أكد الدكتور هشام أبو النصر الامين العام السابق لحزب النور بالجيزة والمتحدث باسم الدعوة السلفية ان قراره اعتزال العمل السياسي اتخذه بعد ان ذهب الي الحرم واستخار الله. مشيرا الي انه اراد ان ينأي بنفسه عن دائرة صنع القرار بعد استشعر انه لم يحدث اي تغيير في المشهد السياسي في مصر وما زالت الامور تدار بنفس الطريقة القديمة. وقال في حوار خاص مع عقيدتي ان اخطاء التيار الاسلامي يتم تضخيمها وتهويلها بعكس اخطاء فصائل وتيارات اخري بهدف تشويه صورته امام الرأي العام. ورفض تحميل انصار الشيخ حازم أبو إسماعيل مسئولية الاحداث موضحا أن فصائل ثورية كثيرة كانت هناك في العباسية. وابدي تعجبه من حالة اللا موقف لجماعة الاخوان المسلمين وطالبهم بتحديد امورهم. ** قررت اعتزال العمل السياسي فجأة .. فما هي ابعاد ودوافع هذا القرار؟ نحن في عصر كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم فتن تموج كموج البحر يمسي فيها الرجل مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح فيها الرجل مؤمنا ويمسي كافرا نحن نري كل يوم موضوعاً وكل يوم قصة وكل يوم مشكلة فرأيت ان وجودي في دائرة صنع القرار في منتهي الخطورة فاردت ان انأي بنفسي عن دائرة صنع القرار نهائيا حتي لايتم سؤالي امام الله سبحانه وتعالي عن احد. هذا القرار كنت مقتنعا به تماما. وذهبت الي الحرم واستخرت الله هناك وعندما عدت قررت هجر عالم السياسة تماماً والعودة الي بيتي القديم وهو الدعوة الي الله عز وجل. عالم السياسة مازال كما هو ملئ بالكذب والمداهنة والمراوغة والميكيافيلية . اري مصر تحترق امام عيني وانا غير قادر علي فعل أي شيء. اري ازمات مفتعلة وممنهجة. اري اعلام فاسد بكل المقاييس. من كان يقبل يد النظام السابق اليوم هم يحالون تصدر المشهد السياسي ايضا والمؤسف انهم لم يتغيروا نفس الشخصيات ونفس الاخلاقيات وانا غير قادر علي تصور كيف ان مذيعة قبلت يد سوزان مبارك ما زالت حتي الان جالسة في مقعدها وتقوم بتأليب الناس ضد التيار الاسلامي. امام كل هذا لم أجد أمامي سوي الاعتزال ويكفيني الدعوة الي الله في مسجد بجوار منزلي. ** تقول هذا والمفترض ان التيار الاسلامي هو من سيطر علي القرار السياسي الان وبيده صنع القرار؟ هذا غير صحيح وغير مضبوط نهائيا. من يسيطر علي القرار في مصر هو المجلس العسكريِ والحكومة والاعلام. هؤلاء هم اضلاع المثلث الذي يسيطر علي المشهد السياسي في مصر سيطرة كاملة. اليوم نري مجلس الشعب يصدر قوانين وقرارات وتوصيات وفي المقابل لا توجد استجابة لا من الحكومة ولا من المجلس العسكري فيصبح المجلس عاجز عن صنع اي شيء بالاضافة الي الضغط علي المجلس بجزئية الطعن عليه والشعب المصري شعب بسيط وخاضع لتشويه كبير. وعندما يخطيء فصيل اسلامي واحد تكون مشكلة كبري اما لو اخطأ فصيل اخر فلا توجد مشكلة. اخطاء التيار الاسلامي فقط هي التي يتم تضخيمها وتصويرها علي انها كوارث بشعة اما لو اخطأت 6 ابريل مثلا فلا مشكلة. او يقوم فلوباتير بسب المجلس العسكري فأيضا لا توجد مشكلة وهكذا. ومع ذلك فقد ذهبت الي الشباب في العباسية وطلبت منهم الاعتصام لانني ارفض تماما اسقاط هيبة الدولة وارفض ان يحصل اي اعتداء علي وزارة الداخلية لهذا كنت انزل الي محمد محمود وارفض ايضا ان يحدث اي اعتداء علي وزارة الدفاع ولهذا نزلت الي العباسية بالاضافة الي قناعتي بضرورة حقن الدماء والحفاظ علي الشباب وهذا مسألة مهمة جدا وخطيرة ولكن رأيت شباباً من 6 ابريل وحركات ثورية كثيرة قامت بعمل مشاكل ومشوا ولكن اليوم يتكالب علي التيار الاسلامي وينتظر له غلطة وهو امر انا لا أفهمه ولا اعرف لماذا يحدث هذا؟ حتي انه في احد برامج التوك شو اذاعوا ما قلته عن الاحداث دون اي تعليق ولو بكلمة واحدة من مقدمة البرنامج او الضيوف وبكل تجاهل. فالوضع سييء جدا والتيار الاسلامي مقوض تماما وهناك محاولات كثيرة جدا لتقويض دوره وافشاله واتمني من الله سبحانه وتعالي ان تزول هذه الغمة. واتمني ان يقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة في التاريخ المحدد وان يعود الجيش الي ثكناته وان يتم تغيير الحكومة. ** ماحدث امام وزارة الدفاع من احداث دموية الاتهام الاول فيها موجه الي الشيخ حازم أبو إسماعيل بأنه هو من اشغل الاحداث.. فما تعليقك؟ الشيخ حازم ليس هو قضيتي ولست ايضا مع كلمة انصاره عندما ذهبت الي العباسية وجدت شباباً من مختلف التيارات الثورية. فلماذا تمت التعمية علي هؤلاء جميعا ومسكنا في فصيل واحد هم انصار الشيخ حازم وهذا ليس دفاعا عنهم ولكن هذا مارأيته حين نزلت الي العباسية لكي اقوم بارجاع كل الشباب وليس فصيلا بعينه. الجيش جزء منا ** ثار لغط كبير حول ما أثير عن اقتحام الجنود لمسجد النور بالأحذية للقبض علي المعتصمين وهناك من نفي حدوث هذا وهناك من أكده.. كيف تري هذه المسألة؟ * أولا نحن تعودنا من الجيش المصري علي أخلاقيات كبيرة جدا ولا يمكن تقييم الجيش المصري من خلال هذا التصرف والجيش المصري جزء من المجتمع ولا يمكن أبدا تصور مسألة أن تتم إهانة الجيش المصري أبدا ويكون عرضة للامتحان أمام الجميع ولا أقبل أيضا أن يقتحم المساجد ويستبيحها والمساجد هي بيوت الله في الأرض ورفع الأصوات في المساجد قد يصل إلي كونه علامة من علامات يوم القيامة. ** وأين هو الآن الشيخ حازم أبوإسماعيل من كل هذه الأحداث المثيرة؟ * الشيخ حازم أجري اتصالا بأحد البرامج التليفزيونية ولا يوجد لي حاليا اتصال مباشر مع الشيخ حازم حتي أعرف أين هو من البداية إلي النهاية ولكن أتصور انه سيكون له ردود كافية خلال الفترة القادمة وحاليا ما يشغلني هو أن يتم التقدم بمبادرة إلي المجلس العسكري للعفو عن المقبوض عليهم في الأحداث وهذه ستكون مبادرة طيبة جدا إذا تمت ومن سيعلن عنها سيكون إنساناً فاضلاً والمجلس العسكري إذا وافق عليها سيخطب ود الشعب وهذا سيساعد كثيرا في تهدئة الأجواء وهذا بغض النظر عن انتماء هؤلاء الشباب. وقد طلبت من الدكتور ممدوح إسماعيل عضو مجلس الشعب أن يتحرك في هذا المجال بعد أن نجحت مبادرته في الإفراج عن الفتيات. ** في ظل كل هذه الأحداث الصاخبة.. كيف تري موقف جماعة الإخوان المسلمين؟ * أنا متأثر جدا جدا من اللا موقف لجماعة الإخوان المسلمين ورغم انني ضد أي نوع من أنواع التصعيد ولكني أيضا لست مع التخاذل فالوسطية شيء جميل وهي ما أميل إليه اليوم علي إخواننا في الحرية والعدالة أن يدركوا ان إهانة فصيل من التيار الإسلامي بهذه الصورة لا يعني من عمل هذا فقط فالإهانة كلها تنصب علي التيار الإسلامي كله وأصبح صاحب اللحية اليوم مهددا في حياته لو نزل إلي بعض المناطق وهذا أمر خطير فالإهانة متعمدة للتيار الإسلامي رغم انه لم يقم بأي عمل طوال الفترة الماضية وعند أول خطأ تم تعليق المشانق لهم رغم أن التيار الإسلامي جزء من المجتمع ولكن هناك من يريدون عودتهم إلي المعتقلات والسجون. هناك محاولات لإفشال التيار الإسلامي وأقول للإخوان المسلمين يجب أن يكون لكم دور في هذا. خذلان الثورة ** عدد كبير من القوي الثورية ومن شباب الثورة يرون أن التيار الإسلامي وعلي رأسه الإخوان المسلمين خذلوا الثورة وأن هناك مواقف كثيرة كانوا في أشد الاحتياج لهم ولكنه أدار ظهره لهم وهو ما تسبب في حدوث انقسام وشرخ في العلاقة بين قوي الثورة المختلفة عكس ما كان ظاهرا أيام ميدان التحرير الأولي؟ * هذه حقيقة وهذا كلام محترم جدا وقد خرجت إلي الشباب واعتذرت لهم علي الملأ في ميدان التحرير وعلي القنوات الفضائية وقلت لهم كان يجب أن تكتمل الثورة للنهاية وكان يجب أن نقف مع بعضنا البعض للنهاية وهذا كان خطأ أعترف به. ** هل تري في ظل هذه التطورات والأحداث الخطيرة من الممكن أن نصل إلي انتخابات الرئاسة؟ * لم يعد لدينا أي أمل لإصلاح هذا الحال سوي انتخابات الرئاسة وتصبح مصر دولة مؤسسات وتتوقف تماما المظاهرات لا يوجد أمامنا أي حلول أخري ونتمني أن تكون انتخابات نزيهة. ** التيار السلفي منقسم حول مرشحه للرئاسة لماذا؟ * لاختلاف الأيديولوجيات والأفكار ومن خلال التشاور كل اتجاه وصل إلي قرار وكنت أتمني أن نتفق علي مرشح واحد وأتمني من المرشحين الإسلاميين الاتفاق علي مجلس رئاسي لأني أظن أنه في ظل هذا التشويه من الصعوبة حصول مرشح إسلامي علي المنصب. هناك فرق بين السلفيين والدعوة السلفية قرار الدعوة السلفية ملزم لنا وقرار الهيئة الشرعية ملزم لها ولكن التيار السلفي قطاع كبير ورؤيته مختلفة.