تابعت باهتمام كبير مؤتمر دعم الثورة السورية الذي أقيم في استاد القاهرة الرياضي يوم السبت الماضي وحضره الرئيس محمد مرسي وعدد كبير من ممثلي التيارات الإسلامية وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين الذين توافدوا علي الاستاد من معظم محافظات مصر. ومع أنني أؤيد كل قرار أصدره الرئيس وكل كلمة صرح بها في هذا المؤتمر الشعبي خاصة فيما يتعلق بقطع العلاقات مع النظام السوري القاتل الذي أباد شعبه وارتكب جرائم إنسانية وإغلاق سفارة سوريا بالقاهرة وسحب القائم بالأعمال المصري في دمشق وعقد قمة إسلامية عربية طارئة لحل الأزمة السورية ومطالبته المجتمع الدولي بإصدار قرار من مجلس الأمن بحظر الطيران في سوريا لوقف نزيف الدماء. إلا أن الدعوة التي أطلقها الدكتور مرسي للجهاد في سوريا بالنفس والمال والسلاح أعتقد أنها دعوة لا مجال لها الآن ونحن نعاني في مصر أزمات ومشاكل أمنية تستدعي تضافر الجهات الأمنية لمواجهة الانفلات الأمني الداخلي والتهديد الخارجي وخاصة الأحداث الآخيرة التي شهدتها سيناء. نعم الجهاد في سبيل الله فرض علي كل مسلم ومسلمة لقوله تعالي: ¢كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون¢ وقوله سبحانه: ¢انفروا خفافا وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله¢ وقوله تعالي: ¢قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخري كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار¢. لكن هل الدولة مستعدة الآن لكي تفتح باب الجهاد في سوريا وتحارب النظام السوري ومعاونيه وعلي رأسهم إيران وروسيا وحزب الله الشيعي؟ بالطبع لا فنحن نعيش هذه الأيام تناحرا شديدا بين جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية وبعض القوي والتيارات السياسية العلمانية والليبرالية والذي وصل إلي التهديد والوعيد بالنزول إلي الشارع وهذا ما نخشاه حتي لا يحدث اشتباك بين الطرفين وتعم الفوضي في الشارع المصري ويستغلها أعداء مصر وهم معروفون لدينا فلول الحزب الوطني ورجال مبارك وأبناؤه ورجال الأعمال الفاسدين الذين يصطادون في الماء العكر انتقاما من الثورة والثوار. يبدو أن الرئيس محمد مرسي أراد بمشاركته في مؤتمر نصرة سوريا وبالحشد الكبير لجماعة الإخوان المسلمين في استاد القاهرة أراد أن يوصل رسالة إلي المعارضة مفادها التأكيد علي مواجهة الفوضي التي تهدد بها المعارضة حتي لا تنجر البلاد إلي حرب أهلية في 30 يونيه.