استرجع المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق ذكرياته الصوفية في لقائه بمشايخ الطرق الصوفية مساء أمس الأول الأحد بمقر المشيخة العامة للصوفية بمقرها بجوار مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه والذي تحول إلي ما يشبه "الحضرة" الصوفية حيث بدأ اللقاء واختتم بقراءة الفاتحة كعادة الصوفية في حضراتهم واستهله شاعر الصوفية السيد عبدالرحيم العزازي شيخ الطريقة العزازية بقصيدة غزلية في مدح الضيف "شفيق" بعد أن أعرب الصوفية علي لسان شيخهم د.عبدالهادي القصبي عن بالغ تعازيهم لوفاة زوجة الفريق. من جانبه انتهز المرشح الرئاسي فرصة اللقاء لاستعادة ذكرياته ونشأته الصوفية في كنف والده وكيل أول وزارة الري الذي كان يأخذه معه في صغره سيراً علي الأقدام من مصر الجديدة إلي حارة الدالي حسين مساء كل جمعة لحضور حلقة ذكر التيجانية. عهد رئاسي وتعهد المرشح الرئاسي أمام الصوفية بالقضاء علي بؤر الفساد قائلاً: لا أجد مكاناً أفضل من هذا ولا رجالاً أنقي منكم لأتعهد أمامكم بأنني علي استعداد للموت في سبيل إصلاح شأن دولتنا والنهوض بها من كبوتها. وأكثر من هذا فلتكونوا عوناً لي علي متابعة ما يتم تخطيطه حتي ينفذ علي أرض الواقع. وهذا فأل طيب وحسن منكم وأنا أثق فيكم وأعترف بأنني لم ولن أري حفاوة ما حييت مثل التي رأيتها في مقركم المكرم. وأعدكم بألا أتردد ثانية واحدة في بذل كل جهد وأنا أعرف طريقي جيداً نحو القضاء علي بؤر الفساد. أضاف: لقد تشبعت بالصوفية منذ صغري فكانت النبراس الذي أضاء طريقي وأتاح لي اللقاء بكم ثانية ولو لم يكن غير هذا اللقاء فيكفيني شرفاً. وأنا علي يقين من أن انصلاح حال مصرنا سيكون "بأنواركم" فأهل الصوفية هم قادة وفي مقدمة المصلحين. وأكد شفيق أن مصر بحاجة ماسة لجهود الصالحين المصلحين لإخراج المجتمع مما يئن منه بسبب حجم الفساد وخراب الذمم الذي ساد الدولة لعقود مضت.. لكن إذا خلصت النوايا وأختير الصالحون فلن نجد أدني صعوبة في تحقيق مصر للتقدم والنهضة والوصول إلي القمة. وسيلة الإصلاح كان اللقاء قد بدأ بكلمة للدكتور القصبي استعرض خلالها تاريخ المشيخة والقانون 118 الذي ينظم عملها. والتعريف بالضيف "شفيق" مؤكداً أن مصر اليوم بحاجة إلي رؤية واضحة وبرامج طموحة قابلة للتنفيذ ومشروعات تنمية وإصلاح وقيادة واعية حكيمة تستوعب حياة السياسة الداخلية والخارجية. مستشهداً بمقولة الفريق شفيق: ما أسهل الحديث عن برامج نهضة ومشاريع علي الورق يمكن طبعها آلاف وملايين النسخ لكن المهم كيفية تطبيق ذلك كله علي أرض الواقع. أشار د.القصبي إلي أن التصوف هو وسيلة الإصلاح بل إن كل الأعمال الإصلاحية مرهونة بالإصلاح الأخلاقي وهذا هو أساس التصوف ومن يراجع تاريخ التصوف يعرف جيداً أنه المخرج والمنفذ للأمة في كل عصورها. ومصرنا اليوم تواجه مجموعة ملفات مهمة تحتاج لسرعة الحل والشعب لديه أولويات علي رأسها الملف الأمني. كما أن تقدم الأمم يقاس بتقدمها في التعليم والصحة ونحن في مأزق حقيقي لأن عدداً كبيراً يعيش تحت خط الفقر ويعاني البطالة وعدم التأهل لسوق العمل. وهناك ملف مياه النيل والعدالة الاجتماعية والملف الاقتصادي وارتفاع الأسعار وعجز الموازنة العامة والعشوائيات والإسكان وأولاد الشوارع ومشاكل السياحة والدستور واستقلال القضاء وسيادة القانون والبحث العلمي والتقدم التكنولوجي والمنظومة الإعلامية التي تؤثر في وجدان الشعب. وأزمة فقدان الثقة والهجوم علي العلماء. كل هذا يفرض علينا اختيار قيادة حكيمة توحد وتجمع الشعب بكل طوائفه بلا تمييز ومنهج التصوف هو الوسطية والتسامح والعطاء وشعبنا بطبيعته صوفي. ودعا السيد محمود الشريف نقيب الأشراف إلي استحضار المنهج النبوي يوم فتح مكة حين قال أحد الصحابة: اليوم يوم الملحمة فاستنكر رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك قائلاً: بل اليوم يوم المرحمة. استطرد الشريف قائلاً: فلنجعل أيامنا القادمة كلها للمرحمة. فنحن نحتاج التراحم والتخلق بالخلق النبوي فأقرب الناس إلي رسول الله مجلساً يوم القيامة "أحاسنكم أخلاقاً". وفي لفتة للتعبير عن العلاقة الوثيقة قام "الشريف" بوضع قطعة "كرواسو" في فم "شفيق" أمام الحضور بمكتب الشيخ عقب انتهاء اللقاء بدلاً من "الفول النابت" الأكلة الصوفية المشهورة. دراسة البرامج من جانبه أوضح السيد عيسي الجوهري شيخ الطريقة الجوهرية أن مشايخ الصوفية اتفقوا في جمعيتهم العمومية علي فتح الباب أمام كل المرشحين للرئاسة بلا استثناء لعرض برامجهم الانتخابية علي المشايخ حتي وإن كان من الإخوان أو غيرهم. وهذا ما حدث مع السيد عمرو موسي الأسبوع الماضي والفريق أحمد شفيق.. مشيراً إلي أن اتفاق المشايخ نص كذلك علي عدم فتح باب المناقشة بين الضيف والمشايخ الذين سيجتمعون خلال النصف الأول من مايو الجاري لتقييم ومناقشة برامج كل المرشحين. ثم يتفقوا علي مرشح واحد يعلنون تأييدهم له. وعلق الداعية الدكتور زين الحلواني جامعة الأزهر مزكياً الفريق شفيق لما له من جذور صوفية داعياً المشيخة العامة للصوفية إلي توحيد صفها خلف مرشح يرفع من شأن العلماء والأزهر والصوفية ويخدم مصر بلا تمييز. حضر اللقاء حوالي 50 شيخاً منهم: أبوالعزائم. الشهاوي. الجوهري. الإمبابي. الشرنوبي. الرفاعي. د.عصام. د.أبوهاشم. الجازولي. القاوقجي. الخضري.