شهدت مشيخة الازهر خلال الإسبوع الماضي لقاء مهما للغاية بين الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور يوسف القرضاوي عضو هيئة كبار العلماء ورئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووصل القرضاوي إلي المشيخة والمؤذن يرفع أذان الظهر ولما حان موعد الصلاة حاول الإمام الأكبر تقديم القرضاوي لإمامة الصلاة بمن كان موجودا في اللقاء ولكن القرضاوي رفض بشدة وأكد رغبته في الصلاة خلف الإمام الأكبر بوصفه إمام أهل السنة في العالم كله وكذلك لأنه سيصلي جالسا بسبب الإصابة التي تعرض لها في ظهره مؤخرا وتعيقه عن الركوع والسجود وبالفعل أم الطيب القرضاوي وعددا من أعضاء هيئة كبار العلماء في صلاة الظهر وبعدها بدأت جلسة مطولة بين الحاضرين حيث طرح القرضاوي مسألة التبشير المذهبي ومخاوفه من محاولات إيران التوغل داخل مجتمعات أهل السنة وأكد الدكتور أحمد أن الأزهر بالمرصاد لأي محاولة تستهدف تغيير مذهب أهل السنة والجماعة في مصر بشكل خاص وفي الدول العربية ذات الأغلبية السنية بشكل عام مشيرا إلي أن الأزهر حريص علي متابعة أي نشاط ديني أو ثقافي في المجتمعات العربية لمنع حدوث أي اختراق للهوية الإسلامية الوسطية التي تميز المجتمع المصري والمجتمعات العربية بشكل عام وهو الأمر الذي رحب به القرضاوي وأكد أن الأزهر سيظل دائما منارة الوسطية في العالم الإسلامي وسيظل الحصن الذي يواجه أطماع كافة القوي الاقليمية والدولية الساعية لتغيير هوية أهل السنة والجماعة. ثم تحدث القرضاوي عما تشهده مصر من أحداث ساخنة مؤكدا أن استمرار التهاب الأحداث بهذا الشكل يهدد الدولة معتبرا ان استمرار العنف في الشارع وانتقاله إلي المظاهرات يعني استمرار حالة الانفلات الأمني وبالتالي يتعذر تنفيذ أي مشروعات تصب في صالح نهضة مصر وهنا قاطع الدكتور الطيب الشيخ القرضاوي مؤكدا له أن الله تعالي يرعي مصر وأنها ستنهض من كبوتها بأسرع وقت وبهمة وسواعد كل أبنائها دون استثناء وأن ما يحدث بين المصريين سحابة صيف سرعان ما ستمر لتستقر الأمور وتسير في الإتجاه المنشود. تحدث الدكتور القرضاوي عن فوضي الفتاوي التي تشهدها الساحة العربية والإسلامية وتيسيرا علي المواطنين في المحافظات المختلفة وهنا اقترح الإمام الأكبر ضرورة وجود مكتب للإفتاء بكل محافظة. يتولي النظر في فتاوي الناس وحوادثهم وبخاصة في هذه الآونة التي تضاربت فيها الفتاوي وتسابقت بعض الفضائيات في احداث فوضي الفتاوي مما أوقع الناس في الحرج ونظرا لمكانة المرأة التي تبوأتها في الشريعة الإسلامية. ودورها الحيوي في واقع الحياة العملي أبدي استعداده لتفعيل دور المرأة واقتراح دعم مشاركتها في الإفتاء. وعضويتها بمجمع البحوث في جلسات قادمة معلنا - الطيب - موافقته علي اقتراح القرضاوي بأن يتم إفساح المجال أمام المرأة المسلمة كي تشارك في مجال الإفتاء مؤكدا أنه مع ضم المرأة لمجمع البحوث الإسلامية علي أن يتم وضع ضوابط تحدد ذلك الأمر . وحول مسألة موقف القرضاوي من مقتل الشيخ البوطي أحد علماء الأمة الكبار في سوريا والتي أدانها الأزهر وبقوة حيث قال شيخ الأزهر أن ما تردد حول تأييد اغتيال البوطي يثير القلق لأن استهداف العلماء ممنوع وفق القاعدة الشهيرة أن لحوم العلماء مسمومة وهنا الدكتور يوسف القرضاوي رأيه من موقف الشيخ البوطي من النظام السوري في حياته. وفي حادثة اغتياله حيث قرر انه أدان مقتله وبرأ المعارضة السورية من هذه الفعلة. رافضًا لموقفه من النظام السوري وأن ما نشر عن تحريضه علي قتل البوطي فهو عار تماما عن الصحة. علي الجانب الآخر أدان الأزهر ما يحدث من انتهاكات صارخة لحقوق المواطنين المسلمين في بورما وأنه أصدر في ذلك أكثر من بيان وكان آخرها بالأمس كما أكد ضرورة حث العلماء للساسة والحكام العرب والمسلمين علي اتخاذ موقف حاسم لنصرتهم. مبديا استعداد الأزهر لتسيير قوافل إغاثية إلي هناك.