* يسأل محمد أبوالإمام من القليوبية: هل من الحديث ما يقال: إذا مات ابن آدم قامت قيامته. وما الفرق بين حساب القبر وحساب يوم القيامة؟ ** يقول الشيخ عبدالعزيز النجار مدير عام شئون مناطق وعظ الأزهر: هذا كلام مأثور. ونسبته إلي النبي صلي الله عليه وسلم ضعيفة "العراقي علي الاحياء ج4 ص421". والمعني أن الحياة الشخصية للإنسان قد انتهت بموته كما تنتهي الحياة كلها بقيام الساعة. حين ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله. وعودة الروح إليه وهو في القبر تشبه عودتها إليه حين يبعث من القبر إلي الحشر يوم القيامة. وإذا كانت العودة في كلتا الحالتين علي نحو يعلمه الله سبحانه. وما في القبر من نعيم وعذاب هو صورة لما يكون يوم القيامة من نعيم في الجنة وعذاب في النار. وقد ورد في البخاري ومسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده... ويقال: هذا مقعدك حتي تبعث إليه يوم القيامة" وفي الترمذي "القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار". وحساب القبر يكون عن العقائد. وذلك باتفاق. وإن اختلفوا هل هو في كل العقائد أو بعضها. أما حساب يوم القيامة فهو لكل شيء قال تعالي: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين" "47" سورة الانبياء. ومعني كلام ابن حجر أن من أكلته الحيوانات أو الأسماك سيحاسب ويسأل وهو في جوف الحيوانات أو الأسماك. ومن استخدم جسمه في منفعة علمية فيسأل ايضا. ولكن متي؟ قال بعض العلماء: إن كانت هناك نية لدفنه سيؤخر الحساب إلي أن يدفن. وقال بعضهم: يسأل قبل الدفن وبعد الدفن. لكن أحسن ما قيل في هذا الموضوع ما نقل عن العلامة الأمير: أن هذه مغيبات لا مجال للعقل فيها. فيترك أمرها إلي الله. ذكره العدوي في كتابه "مشارق الأنوار" ص .27 وبعد. فإني أعرض أحياناً بعض الأقوال الاجتهادية في أمور غيبية لأبين ما شغل به العلماء من تفكير لا أدري هل خلا لهم الجو من كل العقد فصرفوا وقتهم في هذا الترف الذهني. ومع كل هذا فنشكرهم لإثرائهم الحياة الفكرية بكل ما يمكن من معلومات أو معارف أو تصورات.