* يسأل فتحي عبدالله منصور من البحيرة: يقولون: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية بينما سيدنا أبوبكر رضي الله عنه يقول: الاختلاف كله شر. فكيف نوفق بين القولين؟ ** يجيب د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: الاختلاف في الرأي أسلوب حضاري مادام كل من الطرفين يلتزم بآداب الاختلاف وسيدنا أبوبكر رضي الله عنه حينما قال: الاختلاف كله شر. كان يتحدث عن الاختلاف الذي ظهر في عصره بعد وفاة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد رأينا الصحابة اختلفوا في مكان دفن الرسول صلي الله عليه وسلم ومن يكون خليفته من بعده حتي وفق الله سيدنا عمر لجمع شمل المسلمين علي خلافة سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وقال كلمته المشهورة إذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم قد ارتضاه لأمر ديننا أفلا نرتضيه لأمر دنيانا؟ يقصد اختيار الرسول صلي الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه ليكون خليفة له في إمامة المسلمين في الصلوات. وحدث أن بعض الناس قد ارتد عن الإسلام وبعضهم منع الزكاة وبعضهم ادعي النبوة وهذه كلها اختلافات كان من الممكن أن تؤدي إلي تفكك الأمة الإسلامية ولكن الله عز وجل جمعهم علي خلافة سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وهذا يدل علي أن الاختلاف المحمود وهو ما كان من أجل الحق الوصول إليه أما الاختلاف من أجل الباطل فهو اختلاف مذموم. * أدب الاختلاف يجعل المسلم ينظر إلي الحق أينما وجد ليعمل للحق ومن أجل الحق ولا يسييء إلي من يخالفه في الرأي بأي حال من الأحوال ولهذا قال سيدنا عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه والله الذي لا إله إلا هو ما كنت أحب أن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يختلفوا إلا أنهم لولم يختلفوا لكان قولا واحدا ولو كان قولا واحدا لوقع الناس في حرج. فالصحابة الكرام وإن اختلفوا فيما بينهم لكن كان كل واحد منهم يحترم رأي الآخر لأنهم كانوا نجوما يهتدي بهم الحائر ليصل إلي بر الأمن والأمان.