محمد نور المتحدث الرسمى باسم حزب النور السلفى، اعترف أن أصعب ما يواجه حزبه والتيار السلفى عمومًا قلة الخبرة الإدارية، إضافة إلى سوء التنظيم والتنسيق ما بين الدعوى والسياسى وغياب المعايير وثباتها، متهمًا الليبراليين والعلمانيين بتخويف الشعب من التيار الإسلامى ومحاولة ابتزازه عبر الإيحاء بوجود رغبة فى تطبيق نموذج «وهّابى» يسعى الإسلاميون إلى تطبيقه فى مصر، مؤكدًا فى حواره مع «التحرير» أن المكون المصرى ثرى، وأن شرع الله لا ينبغى أن يخيف أحدًا، وأنه لا يوجد فى الواقع تيار ليبرالى فى مصر بل جماعات مصالح، ناصحًا إياهم بالتصالح مع ثوابت الأمة والعمل على إعادة بناء أنفسهم من جديد.. وإلى نص الحوار: ■ التيار الإسلامى الرابح الوحيد من ثورة 25 يناير حتى الآن، صحيح؟
- أولًا، الشعب المصرى انقسم بعد الثورة إلى جزءين، أحدهما استفاد وكان يبحث عن التغيير الحقيقى حتى لو لم يشارك فى أحداث الثورة، والجزء الثانى كانت الثورة سببًا فى تهديد مصالحه، حتى لو كان مشاركًا فيها، والتيار السلفى بالطبع كان يتعرّض إلى ضغوط شديدة وظلم شديد قبل الثورة، ولا شك فإننا استفدنا من الثورة وأعطت لنا روحًا جديدة، إذ لم يكن مسموحًا للتيار السلفى تكوين أى مؤسسات أو جمعيات مرخصة، والذى حدث أن التيار السلفى شارك كأفراد لا كمؤسسة، مثله كباقى أطياف المجتمع المصرى، ولا نحب أن نزايد على بعضنا بعضًا، ونتحدث عمن شارك فى الثورة ومن لم يشارك، لأنه فى النهاية الثورة تمت ونجحت فى إسقاط نظام، والباب مفتوح لكل أبناء الشعب المصرى للمشاركة السياسية، وكان هناك جدل بعد نجاح الثورة المصرية داخل الدعوة السلفية، فالبعض قرّر عدم الدخول فى المعترك السياسى، بينما قررت الدعوة السلفية بالإسكندرية إنشاء حزب سياسى وتكليف الدكتور عماد عبد الغفور بهذا الملف.
■ لكن لماذا انعزل التيار السلفى قبل الثورة على نفسه، ولم يتّجه إلى العمل السياسى؟
- التيار السلفى هو نسخة كربونية من المجتمع المصرى، فقد انصرف السلفيون عن الانتخابات البرلمانية وكان المجتمع المصرى منصرفًا أيضًا عن العمل السياسى، وكنا نرى أن المشاركة فى العمل السياسى ليس لها جدوى فى ظل النظام السابق الفاسد، والشعب المصرى كله كان يعتقد ذلك، والدليل هو نسب الإقبال على التصويت فى الانتخابات، وبعد الثورة التيار السلفى رأى جدوى المشاركة فى العمل السياسى من خلال البرلمان وسلك الشعب نفس المسلك، وأعتقد أن التطور السياسى للتيار السلفى هو نسخة طبق الأصل مع التطور السياسى للشعب المصرى عمومًا.
■ ما أصعب تحدٍ واجه التيار السلفى بعد أحداث الثورة؟
- كان اتجاهنا إلى العمل السياسى هو أهم تحدٍ لنا، لأنه جديد علينا بحكم الانغلاق على المسار الدعوى الذى كنا عليه، حيث كان الوضع السياسى قاتمًا، أما الآن فإن الثوار ينتظرون منا إجابات واضحة فى قضايا كثيرة.
■ وجّهت اتهامات إلى دول الخليج رغم ارتباط التيار السلفى بالوهابية، وما يتردد عن وجود علاقات طيبة تجمعكم بهذه الدول.
- هذا جزء من تشويه الصورة. أرفض مبدأ التخوين لأى مصرى وليس للسلفيين فقط، كانت موجة حدثت فى الإعلام لزرع الشك فى جميع القوى المصرية، حيث يقوم التيار الإسلامى باتهام حركة 6 أبريل بأنه يتم تمويلها من الخارج والتيار الليبرالى يتهمنا أننا مرتبطون بالخليج، ويتم اتهام الليبراليين أنهم مرتبطون بأمريكا وأوروبا، وإذا كانت كل هذه الاتهامات حقيقية، مَن يبنى مصر لو كانت جميع القوى السياسية تعمل لصالح دول أجنبية، لذلك هناك انهيار كامل لجدار الثقة وأتمنى أن نفترض حسن النوايا لنبنى علاقات جديدة، ولا شك أن هناك مجموعات مصالح موجودة فى كل التيارات السياسية فى مصر بلا استثناء، وتشعر أن العمل المخلص والجاد لصالح مصر يهدد مصالحها.. المنتفعون موجودون داخل أى كيان سياسى، وأعتقد أن التيار الإسلامى هو أقل إصابة من المنتفعين لأن المرجعية الأخلاقية التى يوفرها التيار الإسلامى والمحاسبة الداخلية المستمرة هى التى تحميه من التيار النفعى الموجود فى جميع التيارات السياسية.
■ ما ردّك على مَن يرى أن التيار السلفى يريد أن يجعل من مصر «السعودية الثانية»؟
- هذا استكمال للطرح السياسى الساذج الذى يتم فى الإعلام الآن، كل مواطن مصرى يريد بلده أن تكون قوية وناجحة. السلفيون ليسوا بدعًا من ذلك، وفى النهاية نحن بشر نريد أن نعيش مستريحين فى البلد، لكن حكاية النموذج السعودى محاولة استيراد نموذج تدل على ضعف المكون الثقافى المصرى، وهذا غير حقيقى لأن فى النهاية المكون المصرى إجمالًا قادرون على تقديم نموذج مصرى يحتذى به، فمصر طبيعتها خاصة جدًّا وصهرت جميع الغزاة ولم تتأثر بأى احتلال بل استطعنا التأثير على المحتل، والنموذج المصرى هو دائمًا مَن يتصدّر المسيرة وتتأثر به الدول العربية.
■ هل سيلتزم التيار السلفى بفقه الواقع، ولن يتحدث عن تطبيق الشريعة إلا عندما يجد قبولًا من المجتمع؟ وهل سيتم الترويج للنقاب بشكل يستفز المتبرجات؟
- لا يوجد فى الشريعة الإسلامية حد لمن خلعت الحجاب ولا يوجد حد فى حدود الشريعة لتلك القضية، نحن نحاكم الشريعة بصورة سلبية فى أذهاننا ليس لها واقع على الأرض، الشريعة هى مجموعة الأنظمة والقوانين التى وردت فى الكتاب والسنة ونزل فيها حكم إلهى فى القرآن الكريم، ولا بد أن تكون شريعة متوافقة مع عقائد المجتمع، لو كانت الشريعة غير متناغمة مع تقاليد وقيم وعقائد المجتمع لن نتقدم أبدًا، وغياب التشريع الإسلامى وغياب حاكمية الشريعة أدّيا إلى ازدواج فى الشخصية المصرية واضطراب حاصل فى المجتمع، لأن فى النهاية المجتمع له قيم وتقاليد وأعراف ويقرأ الآيات ويسمع الأحاديث ثم يجد أن أنظمة الدولة مختلفة عنها، مما أدى إلى اضطراب فى الشخصية المصرية، ولن تكون الأمة المصرية قادرة على البناء والتقدم إلا عندما تجد ما تقرأه فى معتقداتها من قرآن وسنة موجود فى أنظمة البلد وقوانينها، مش معقول أرى أن الربا حرام وأقرأ ذلك كل يوم فى القرآن وأسمعه فى صلواتى ثم أجد أننى أحصل على مرتبى بالربا، المواطن المصرى عايش حياة غير مستقرة والمطلوب إما أقنع الناس أن هذا ليس ربا أو أشيلها من المصحف، أنا باسأل سؤال: هنودى آيات القرآن فين؟ هذه هى الشريعة التى أتحدث عنها أن يكون هناك تناغم بين الأنظمة والقوانين الحاكمة وبين ما يعتقده الناس من قيم وثوابت مجتمعية يتفق عليها المجتمع، أما مسألة التخويف من تطبيق الشريعة فلا بد أن يعرف الناس أن شرع الله لم يكن أبدًا ظالمًا، نحن نتكلم عن شريعة الله ولا نتحدث عن شريعة الإخوان أو السلفيين، نتحدّث عما هو موجود فى القرآن والسنة، وهل يعتقد أحد أن ما نزل فى القرآن والسنة ليس فيه صالح للعباد، لا يوجد مصرى واحد لا مسلم أو غير مسلم يعتقد أن ما جاء فى القرآن والسنة الصحيحة فيه أى ظلم أو جفاء للعباد.
■ ما النظام الذى يريد التيار السلفى أن يحكم به؟
- نريد ما ورد فى القرآن والسنة الصحيحة يكون موجودًا فى أنظمتنا القادمة، وأن تتولى مؤسسات الدولة مهمة تطبيقه والتعريف به.
■ حزبكم أكد معرفته بالجهة التى وراء هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولم تكشفوا عن هويتها، فهل من الممكن أن تخبرنا عنها الآن؟
- لا أستطيع اتهام شخص بالاسم، لكنى أعلم أن بعض الأحزاب الليبرالية للأسف كانت تعتبر المنافسة الانتخابية النفس الأخير بالنسبة إليها فاستخدمت كل الأساليب، وبعضهم كان يمتلك شركة محمول كاملة وعشرات الصحف والقنوات الفضائية، وقد اشتكى الحزب فى وقتها لعدم تكافؤ الفرص فى أثناء الانتخابات، لكن لم يحدث أى رقابة على الأموال التى أنفقت على الانتخابات البرلمانية، والتيار الليبرالى كان يقوم بكل ما يستطيع من حملات للتشويه وللتأثير على الحصة الانتخابية لحزب النور أو التيار الإسلامى بشكل عام.
■ هل حزب النور نتيجة الأداء السلبى لبعض أعضائه داخل البرلمان خسر نسبة من قواعده أم لا؟
- لا نقدر أن نقول ذلك قبل أن نعلم نسبتنا فى الانتخابات البرلمانية القادمة، لكن نحن نشعر أننا ما زلنا نتعلّم ونعتقد أننا لو استفدنا من تجاربنا سوف يُترجم هذا إلى مكاسب كبرى، ولو لم نستطع سنهبط وتنخفض شعبيتنا، وأعتقد أن بعض التجارب السيئة التى عانينا منها قد تكون مفيدة على المدى البعيد، نحن فى عمل سياسى ممكن نصبح الحزب رقم واحد ثم تتغير المعادلة.
■ هناك معلومات تفيد بأن رئيس الحزب عماد عبد الغفور عانى طويلًا داخل الحزب قبل ظهور الأزمة الداخلية، حدّثنا عن تلك الفترة؟
- الأزمة الحقيقية كانت فى غياب العمق السياسى نتيجة عدم مشاركتنا فى العمل السياسى مسبقًا، لازم كنا نواجه مشكلات، ولم يكن لدينا من الخبرات الإدارية ما يقينا شر هذه الأزمات، ولم تكن بالحجم المناسب، وحسب تقرير عن أن مصر تحتل المركز الأخير فى وجود مجالس إدارات متخصصة وكفء، وهذه سمة عامة ونحن ترتيبنا الأخير على مستوى العالم وحزب النور ليس كيانًا خاصًا، للأسف جزء من الحالة المصرية، التعثر الإدارى هو الذى أدّى إلى خلاف داخلى بعد ذلك، بعضنا رأى أنه خائف على التجربة من الفشل، حيث وجد أن من الممكن أن تتخلل الحزب عناصر تسىء إليه، خصوصًا بعد حدوث أمور سلبية، لذلك وجد أن يضع كثيرًا من الفلاتر والمرشحات التى تعيق مسألة المشاركة فى الانتخابات، أما الطرف الثانى فوجد أن من حق كل عضو ينتمى إلى التيار أن ينتخب ويمارس العمل السياسى، وجهتا نظر تسببتا فى جميع المشكلات التى تراها الآن.
■ ما ملاحظاتك على أداء التيار السلفى فى العمل السياسى؟
- نعانى من مشكلة كبيرة جدًّا وهى قلة الخبرة الإدارية، إضافة إلى سوء التنظيم والتنسيق ما بين الدعوى والسياسى، وغياب المعايير وثباتها فى العمل السياسى والاختيارات التى تمت سابقًا.
■ ما نظرتك إلى التيار الليبرالى، وما سلبياته؟
- لا يوجد تيار ليبرالى فى مصر، أعتقد أنه تيار ليس له وجود، وقمت بالاطلاع على الفكر الليبرالى فى العالم كله، والموجود فى مصر مختلف تمامًا عن التيار الليبرالى، وهم يقولون إنهم بلا مرجعية وإن منهجهم يختلف عن جميع الليبراليات فى العالم، أظن أنه أمر عجيب فهم مجموعات مصالح أكثر ما هم تيار فكرى، بدليل لو حذف بعض الأسماء من قاموس التيار الليبرالى لن تجد له وجود، لكننا لو شيلنا رموز التيار السلفى جميعهم ستجد ملايين السلفيين، لا يوجد فى التيار الليبرالى سوى عدد ضئيل يتحدث فى الإعلام، وللأسف أسألهم عملوا إيه قبل الثورة بجد. المعارضون الحقيقيون للنظام السابق كان لا يُسمح لهم أن يفعلوا أى شىء، لكن ما وجدنا أنه كان يسمح لهم بإصدار صحف، وبالعكس كانوا جزءًا من النظام السابق، وكانوا يلعبون دور المعارضة فى النظام السابق، وفى وقتنا الحالى يريدون استغلال دور معارضتهم للنظام السابق ويعتبرون أنفسهم شاركوا فى الثورة، شاهدنا من المعارضين للنظام السابق مَن شارك فى موقعة الجمل ضد الثوار، والأسماء موجودة، ومنهم من أُفرج عنه، ومنهم ما زال متهمًا، والتيار الليبرالى لا بد أن يتصالح مع ثوابت الأمة، وأنصحهم بأن يعيدوا بناء أنفسهم من جديد، فهو تيار زرعه الغرب وأكل وشرب ونام فى الغرب، والاسم نفسه غير عربى أو مصرى، ولذلك هو تيار غريب عن المجتمع المصرى، ويحتاج إلى تغيير أفكاره وتلتزم الليبرالية بثوابت الشعب المصرى بما فيها الشريعة والعقيدة.
■ هل تعتقد أن التيار الليبرالى يحارب الشريعة الإسلامية؟
- بالتأكيد عندهم حساسية من كلمة الشريعة، ولازم ياخدوا برشام أو شربة دواء، ونتعجب منهم، فكلما ذُكرت كلمة الشريعة فى الدستور قامت قيامتهم، فإما أن يتصالح مع المجتمع والناس ويتصالح مع الشريعة، وهو يروج أنه ليس ضد الشريعة، لماذا يرفضون إذن أن يحكمنا شرع الله، فهو تيار يوازن بين مصالحه وخطابه مع الدول الغربية، وعلى سبيل المثال أيمن نور شخصية ليبرالية أحترمها كثيرًا لكن استغربت عندما كشف هو بنفسه عن أن الاتحاد الأوروبى نصحه بالانسحاب من «التأسيسية»، وأتعجب كيف يجلس مع أشخاص ويسمح لهم بالتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، فبأى صفة هيئة أجنبية تطلب من مصرى وطنى الانسحاب من «التأسيسية»، وهو يعتبر أمرًا غريبًا يلزمه بأن يحاسب نفسه.
■ ما ملاحظاتك على الإخوان؟
- أكبر تحدٍ يواجه الإخوان هو الخروج من إطار الجماعة إلى إطار الدولة، وهذا أمر ليس سهلًا أن تترك الجماعة فكرها فى أثناء إدارة البلاد، بل ويعد أمرًا مستحيلًا، الاحتفاظ بالفكر وكذلك الانفتاح على الآخر يعتبر عبئًا كبيرًا جدًّا نتمنى أن ينجح الإخوان فيه، لا شك أن غياب الرؤية العميقة من سلبيات الإخوان، مصر بحاجة إلى مشروع تجتمع عليه كل التيارات.
■ وماذا عن مشروع النهضة؟
- أنا أتحدث عن مشروع حقيقى برؤية وفكر حقيقيين، وحتى الآن ليس موجودًا، ولم يقدم الإخوان مشروعًا وأيضا لم يقدم غيرهم أى مشاريع حتى لا نظلم الإخوان.
■ لكن الإخوان يعتقدون أن هناك ما يسمى بمشروع النهضة؟
- يوجد فرق بين المشروع والبرنامج الاقتصادى، ولن يتوحّد المصريون إلا عندما يجدون مشروعًا حقيقيًّا، لكن النهضة مجرد برنامج اقتصادى، وعندى ملاحظات عليه لأننى لا يمكن أن أعترف به كمشروع، هو برنامج للنهوض الاقتصادى يفتقر إلى المعايير والعمق الفكرى، لكن نعذر الرئيس لأنه وجد أمامه تحديًا صعبًا عندما وجد منافسه يتعهّد بإعادة الأمن فى 24 ساعة، فلما يتعهد أنه سيقضى على بعض المشكلات فى 100 يوم يبقى بذل أقصى ما يستطيع.
■ هل أنت مقتنع بحكومة قنديل؟
- لا شك، الثورة تحتاج إلى حكومة أكثر إبداعًا، وفى الوضع الحالى نجد أن الحكومة تطرح حلولًا تقليدية، وإن كنا نستشعر إخلاصًا من جانب الحكومة، ومش هتقدر تقف أمام التحديات الموجودة إلا بحلول أكثر ثورية، فالحكومة تفتقد المصارحة، ولن تخرج مصر من كبوتها إلا عندما يعرف المواطن حجم الأزمة والمعايير التى تسير فيها الحكومة لإنهائها.
■ لماذا لا يهتم فصيل كبير من التيار السلفى فى قضية الدستور إلا بالمادة الثانية؟
- حاكمية الشريعة الإسلامية لا تعنى نص المادة الثانية، لكن أن نجد روح الشريعة وقواعدها وأحكامها فى كل حرف مكتوب فى الدستور المصرى ولا يجوز أن نسعد أننا قادرون على تعديل المادة الثانية من الدستور، ولكن نصوص تسمح بالفساد وإطلاق الحريات، فنحن مسؤولون عن الشريعة الإسلامية فى كل بند. ولا يجب أن نركّز على مادة فقط، ونترك اليد التى تعبث فى كل مواد الدستور، ونظن أننا نصرنا الشريعة، وعدم وجود المادة الثانية على الإطلاق مع دستور متناسق ويحفظ الحقوق والحريات والقيم أفضل من وجود المادة الثانية وبقية المواد تنتهك الحريات.
■ هناك ضغط من الإخوان لأنهم يجدون أن التحالف معكم أمر ضرورى فى البرلمان المقبل؟
- كان هناك ضغط فى الانتخابات البرلمانية السابقة ولم يستجب إليه حزب النور وأنا بشخصى جلست مع الدكتور محمد مرسى عندما كان رئيس حزب الحرية والعدالة وطلبوا أن يكون هناك تعاون، وحصل هذا الطلب عدة مرات، ووجدنا أنه من الأفضل أن نخوض الانتخابات دون تحالف حتى نعرف مدى قوتنا فى الشارع.
■ ما تعليقك على خطاب الرئيس مرسى إلى الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز؟ وهل ترى أيضا أن صياغته غير مقبولة؟
- هذا الخطاب كارثة، ولو هذا فعلًا حدث من مرسى، فأسأله: كيف يمر خطاب كهذا ولا يراجع، ولا أوافق مَن يقول إنها أعراف دبلوماسية لأنه فى الدبلوماسيات تستطيع أن تفعل ما تحب، وما كتب فى الخطاب هراء وعار على الدبلوماسية المصرية، وأوقعنا جميعا فى حرج.