تستقبل الأمة الإسلامية اليوم عاماً هجرياً جديداً تستذكر فيه الدروس والعبر التي حفلت بها تلك الذكري العطرة والتي كانت حدثاً تاريخياً غير مجري الدعوة الوليدة التي حملها سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم للناس كافة وتحمل في سبيل تبليغها الكثير من المشاق والمتاعب باعتباره قدوة للبشر. ومع استقبالنا لهذه المناسبة العظيمة تستعد مشيخة الطرق الصوفية لإجراء انتخاباتها حول عضوية المجلس الأعلي أوائل الشهر القادم.. من هذا المنطلق أدعو الله تعالي أن يخلص جميع أعضاء الجمعية العمومية النوايا لطي صفحة الفترة السابقة والتي شهدت انكسارات و"تجميد" شبه تام لمسيرة المشيخة والطرق الصوفية عامة التي تفرغت لخلافاتها الداخلية.. ولنبدأ جميعاً صفحة جديدة أول سطر فيها: بسم الله الهادي إلي طريق الخير والرشاد وتوحيد الصف. ولنأخذ من ذكري الهجرة المباركة العظة والعبرة في مهاجرة كل ملذات الدنيا وشهواتها ومناصبها خاصة أن الصوفية بالأساس عرفوا واشتهروا بل تفردوا وتميزوا عن غيرهم بالزهد في كل متع الدنيا لأنهم عرفوا حقيقتها وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة. وأيقنوا أن الطريق إلي معرفة ومحبة الله يبدأ بتسخير الدنيا كوسيلة وأداة لتحقيق المراد وهو الخالق عز وجل. إن أمل كل صوفي غيور علي دينه الإسلام ومنهجه الوسطي المعتدل المتمثل في الصوفية يتركز في رغبته الملحة والشديدة لإعادة البيت الصوفي إلي سابق عهده من التماسك والترابط ليقدر علي خدمة الدعوة والمنهج الصوفي. فاللهم ببركة هذه الأيام "المفترجة" أمنن علينا بتحقيق هذا الأمل الذي انتظرناه طويلاً حتي نستحق أن نكون عباداً مخلصين لك وحدك.