عيد بأية حال عدت ياعيد.. هذه العبارة اصبحت لسان حال غالبية الشعب المصري.. بعد ان فقد العيد بهجته وفرحته. ليس فقط بسبب الاحداث السياسية التي نمر بها منذ عدة سنوات .ولكن لعوامل كثيرة اجتماعية واقتصادية.بالاضافة الي اعباء الحياة واللهث وراء المادة وتفكك صلة الرحم. كل هذا جعلنا غير قادرين علي الاستمتاع بفرحة العيد.كما كان يحدث في الماضي. ورغم ان عيدي الفطر والاضحي هما العيدان الرئيسيان للمسلمين الا انهما اصبحا يمران عليان مرور الكرام.برسالة موبايل أو رسالة علي الايميل. أو في احسن الظروف مكالمة هاتفية اصبحنا نهنئ بعضنا البعض بالعيد.وهناك من يمر عليه العيد دون ان يذهب لتهنئة احد او يطرق بابه احد.وتمر ايام الاعياد كباقي الايام.ماذا حدث؟ واين ذهبت فرحة وبهجة العيد؟ وهل من سبيل لاستعادتها.. الاجابة في التقرير التالي. تقول ماجدة عاصم ¢ موظفة بالتموين¢ فعلا معك كل الحق. لقد اختفت فرحة العيد وبهجته ولم تعد مثل الماضي.وخاصة الاولاد فنحن لا نقدر علي تكلفة السفر الي بلدتنا والخروج ايضا مكلف جدا خاصة في العيد وبالتالي نجلس في البيت امام التليفزيون وهو مايصيب الاولاد بالضيق والاكتئاب ولكن ماذا نفعل والظروف الاقتصادية صعبة جدا؟وتضيف في الماضي كان العيد فرحة وبجد ولمة ومتعه للكبار والصغار وكنا نتزاور ونتوادد ولكن ذهب كل هذا الآن. ايضا الظروف التي تمر بها البلاد لا تشجع علي شيء ولهذا فقدنا بهجة وفرحة العيد. ويقول ¢ محمد طنطاوي ¢ بالمعاش لا مقارنة تذكر بين العيد اليوم والعيد في الماضي.فرغم انني من الارياف ولكن مظاهر العيد التي نعرفها لم يبقي منها الا القليل جدا.في الماضي كنا نبدا اليوم بالخروج الي المقابر كل البلدة تقريبا تخرج الي هناك وكان الباعة يضعوون ما معهم من العاب هناك حتي يشتري منها الاطفال وبعد ذلك يبدأ التزاور والتعييد علي بعضنا البعض.ولكن اليوم قل العدد الذي يذهب الي المقابر والتعييد علي بعضنا البعض اصبح بسيطا جدا وليس كما كان في الماضي. وتقول ¢رشا صبحي¢ ربة منزل ان فرحة العيد اختفت تماما ولم نعد نشعر بها خاصة في ظل حالة الغلاء الرهيبة التي نعيشها والتي جعلتنا نقصر في شراء ملابس جديدة لاولادنا ليفرحوا بها في العيد وايضا تجعلنا نقتصد في الخروج او السفر لقضاء اجازة العيد في مكان ما. وتضيف طبعا الموبايل ورسائل ال اس ام اس حلت جميع المشاكل واصبحت التهنئة بالعيد مجرد رسالة محمول.وتتنهد بعمق وتقول¢ تصور تهنئة العيد بمجرد رسالة محمول¢ وبعد ذلك تسالني اين ذهبت فرحة العيد؟ فرحة العيد في تزاور الناس لبعضهم البعض في دخولهم علي بعضهم البعض في هذا اليوم.. لكن اين ذهب كل هذا لقد اختفي تماما. وتقول فاطمة محمود ¢ موظفة¢ ليلة العيد اقوم بتنظيف المنزل واجهزه تماما لاستقبال العيد رغم اني اعرف ان كل من سيقوم بزيارتنا هم اسرتي واسرة زوجي فقط لا غير.. حتي جيران العمارة الواحدة لا يتزاورون في العيد.اضف الي هذا الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها.والسياسية ايضا فكيف نفرح في ظل هذا الجو المشحون والعنف والمظاهرات واغلاق الشوارع؟ حتي الاضحية راحت فرحتها وبهجتها.. هكذا قال محمد نبيل واضاف.. اليوم انتشرت مسالة صكوك الاضحية وانا لست ضدها ولا معها ولكن اضحية العيد حدث كبير ومهم يجمع الاسرة كلها وفرحة كبيرة للاطفال ولكن مايحدث انه ياتي اليك موظف يعطيك الصك وتقوم بالتوقيع عليه وكهذا ينتهي الامر. فأي فرحة للعيد تسأل بعد ذلك؟ تقول الدكتورة عزة كريم استاذ علم الاجتماع ان مظاهر كثيرة جدا اختلفت وتغيرت في حياتنا بسبب تغير ظروف الحياة نفسها فنحن نعيش في عصر يتسم بالسرعة الشديدة وانتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة التي طغت وقضت علي كثير من مظاهر الحياة الاجتماعية والاسرية التي كنا نعيشها في الماضي.واضافت في السنوات الاخيرة شهد المجتمع المصري تغيرات كثيرة خاصة من الناحية السياسية والاقتصادية فمن الناحية السياسية لم يهدا المجتمع خلال الفترة الماضية والاحداث السياسية تتوالي بكثافة مما يجعل لدي الناس حالة من الترقب بل والترقب تطغي علي الفرحة بالمناسبة.اما الجانب الاقتصادي فمع غلاء الاسعار يكون الخروج والسفر في الاعياد امر مكلف جدا لهذا تلزم معظم الاسر البيت امام التليفزيون وهو مايفقد العيد بهجته وفرحته.وتقول مني الملاح محاضرة واخصائية تنمية بشرية .من الممكن توظيف ماهو متاح من امكانيات لتحقيق فرحة مقبولة بالاعياد.ولكن نحن تعودنا للاسف علي الاستسلام للامر الواقع. نجن بالطبع لن نستطيع العودة بالزمان الي الوراء.حين كانت فرحة العيد ملئ السمع والبصر.وكانت فرحة لا تضاهيها فرحة ويكفي اننا كنا نظل مستيقظين طوال الليل انتظارا للعيد والذهاب الي الصلاة مع الاب او الجد او الاشقاء.ثم اخذ العيدية ولمة الاسرة حول افطار العيد المميز.كل هذه المظاهر او اغلبها اختفي للاسف الشديد وحتي في الاقاليم والارياف لم تعد كما كانت في الماضي.ولكن علينا الا ننظر للصورة بشكل قاتم فما زالت بعض الامور موجودة وهناك امور ممكن ان نقوم بها بسيطة جدا مثل ان نقوم بالتعييد علي سكان العمارة التي نقيم فيها ونمر عليهم ونهنئهم بالعيد.وان نعيد صلة ارحامنا المقطوعة ويكون العيد فرصة كبيرة لهذا الامر الممتاز وقتها سنشعر اننا حققنا سعادة كبيرة لهم ولنا ايضا. وتضيف لا تضيعوا فرحة العيد بالجلوس في المنازل امام التليفزيون ويجب ان تقوموا باي نشاط ولو حتي الخروج في اماكن غير مكلفة ماديا ولا تحرموا الاطفال من حقهم في السعادة بالعيد وبهجته.