مستقبل مصر كان هما من همومه اليومية فهو مثل اي غيور علي وطنه يخاف عليها يأمل في تقدمها شارك في الثورة منذ بدايتها فهو صاحب آراء ثورية يدعو للتصدي للظلم تمني الشهادة فأكرمه الله بها هذا هو الشيخ عماد عفت رئيس ادارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية واحد امناء الفتوي بها الذي استشهد الجمعة الماضية جراء اصابته بطلق ناري تواجده وقت اندلاع الأحداث الأخيرة أمام مقر مجلس الوزراء. وكان رحمه الله طوال مسيرته مستخفيا لايجب الظهور مهتما بعلمه وعمله بعيدا عن الأضواء ورغم ذلك اصبح الان حديث مصر كلها بعد استشهاده. حبه لوطنه دائما ماكان يظهر خلال آرئه وفتاويه فهو رحمة الله صاحب الفتوي التي أكدت أن التصويت لفلول الحزب الوطني المنحل وجميع أعضاء مجلس الشعب السابقين عنه في الانتخابات البرلمانية يعد مخالفا للشرع وحرام شرعآ خاصة بعد ماحدث بالبلاد من فساد وإهدار للحقوق علي أيدي الوطني المنحل وقياداته خلال الدورات البرلمانية السابقة. احب الناس كلها فأحبه الجميع لايختلف علي خلقه وعلمه اثنان فقد ظهر ذلك خلال الآلاف من مختلف التيارات الذين شاركوا في تشييع جثمانه الي مثواه الاخير الذي تحول الي مسيرة حاشدة تطالب بالقصاص له ولغيره من الشهداء. أمنية تحققت ولكن وبقلب مطمئن تقول زوجته ورفيقة دربة الزميلة نشوي عبدالتواب نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام ويكلي إن الفقيد رحمه الله كان غيورا علي وطنه يتمني له الرفعة والتقدم تمني الشهادة هذا العام خلال ادائه فريضة الحج ولكنه لم يكن يتمني ان تكون علي يد أحد من ابناء مصر كان يتمني ان تكون علي يد اي من اعداء الاسلام معلنة انها راضية بقضاء الله المهم ألا يضيع دمه هباء مادام من اجل صالح مصر. وكانت اسرة الفقيد قد اصدرت بيانا أكدت فيه أن "الله أكرمه بالشهادة التي طالما تمناها وكان قد دعا الله وهو يؤدي فريضة الحج هذا العام أن يمنحها له""مشددة علي سعيها" لالمحاسبة المسئولين عن قتله فحسب وإنما لتحقيق ماخرج من أجله في أول الأمر وهو استعادة الوطن لأهله وتحرير إرادته من أسر أعدائه واشار البيان إلي انه كان في وسط الثوار شاركهم الاعتصام منذ اليوم الأول للثورة المباركة وسارع بالتواجد معهم كلما دعا داعي الوطن وكان معهم في معركة تحريره من أسر المتجبرين من غير أن يقصر في المهمة العلمية التي سخره الله تعالي لها في بيان الأحكام الشرعية للخلق وإرشادهم لطريق الحق جل في علاه. ومن جانبها نعت دار الافتاء الفقيد مؤكدة أنها تعزي نفسها والأمة كلها في فقد عالم فاضل وفقيه متميز من علماء الأزهر الشريف الذي كان دائما يسعي للصلح بين الناس ولقد تجددت بفقده الأحزان0 التي ذاقتها بيوت مصرية كثيرة استشهد أحد أبنائها مشيرة إلي أنها تحتسبه عند الله عز وجل من الشهداء. وأبدت الدار شديد أسفها وحزنها لما آلت إليه الأوضاع في مواجهات الجمعة مشددة علي أن الإسلام حرم سفك الدماء وجعلها أشد حرمة من بيته الحرام لافتة إلي قول النبي صلي الله عليه وسلم:"لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة". ودعت الدار في بيانها الأطراف جميعا إلي الاحتراز من أن تلطخ أيديهم بدماء الأبرياء مشددة علي ضرورة فتح تحقيق فوري لمعرفة ملابسات الحادث الأليم وتدرس الدار الإجراءات التي تتخذها لضمان ألا يضيع دم فقيدها هدرا. قصة رؤيا استشهاده وفي رؤيا لاحد تلاميذه الشيخ أنس السلطان قال بعد صلاة الفجر الجمعة الماضية جلست للقراءة قليلا ثم نمت فوجدتني أبكي بشدة وترتعش أطرافي ولا أستطيع تمالك أعصابي وأقول في نفسي أريد لقاء شيخي الشيخ عماد عفت فورا لأضمه وأقول له اشتقت لك ياشيخي ثم وأنا في هذا البكاء الشديد إذ بهاتف يهتف بي أتبكي شوقا لشيخك ولاتبكي شوقا لرسول الله "صلي الله عليه وسلم"؟؟!! فاستيقظت لأجد خدي مبللا بدمعي الغزير علي الحقيقة وبقيت طوال اليوم أقول لنفسي :هل أرسل رسالة للشيخ عماد أحكي له فيها مارأيت أم ماذا أفعل؟ ثم بعد الخطبة كانت عندي محاضرة ألقيها بجامعة القاهرة فحكيت نصف الرؤيا للحاضرين ثم توقفت وقلت لهم لا يحق لي الإكمال إلا أن أسال شيخي ثم بعد العشاء ذهبت للاستماع إلي محاضرة وحكيت لثلاثة من أصدقائي قبل المحاضرة بالرؤيا كاملة ثم أثناء المحاضرة جادنا خبر استشهاد الشيخ عماد عفت فقام الحاضرون إلي هواتفهم يتصلون للتأكد من الخبر وانفجرت أنا في البكاء فلا حاجة بي للتأكد منهم الآن معني رؤياي في الصباح. ويواصل صاحب الرؤيا كلامه: هنا تذكرت قول رسول الله صلي الله عليه وسلم :"من أصابته مصيبة فليتذكر مصيبته في" وتذكرت قول رسول الله صلي الله عليه وسلم :"إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتي إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" وأضاف : وتذكرت سيدي وشيخي وتاج رأسي الشهيد البطل المجاهد سليل نسل رسول الله الشريف عماد عفت الحسني حين سألته يوما بعد درسه للفقه الشافعي بالجامع الأزهر قلت له يامولانا ماذا أفعل وأنا لاأجد شيخا ألازمه فيسلك بي الطريق إلي الله فقال :عند فقد المربي فعليك بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم. مسيرة حافلة ولد الشهيد السبت 15 أغسطس 1959م بمحافظة الجيزة وحصل علي ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1991م وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جدآ مع مرتبة الشرف عام 1997م ودبلومة الفقة الإسلامي العام من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة عام1999م ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة ومتزوج ولديه أربعة أطفال ذكران وأنثيان آخر الوظائف التي عمل بها مديرا لإدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية وعضو لجنة الفتوي بها بعد أن تولي رئيس الفتوي المكتوبة بالدار في بداية تعيينه بأكتوبر 2003م.