تغييرَ الخطابِ الدينيّ يتطلبُ داعيَةً ناجِحًا . وبناءَ الداعيَة النَّاجح يتطلبُ تعليمًا علميًّا قويًّا . ومعرفةً تامَّة بالتكنولوجية المعاصِرة علي أحدثِ طِراز . ومعاهد تدريب ومراكز أبحَاث . وينبغي أنْ يتعلَّم الداعية أشياء جَديدة . بل عليهِ أن يتعلَّم كلّ المتطلبات الأوليّة والأساسيّة ولو في الإسعافاتِ الأوليّة .»إذْ لا يكون في بلدي نهضة اقتصادية إلا إذا كان فيه نهضة علميّة راقيَة . مصدرها الدّين الذي لا يتعارض مع العلم . ولا الحضَارة . والاقتصادُ اليوم كما نعلم هو القلبُ النابضُ في حياةِ الأممِ والشعوبِ . كما ينبغي التعامُل مع الأحداثِ العالميّة الجديدة في العالم المتقدّم. إنّها حلْقات مترابطة لتجديد الخطاب الديني وثمّت الثقافي » لنرتقي السلم الحضاري في النهضةِ الأساسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والدِّينيّة . ... ولا يتحققُ ارتقاء في ظلِّ ¢ البيروقراطية ¢ المعطِّلة والقاتلة! إنّ تغيير نبرة الخطاب الديني القائمة علي التَّعقيد والتّنفير . والبعد عن روحِ العصرِ الحديثِ . تُساعدُ في مجالِ البناءِ والارتقاءِ الذي نَسعي إليهِ جميعًا لمصرنَا الحبيبَة . ومن ركائِزه الوحدة الوطنيَّة القويَّة في الداخلِ والخارجِ » لأنَّ فكرةَ التَّسامح والتَّعايش ستبرزُ في الخطابِ وتبلْور في المُواطنة التي أرسَي مفهومها الإسلام مع قدوم النبي - صلي الله عليه وسلم - إلي المدينة . وتنحِّي نبرة القتلِ والعداءِ والمنافرةِ بلا عَودة . وكلُّ ذلك يُوطّد العلاقة مع العالم الغربيِّ عبر نظرةي حديثةي متميِّزة من أجلِ المصالحِ السياسيَّة لبلادنا. ودول العالم المحبة للاستقرار والسلام . بدعم من الثقافةِ والاقتصادِ القويّ والسيَاسة المتَّزنة. إنَّه يجب علينَا أن نرتقي بخطابنا الديني ونتعلَّم ونعلِّم من خلالِ ديننا ما يَرقي بحياتنا ليحترمنا الآخرون . ولا ندَّعي أنَّنا أحسن النَّاس في الحياةِ العامَّة » لأنَّ السيطرةَ الآن علي الأرضِ القويَّة للإنجازِ والعملِ . وليسَ الكلام . ولا تتحقّق نتائج الخطابِ الدينيّ إلي الأفضلِ إلا بالعملِ . ونحن الدعاة محتاجُون إلي أنْ نكونَ ذوي أعمال لا أنَاس أقوال . وديننا دائمًا يحفّزنا علي العملِ : ¢ وقلِ اعملوا فسَيري الله عملكُم ورسولُه والمؤمنُونَ ¢ "التوبة/105" ويقول لنا : ¢ لمَ تقولونَ مَا لا تَفعلُون ¢ "الصف/2" إنّ تجديدَ الخطاب الديني يجعل منَّا أمَّة رائدة إذا التزمنا بالفهمِ الصحيحِ للنصوص . وإنَّ من التخلفِ أن نكون واقفين نتفرَّج ونتراجع للوراء والأمم تتقَدَّم . ولا بدّ من خطّة قوميَّة للنهضة بالخطابِ الديني عمَادها الداعية المسلم - أي القوة البشرية - . في عمل جماعي تقوده مؤسسات الدولة ذات الشَّأْن وعلي رأْسها الأزهر الشَّريف عمود السفّود في هذه النَّهضة . ولا بدَّ من تفعيلِ حبّ الوطن والانتماء في نفوسِ الدعاة . ومن قبلهِم نفوس أبنائنا الطلبة والطالبات في جميع مراحلِ التّعليم بخطابي دينيّي يتناسب وعقليّتهم وروح عصرهم الذي يعيشون فيه » لأنَّ ذلك يكاد يكون غائبًا أو مفقودًا اليوم !!! إنّ الدعوة إلي تجديد الخطاب الديني تنبعُ من منطلق كون ديننا لا يجعل منّا أمة ترجع إلي الوراء . والتخلف متاهة في الظلمات . فالحياة بين بدء وانتهاء عبْر قوة تعلُو وتهبط . والأمم هي التي تصنعُ المستقبل . ليكونَ مضيئًا أو مظلمًا . ... والقيادة الحكيمة التي تدعو لذلك تملك البصيرة . والإيمان قوة وقدرة نحو البحثِ عن المعرفةِ والأخيار » لذا فدعوة الرئيس لتجديد آليات الخطاب الديني . وعمل نهضة شاملة في المجتمع المصري . تنبع من منطلق أنّ الرائد لا يكذب أهله . ولا يعمّي عليهم الأخبار . بل يدلّهم علي ما يدبّر لهم ويراد بهم حتي لا يؤخذوا علي غرّة » فإذا أخفي عنهم المعلومات حتَّي يأخذهم عدوهم علي غرّة . كانَ مشاركًا للعدوّ ومعينًا له علي قومِه وأهلِه . إنّ تجديد الخطاب الديني عبر تأهيل الدعاة بالتطور العلمي يعطينا علماء ذوي بصيرة . وبالطبع الإنسان الحيّ لا يعيش بعيدًا عن العلمِ والمعرفةِ » وأكبر الظنّ أنَّنا لسنا نعيشُ حلمًا حينما نطرح هذا التّصوّر في مصرنا الحبيبة والآمال نحو غدنا . من خلال التجديد في آلية الخطاب الديني . ولا غرو في ذلك فهو ركيزة حياتنا الدنيوية والأخروية . والأمم تعملُ لدنياها كأنها تعيش أبدًا » لأنها أمّة طامحَة وليستْ خاملة . إنها آماني وآمالي . والعمل الجاد المخلص فيه الصادق يوصّل بإذن الله إلي حياةِ الارتقاء . ليكون العلوّ فيها. وتجديدُ الخطاب الديني يتطلَّب - أيضًا - تغيير مناهج التعليم لتتناسب ورُوح العصر . ولا يعني ذلك تفريغها من مضامينها التّربوية . فهي ليستْ تعليمية فقط . بل تحمل في طياتها قيمًا تربويّة يجبُ غرسها في نفوسِ أبنائنا وطلابِ العلم . ولا يعنِي ذلك حذف آيات أو أحاديث صَحيحة . وإنَّما لا بدّ من اختيار المناهج التي تناسب الطَّالب منذ نعومة أظفَاره . ليبدأَ تكوين ميراثهِ الثَّقافيّ تكوينًا صحيحًا فيه جَذب وتَرغيب . لا تَنفير وتَرهيب . ولا بدَّ وأن تعرض الجرعة الدينية في مدارسنا بالصُّورة الصحيحة والكافية التي يحتاجها الطالب في تلك المرحلة العمرية . لئلا يتسوَّل الطالب المعلومة من منابع متطرفة وما أكثرها في أيامنا هذه . خاصّة وهو يشعر أنه نشأ جاهلًا بأيسرِ الأمُور في دينِهِ .