شهدت الساحة الدينية مؤخرا موجات متتالية من الدعوات لتجديد الخطاب الديني سمي البعض تلك الدعوة تارة إصلاح ديني وتجديد وتارة أخري بدأ الامر أقرب للثورة الدينية بمفهومها الشامل وهو ذلك الاسم الذي رجحه الرئيس السيسي في أكثر من لقاء ومناسبة عامة. حتي وصل به الأمر إلي أن قال صراحة في لقاء علني مع شيخ الازهر والعلماء والدعاة ¢سأحاججكم أمام الله عن مسئوليتكم عن تجديد الخطاب الديني¢ وهي كلمة كبيرة عند من يدرك قيمتها ومعناها. وربما كانت تلك الفترة التي انقضت منذ احتفال المولد النبوي وحتي الان مهلة منحها الرئيس لشيخ الازهر وللدعاة أعقبتها إجراءات جديدة ربما من بينها تكليف دوائر خارج المؤسسة الدينية الرسمية بالقيام بجهود في الدعوة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ومن بينها الدكتور علي جمعة والشيخ أسامة الأزهري والشيخ خالد الجندي. بداية يؤكد الكاتب والباحث السياسي أحمد بان أن الرئيس السيسي حين اهتم بتجديد الخطاب الديني والثورة الدينية وأطلق دعواته المتكررة بهذا الشأن قصد أن تتحرك المؤسسة الدينية بناء علي تلميحات واشارات عديدة لكن الامر لم يتحرك وقتها فوجه توجيها مباشرا أعقبه بحديثه صراحة عن أن المؤسسة الدينية الرسمية ستتحمل مسئوليتها كاملة أمام الله وانه يحملها الوزر والذنب وهي لغة خطاب تمثل منتهي الامر بالنسبة للرئيس في التوجيه لتجديد الدعوة الإسلامية والخطاب الديني من شخصية بحجم رئيس الدولة في تعامله مع الازهر. أضاف: تحرك المؤسسة الدينية حتي الان في مسألة تجديد الخطاب الديني لازال دون المأمول من قبل الدولة فضلا عن كونه لا يرقي لمواجهة الصراعات الموجودة حولنا.. مشيرا إلي أن تجديد الخطاب الديني مهمة ثقيلة لكن يجب ألا تتخلي المؤسسات الدينية الرسمية عن دورها فيها لان التخلي سيفسح المجال لاعداء الازهر والمتربصين للنيل من المؤسسات الرسمية التي لا يزال أمر الدعوة عهدتها الرئيسة. ولا يحب أن ينازعها فيها أحد. وقال الباحث الإسلامي منير أديب إن لقاء الرئيس السيسي بالدكتور أسامه الازهري الاخير وتكليفه بأمور عدة مرتبطة بالدعوة وتجديد الخطاب الديني إلي جانب تحركات الدكتور علي جمعة في العديد من ميادين الدعوة في الاعلام وغيره من الدوائر يرجح لجوء مؤسسة الرئاسة الي تكليف دوائر مؤثرة من خارج قيادات المؤسسة الرسمية المباشرة للمساعدة بشكل أو بآخر في مهمة تجديد الخطاب الديني والثورة الدينية التي توليها الدولة أهمية كبري خلال الاونة الاخيرة. أضاف: أهمية الثورة الدينية في هذا التوقيت بالنسبة للرئيس والدولة تكمن في دوره المهم في مواجهة الإرهاب والعنف والجماعات التكفيرية التي تصدر فتاوي غريبة وتوظفها توظيفات خاطئة تنال من الإسلام والمسلمين.. داعيا إلي ضرورة تكاتف كافة الجهود لتقويض محاولات الفت في عضد الدولة من جهة أزهرها تارة وتارة أخري من قبيل الطعن في الفكر السائد. من جهته يري الباحث في الحركات الإسلامية مصطفي زهران أن تجديد الخطاب الديني أو الثورة الدينية او إصلاح الخطاب الديني كلها أمور تحتاج لتكاتف جهود الجميع من علماء الدين بالازهر وغير الازهر وحتي عملية تفعيل دور الإصلاح الديني في مواجهة التطرف والانغلاق مسألة تحتاج جهود المثقفين والمتدينين وعلماء الامة العدول في كافة الجهات. قال: الدولة الان تحتاج لضرورة المضي سريعا في اتجاهات متوازية ترتبط بالإصلاح والتجديد للخطاب الديني قبل فوات الاوان لان الإشكاليات المحيطة كثيرة وتحتاج الي تكامل كافة الجهود.. مشيرا إلي أن الدعاة والعلماء والمفكرين الرسميين وغير الرسميين مدعوون إلي الاجتهاد بما يعلي صوت الوسطية ويقويها في مواجهة موجات التشدد والتحلل علي السواء لأن مصر المعروفة بوسطيتها وتلاحم ابنائها رغم كل الصعاب التي قابلتها علي مر التاريخ يجب ان تستمر كذلك.