دعا الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان كل رموز وتيارات القوي السياسية في مصر من اسلاميين إخوانا وسلفيين وليبراليين ويساريين وعلمانيين الي التوحد جميعا والتقارب وعدم التفرق من أجل مصر خاصة في هذه المرحلة المهمة والفارقة. أضاف ان علاج الأزمة المصرية العميقة الآن يكمن في أمر إلهي واحد هو "لاتفرقوا".. ذلك المعني الذي أرشد اليه المعصوم صلي الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في مواقف عديدة كلها تدعو الأمة الي التوحد من أجل صالح هذا البلد بل وهذه الأمة بكل ما فيها ولصالح أبنائنا وأحفادنا وكل الأجيال القادمة التي تتعلق الآن في رقاب مصر بأيديهم صناعة القرار من قوي سياسية وبرلمانية وأحزاب وجماعات لاعبة في المشهد السياسي الآن. قال: يا أهل مصر علي اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم وأحزابهم.. أقول لكم ان التنازع والتشرذم والتفرق والتهارج والتقاطع والشقاق سبب رئيسي لكل ألوان الهزائم والضعف والبعد عن العز والنصر والتمكين.. ألم تعلموا أن المسلمين وقائد ميدانهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بسبب التنازع الخلاف وعصيانهم لأمر واحد من أوامر رسول الله صلي الله عليه وسلم 70 بطلا من أشرف وأطهر صحابة رسول الله. بل وتعرض نبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم للقتل الحقيقي.. بل انتشر خبر وفاته صلي الله عليه وسلم وألقي بعض الصحابة السلام ومر عليهم أنس بعد النضر وحديثه في البخاري ومسلم وسألهم لماذا ألقيتم السلاح؟ فقالوا لقد قتل رسول الله؟ وماذا نفعل بعد ان مات صلي الله عليه وسلم؟ فقال لهم: قوموا فقاتلوا فموتوا علي مامات عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم ونزلت الآيات فيما تساءل بعض الصحابة.. كيف نهزم وقائد ميداننا رسول الله محمد وأعداؤنا المشركين الكفرة؟! أضاف: أنا أقول لأهل مصر لقد جمع بعضكم الغنائم فعلا لكن اصبروا فلا تنازعوا ولا تختلفوا فاختلافكم سبب الضعف والهزيمة وسبب ضعف ثقة الناس بكم وسبب لعمق الأزمة التي تعيشها بلدنا الآن.. مشيرا الي أن التفرق والتنازع سبب لهزيمة أطهر الخلق فكيف بنا ونحن أصحاب المعاصي والذنوب والهوي. فالله جل جلاله يوحي الموحدين في الأمة بهذه الوصية الغالية "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واحتلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه" وبين ان التفرق داء عضال ومرض وبال يصيب مصرنا الآن بأزمة حادة ويري كل فصيل وحده أنه علي الحق وصار كل فرد فينا يري أنه علي الحق ولم يعد الاتهام قاصر علي الكلمات والأفعال بل تعدي الاتهام للنيات والسرائد والطويات وأنه لا أبالغ ان قال ان شعار هذه المرحلة الحرجة صار "الشعب يشكك في الشعب".. والكل يخون الكل.. والكل يتهم الكل. واستشهد الشيخ حسان بحديث النيي صلي الله عليه وسلم: "ان الله يرضي لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا.. يرضي لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا به جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال".. معلقا علي هذا الحديث بأنه لم يعرف زمانا كثر فيه القيل والقال كزمان الانترنت والفضائيات. ثم عاد ليشهد بقوله صلي الله عليه وسلم: "عليكم بالجماعة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ومن أواد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة". الخروج من المأذق وتساءل ما المخرج إذن من أزمة الخلاف والشقاق؟.. موضحا ان المخرج يكون من خلال عدة أمور أولها أنه يجب ان تعرف ان الخلاف أمر قدري فطري لن يزول الي قيام الساعة فلنعلم هذه الحقيقة بشرط ألا يؤدي هذا الخلاف الي الشقاق فلنختلف وتتباين آراؤنا وأطروحاتنا لكن لا تشكك في أخاك وليطرح كل منا ما يراه صالحا لدينه ووطنه وان اختلفت آراؤنا. بل وان اختلفت عقيدتنا مادمنا نعيش في سفينة المجتمع المصري فكلنا مسئولون عن عزتها ونجاتها لأنها ان غرقت غرقنا جميعا وان نجت نجونا جميعا. ولا ينبغي أن يتوهم مصري مهما كان حجم جماعته ومهما كانت قوة فصيله الذي ينتمي اليه انه وحده قادر علي أن يحكم مصر وان يحملها أبدا لا يستطيع الإخوان ولا السلفيون ولا الليبراليون أن يحكموا مصر القامة وان يحملوا مصر القيمة بمفردهم فلابد من الاتحاد والتعاون والائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف.. بل يجب علي الجميع ان يلين لإخوانه وان يتنازل لا عن الثوابت كما رأينا ولا عن الأصول كما صدمنا وانما عن بعض وجهات النظر وبعض وسائل الأحكام ليقترب الجميع من الحق الذي نحمي به ديننا ووطننا. وناشدهم قائلا: لن لي وأنا ألين لك.. وان اختلفنا في الرؤي والأطروحات فلنتفق جميعا علي اخراج مصر من أمتها للحفاظ علي استقرارها ومقدراتها لصالح شبابها بل ولأحفادنا من بعدنا فمصر ليست ملكا لحزب أو جماعة أو فصيل ولا رئيس أو وزير أو الحكومة أو لمجلس شعب أو مجلس شوري بل ملك لكل أبنائها من الرجال والنساء والشيوخ والأبناء والأحفا ويجب علي الجميع ان يلين لإخوانه من أجل الحفاظ علي مصر والحفاظ علي هذا البلد لأن مصر تتعرض لأزمة حقيقية بلا مبالغة أو غلو.. لأزمة اقتصادية وأمنية واعلامية وتعليمية وصحية حقيقية ثم الأزمة الخطيرة التي هي أصل أزمات مصر الحقيقية هي الأزمة الأخلاقية. وشدد في قوله: لابد ان نعبر ببلدنا. والا فوالله لا خير فينا بالكلية ان لم نكن جميعا علي مستوي المسئولية والأمانة وان يلين كل منا لأخيه وألا تري نفسك ولا أري نفسي من أجل صالح هذا البلد بالكلية ودين هذا البلد ومقدراته ومكتسباته وهذه الخطوة الأولي تأصيل عملي وليس تنظير ويجب ان نتفق علي ضرورة أن نسعي جميعا لبناء بلدنا. وطرح الباب الثاني لحل الأزمة من خلال تحرير النفس من رؤية النفس وتطهير السريرة والطوية. فأنا أري نفسي وأري أنني رأسيوانه لا ينبغي ان يرفع الراية في مصر غيري ولا يجب ان يتكلم في مصر الا أنا فأنا وحدي علي الحق وغيري علي الباطل.. معتبرا هذا خلل وفهم ثقيل فلا يجوز لمسلم عاقل ان يدعيه لنفسه قط فزمن العصمة قد انتهي بموت المعصوم صلي الله عليه وسلم وكل أحد يؤخذ منه ويرد عليه الا المصطفي صلي الله عليه وسلم فرؤية النفس مرض خطير ومصر تحتاج الآن للتجرد فأنا أريد الا يتكلم أحد في مصر الآن من أجل مصلحته الفردية ولا الفئوية ولا مصلحة حزبه أو جماعته الضيقة وانما ينبغي ان يتكلم الجميع من أجل مصلحة مصر ولو حدث ذلك لحلت كل مشاكل مصر كلها فليس المهم الآن من يرفع الراية وانما المهم ان ترفع الراية وليس المهم من يقول كلمة الحق والعدل وانما المهم ان تقال كلمة الحق والعدل علي لسان أي أحد مصري شريف وليرفع الراية أي مصري شريف. وخاطب النخبة بقوله والتي وصفها أنها أصابت مصر كلها بالألم وكل وطني وكل مسئول.. لما التنازع؟! في كل جزئية نوقع مصرنا في حيرة وألم وفي كل موقف وقع الخلاف وأزكمت رائحته الأنوف.. أين التجرد وأين الحرص علي مصلحة هذا الوطن؟ لماذا لا تنازل الكل للكل؟ ولماذا لا يقدر الكل الكل؟ لماذا لا نتجرد لربنا؟ تصحيح الانتماء تم تحدث عن قضية الدستور بقوله: قال لي البعض لماذا لا تتقدم أنت لتكون عضوا في لجنة الدستور؟ فقلت وما علاقتي أنا بالدستور؟ ومن المفترض ان يشارك فيه الجراد ثم بعرض علي شعب مصر العبقري ليستفتتي عليه؟ فأنا لا علاقة لي بالدستور ولا بفهم مواده لكنها ال "أنا"؟!! كان من المنتظر ان يأتوا بخبراء مصر الكبار ممن وضعوا دساتير العالم ليكونوا في هذه اللجنة من يعرض هذا الدستور علي شعب مصر ويمنع الشعب فرصة برجاله ونسائه؟ لا ينبغي أبدا ان يحقر ونقلل من وعيه بل شعب مصر عبقري شبهته مرتين مرة ببذور الزهور ومرة بماء النيل شعب لا يستسلم ولا ينبغي ان يقلل من وعيه وذكائه أي أحد فهو شعب صاحب حضارة عريقة. واوصل الشيخ حسان عرض أجندته لحل الأزمة الحالية مطالبا بضرورة تصحيح الانتماء بمعني ان يكون الانتماء أولا لله ثم لمصر لا أن يكون الانتماء لحزب أو جماعة أو هيئة أو شركة.. تحرر من كل قيد وحطم كل قفل.. تحرر لا تتعصب لشيخ تعصبا بغيضا أعمي يعمي بصرك فلا تتعصب لشيخ مهما كانت مكانته في قلبك بل تعصب للحق ودر مع الحق بدليله أين دار. أضاف: اعرف الحق تعرف أهله.. فان الحق لا يعرف بالرجال لكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق انتماؤك أولا لله ثم للوطن.. كل فريق يريد اليوم أمرا ما يخرج ليقطع طريق المسلمين وهو لا يدري أنه يرتكب حراما بنص القرآن والسنة واجماع علاء الأمة فحب الوطن من الدين حتي لا يتوهم أحد أبناءنا أننا نتكلم الآن عن السياسة. بين انه لا يمكن أبدا لمسلم صادق يحب دينه ان يضر وطنه. فلتقطع رقبته ولا يضر بدينه أو وطنه فالمسلم أمين والمؤمن يأمنه الناس علي أنفسهم فلا يمكن ان تري شرا من مؤمن صادق قط. أكد علي ضرورة تحقيق الإخوة الايمانية اذ أننا جميعا في حاجة لأن نعلي مقام الأخوة من جديد وأن نؤصل لمنهج الحب في الله "إنما المؤمنون إخوة" وما أعظم التوجيهات النبوية في هذا الشأن وعلينا بعد ذلك ان نعلي قيمة الأخلاق فلا صلاح لنا الا بالأخلاق الكريمة.