اقترح الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، وعضو هيئة كبار العلماء، على الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تفعيل دور المرأة ومشاركتها في مجال الإفتاء، وأن يفسح لها مجال العضوية في مجمع البحوث الإسلامية، على أن يحدد ذلك بضوابط ومحترزات. وأبدى الطيب خلال استقباله القرضاوي الأربعاء استعداده لتفعيل دور المرأة، واقتراح دعم مشاركتها في الإفتاء، وعضويتها بمجمع البحوث في جلسات قادمة. واقترح ضرورة وجود مكتب للإفتاء بكل محافظة، يتولى النظر في فتاوى الناس وحوادثهم، وبخاصة في هذه الآونة التي تضاربت فيها الفتاوى، وتسابقت بعض الفضائيات في إحداث فوضى الفتاوى، مما أوقع الناس في الحرج. من جانب آخر، نفى القرضاوي، أن يكون قد حرّض على قتل العلامة السوري الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، أحد أبرز الداعمين للنظام السوري، والذي لقي حتفه في انفجار استهدف مسجد "الإيمان" بدمشق في نهاية الأسبوع الماضي. وقال إن "ما نشر عن تحريضه على قتل البوطي فهو عارٍ تمامًا عن الصحة"، موضحًا أنه أدان مقتله، وبرَّأ المعارضة السورية من اغتياله، رافضًا لموقفه من النظام السوري. وكان القرضاوي وصف في خطبة الجمعة الماضية بالدوحة البوطي ب "الصديق،" رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهها له، وشكك بالرواية الرسمية لمقتله في مسجده الذي قال إنه يقع بمنطقة "لا يدخلها إلا أتباع النظام،" ولمّح إلى إمكانية تصفيته خشية تبدل مواقفه المؤيدة لنظام الرئيس بشار الأسد وتحويله لدعم "أهل السنة." بدوره، أكد الطيب أن الأزهر يدين ما يحدث من انتهاكات صارخة لحقوق المواطنين المسلمين في بورما، وأنه أصدر في ذلك أكثر من بيان، وكان آخرها بالأمس. وشدد على ضرورة حث العلماء للساسة والحكام العرب والمسلمين على اتخاذ موقف حاسم لنصرتهم، مبديًا استعداد الأزهر لتسيير قوافل إغاثية إلى هناك، وهذا يتطلب تعاون الجهات الدولية المسئولة حتى يسمح لها بالدخول. واعتبر أن هذا هو الحد الأدنى نحو نصرة هؤلاء الإخوة المضطهدين الذي يعانون من سياسة العقاب الجماعي من غير ذنب اقترفوه، وذلك انطلاقًا من قول الله – جل وعلا -: (إنما المؤمنون إخوة) ومن قول الرسول – صلى الله عليه وسلم - : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) .