* توفيت والدتي بعد مرض استمر عدة أعوام وقبل وفاتها بسنتين لم تستطع بسبب مرضها أن تصلي أو تصوم وكانت قبل ذلك تصوم شهر رمضان بانتظام بل كانت تصوم أيضا الأيام الفاضلة التي رغبت فيها السنة النبوية كصيام ست من شوال وصيام يوم عرفة وصيام يوم عاشوراء وأحيانا صيام يومي الاثنين والخميس فهل لي أن أصوم عنها؟ أم أتصدق وأهب لها ثواب الصدقة؟ ** أجاب الشيخ عبدالمنصف محمود من علماء الأزهر بقوله: من المعلوم بالضرورة أن الإنسان إذا مات انقطع عمله لانه لا يعمل إلا إذا كان حياً وإذا انقطع عمله انقطع ثوابه وأجره ولكن النبي صلي الله عليه وسلم استثني من انقطاع الثواب بسبب الموت أمورا تجعل الثواب والأجر غير منقطع عن صاحبها بل يجري عليه ثوابها مادامت موجودة فقد روي مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" والعدد هنا لا مفهوم له فقد وردت روايات أخري تفيد بأنها أكثر من ثلاث فقد روي ابن ماجة بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن مما ليحق الإنسان من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره أو ولدا صالحا تركه أو مصحفا ورثه أو مسجد بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أكراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته" وروي الحافظ البزار عن أنس بن مالك مرفوعا: "سبع يجري للعبد أجرها بعد موته وهو في قبره من علم علما أو أجري نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بني مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته". ومادمت أيها الأخ المسلم تريد أن تواصل برك بأمك بعد مماتها فلك أن تصوم ما شئت أن تصوم وتصلي ما شئت أن تصلي وتهب ثواب صيامك وصلاتك لها.