كبار الفاسدين من المسئولين ورجال الأعمال الذين انتقلوا من قصورهم الفاخرة ومكاتبهم المحصنة إلي سجن طرة خلال الأيام الماضية وركوبهم سيارات الشرطة المخصصة للمجرمين والمنحرفين بعد وضع "الكلبشات" في أياديهم تذكر كل عاقل بقول الحق سبحانه: "... يعز مَنْ يشاء ويذل مَنْ يشاء بيده الخير انه علي كل شيء قدير". دخول هؤلاء الحرامية الذين نهبوا مال الشعب إلي الزنازين ومساواتهم بالقتلة والمجرمين وتجار المخدرات وغيره ينبغي أن يكون عبرة لكل مَنْ يعتبر.. فقد مارس هؤلاء كل أشكال الظلم والفساد المالي والإداري والأخلاقي واعتقدوا أن مناصبهم الكبيرة وأموالهم الكثيرة التي جمعوها من حرام ستحميهم وتوفر لهم الحصانة وأن يوم الحساب سيكون في الاخرة فقط.. ولكن أراد الله عز وجل أن يجعلهم عبرة لمن يعتبر وأن يعاقبهم ويفضحهم في الدنيا قبل أن يوقع عليهم أشد العذاب في الآخرة. ينبغي أن يسأل كل صاحب نفوذ أو سلطان أو مال اليوم: ما قيمة المناصب الكبيرة والنفوذ الواسع مادام لا يحمي صاحبه ويرحمه من غضب الناس وثورتهم؟ ما قيمة المليارات التي لا تفيد صاحبها وهو يقضي نهاره وليله وحيداً ذليلاً خلف القضبان يكل من طعام ويشرب من شراب لم يتعود عليه إلا الفقراء والمطحونين؟ ما جدوي النفوذ والاتصالات والعلاقات والإنسان يعيش وحيداً وينفر منه كل خلق الله؟ هل تخيل وزير ظالم وجبار مثل حبيب العادلي أن يأتي اليوم الذي يأتمر فيه بأمر عسكري بسيط وأن يعيش في زنزانة صغيرة بلا حمام. وأن يرفض كل المحامين الدفاع عنه؟ علي كل صاحب نفوذ ومال أن يتذكر مشهد هؤلاء وهم يُقتادون إلي السجون والمواطنون البسطاء يقذفونهم بالحجارة. علي كل صاحب منصب رفيع أن يعلم أن يوم الحساب قادم لا محالة.. حساب في الدنيا وفضيحة بين الناس.. وعقاب رادع في الآخرة. علينا جميعاً أن نعتبر مما نراه الآن من سقوط سريع لكل الفاسدين والمنحرفين. علينا أن نراجع أنفسنا ونتوب عن الظلم وعن المال الحرام. علينا أن نطرد كل شياطين الجن والإنس التي تحيط بنا من كل جانب والتي تزين لنا الحرام وتعزينا بممارسة الظلم والقهر ضد الضعفاء. علينا جميعاً أن نعتبر مما نراه الآن من سقوط سريع لكل الفاسدين والمنحرفين الذين نهبوا ثروات هذا الشعب طوال عقود مضت.. والمهم من كل ذلك ألا نترك فرصة لفاسد لكي يفسد ولا لظالم لكي يظلم ولا مرتش لكي يأخذ ما تبقي في جيوبنا. واجبنا أن نقف في وجه كل المخربين الذين يحاولون تشويه وجه الثورة وتحقيق أطماعهم الشخصية. فمصر تحتاج إلي من يعمل بإخلاص وإلي مَنْ يقدم خلاصة فكره وجهده وعرقه لبناء مصر الجديدة.. مصر النظيفة من الفساد.. مصر الخالية من الظلم والقهر.. مصر بدون حرامية.