من محكم دعوة القرآن الكريم للذين يقومون بنشر الإسلام والدعوة إليه ما ورد من الأمر بالتزام الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة إلي دين الله التزاماً بما أمر الله به من قوله: "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" وهذا هو المنهج الذي أمر الله به الداعية وهو ينشر دين الله ويحبب الناس إلي اعتناقه وهذا هو شأن الداعية إلي الله لأنه يجمع الأحباب والانصار من حوله لنشر دين الله والدعوة إليه وطالما كانت الحكمة والموعظة الحسنة منهج الداعية كلما كان نجاحه موفوراً ووصوله إلي هدفه متحققاً. والله يهدي الداعين إلي الخير ويبلغهم ما يريدون من دعوتهم وقد قضي الله بذلك حيث أمر الداعية بأن يلتزم بالحكمة والموعظة الحسنة. فالكلام اللين يلين القلوب المتحجرة. ويخفف من عدائها سعياً إلي الإيمان والتصديق بالرسالة الخاتمة التي جعلها الله هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان. وكلما كان الداعية ملتزم في نفسه محققاً لما يقوله في سلوكه كلما كان اوفر نجاحاً وأهدي سبيلاً ولذلك ينبغي علي الداعية إلي دين الله أن يكون ملتزماً بما يقول فقد أنكر الله علي الذين يأمرون بالخير ولا يفعلونه وذلك في قوله سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولون ما لا تفعلون" وهذا هو خلق الداعية ان يلتزم بما يقول فهو إذا دعا إلي الخير ولم يكن فاعلاً له فإن دعوته تكون هباء ولا تصل إلي هدفها ولا تحقق الغرض منها وكلما كان الداعية مخلصاً في دعوته ليس من هدفه إلا الامتثال لما يدعو إليه كلما كان نجاحه مقبولاً ودعوته مؤدية إلي هدفها فالداعية الناجح هو الذي يجعل من نفسه نموذجاً ومثالاً لما يدعو إليه وذلك إلي جانب معرفته للمناخ الاجتماعي الذي يقيم فيه ويدعو الناس إلي الإيمان بالرسالة التي يؤمن بها والداعية الإسلامي محتاج دائماً إلي صدق النية وسلامة المقصد إيماناً منه بأن التبليغ بالرسالة هو هدف كل مؤمن من الطريق الذي يسير فيه ولا جدوي إذن من الشدة والعنف في دعوة الناس وإلي هدي الدين والامتثال لتعاليمه وآدابه.