لا أثق في رجال الدين حينما يقومون بتأويل النصوص الدينية واستغلالها لصالح فصيل سياسي أو أيدلوجية سياسية معينة ... وبين حين وأخر أتأكد من صحة قناعتي تلك. لقد قلت من قبل أن ما يحدث من أنصار حازم أبو إسماعيل سيعطى فرصة ذهبية للمجلس العسكري لاكتساب المزيد من التأييد الشعبي من الأغلبية الصامتة .. وقد كان ما حذرت منه .. في أي مكان في العالم، في أمريكا بريطانيا، لو حاول مجموعة من متظاهرين محاصرة وزارة الدفاع أو الهجوم عليها سيكون رد فعل النظام السياسي هناك عنيفاً. وعلى الرغم معارضتي للمجلس العسكري إلا أنني لا ألومه هذه المرة، وهناك من يعطيه الفرصة أن يكتسب أرضية شعبية وسياسة كبيرة. وقد حذر المجلس قبل الأحداث بيوم من التوجه إلى وزارة الدفاع .. ولكن على الجانب الآخر دعا شيخ سلفي اسمه أبو الأشبال إلى اقتحام مقر وزارة الدفاع والقبض على قيادات المجلس العسكري وإعدامها ... كما صرح بذلك في مكالمة هاتفية على قناة الحكمة ! بالله عليكم أيعقل هذا ؟!! لو حدث هذا لانهارت الدولة تماما ... وستحدث فوضى تأكل الأخضر واليابس. ولكن بعيدا عن هذا، لما لا أثق فيمن يقومون باستغلال الدين في السياسة، والشيخ حازم أبو إسماعيل قام بأكثر من خطأ ديني وسياسي ... فجميع الأديان نهت عن الكذب، والشيخ حازم، كما قيل، رفض أن يقسم بالله أمام لجنة المشايخ السلفية إن والدته أمريكية وهرب من هذا الاجتماع .. واللجنة المشرفة على الانتخابات قدمت أدلة على أن والدته أمريكية، مع العلم أن لجنة مماثلة لهذه اللجنة أشرفت على الانتخابات البرلمانية وحصلت التيارات الدينية على أكثر من 70 في المائة من كراسي مجلس الشعب والشورى ... وكانت وقتها اللجنة توصف بالحيادية ! قامت حملة "لازم حازم" و"حازمون" بالاعتصام أمام مقر اللجنة ثم في التحرير، ثم قاموا بخطأ سياسي فادح ونقلوا الاعتصام أمام وزارة الدفاع ... ثم حدثت اشتباكات من قبل بلطجية، قد يكونوا تابعين للمجلس وقد يكونوا من أهالي العباسية الله أعلم .. ثم حدثت الدعاوى إلى محاصرة وزارة الدفاع يوم الجمعة 4 مايو، وكعادة الشيخ حازم اختفى بعد أن قام هو وأتباعه بإشعال حريق الفتنة وبدأوا التصادم بين الجيش والعساكر والمصريين. أين الشيخ حازم الآن ؟؟ إنه في بيته يشرب ويأكل وينام على سريره بينما يموت أبناء الوطن .. ولو رجعنا إلى ما قبل أحداث محمد محمود، وقبل بدايتها بساعات قليلة ... دعا الشيخ حازم منفردا إلى الاعتصام هو ومجموعة من السلفيين ... إلى أن يقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين، فحدث تصادم بين الداخلية وأسر شهداء في هذه الليلة ... واشتعلت النيران وكان وراء بدايتها أبو إسماعيل وأبناؤه ... وكالعادة انسحب الشيخ وترك مصريين يموتون. إن من يطالب بتغيير المادة 28 من الإعلان الدستوري، ومعظمهم من التيارات الدينية ... وعلى رأسهم الإخوان، هم من قالوا نعم للتعديلات. نعم كان رأيي وقتها مع اختيار ال "لا" ... ولكن انتم من قمتم بحشد الشعب ليقول نعم للتعديلات الدستورية، وقام المشايخ السلفية أمثال محمد حسين يعقوب ومحمد حسان وياسر برهامى وصفوت حجازي وقيادات الإخوان بالتصريح بأن نصرة الإسلام في أن يصوت الشعب بنعم للتعديلات ... واللي مش عاجبه، يهاجر إلى أمريكا أو كندا، كمال قال الشيخ يعقوب وقتها. إذن لما قمتم بتغيير كلامكم الآن ؟؟؟ أجاء لكم الوحي من السماء ... حاشا لله إن الدين منكم بريء. لذلك أنا لا أثق في رجال الدين من أمثالكم. في النهاية ما يحدث الآن سيضر العملية الديمقراطية ... وسندفع تمنه دم مصري جديد، واحمل هذا الدم لهؤلاء المشايخ وكل حركة ثورية توجهت أو ستتوجه إلى وزارة الدفاع. Comment *