التقنية هناك تقدم لكن أيضاً هناك "استخفاف بعقل المشاهد" تحت زعم التجديد الفني وهي المسلسلات التي تناولت "بيوت الليل" وإظهار السيدة المصرية بصورة سيئة فضلاً عن الألفاظ الخارجة وغير المحترمة الموجودة في هذه المسلسلات. ويقول أستاذ الإعلام، د.رضا عكاشة، إن في مجمل الأعمال الدرامية التي عرضت هذا العام نوعا من التكرار للأعمال الدرامية السابقة وفيما يتعلق بالجوانب السلبية البارزة فهناك مظاهر عنف وصراع داخل معظم الأعمال الدرامية مثل مسلسل"ابن حلال"و"المرافعة" والصياد"فضلا عن الابتذال في أساليب الحوار التي تحدث داخل هذه الأعمال إذ كثيرا ما يتجاوز الحوار اللفظي بعض المشاهد المصورة المرتبطة بالعلاقات الجنسية.