قال فضيلة الدكتور أحمد محمد عطية في خطبته بمسجد التربية الإسلامية بشارع أحمد عصمت بعين شمس: إننا نعيش هذه الأيام ذكري أعظم حدث في تاريخ الإسلام ألا وهو الهجرة النبوية الشريفة من مكةالمكرمة إلي المدينةالمنورة التي شرفت بنزول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعن بدء ملامح الهجرة قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : لما أتي السبعون أي الوفد المكون من سبعين رجلاً من المدينة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم أيقن كُفَّار قريش أن هجرته آتية لا محالة لذلك اشتدوا في تعذيبهم وإيذائهم للمسلمين.. وكان رسول الله قادراً أن يرفع أكفه إلي الله تعالي بالدعاء أن ينجيهم ويخلصهم مما يعانوه لكنه أراد ن يعلمهم ويربيهم علي الصبر فالمولي عز وجل يقول: "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنَّا وهم لا يفتنون" العنكبوت: .2 وأشار د.عطية إلي وجود عدة هجرات سبقت هجرة رسول الله منها هجرة الفقراء والمستضعفين والمرضي والنساء.. متسائلاً عن سبب هجرة سيدنا رسول الله التي كانت سراً مقارنة بهجرة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه والتي كانت علانية وجهراً حتي أنه تحدي صناديد الكُفر أن يخرج أحدهم خلفه يمنعه الهجرة فما جرؤ علي ذلك أحد!! فأجاب مبيناً السر من أن هجرة سيدنا عمر كانت متعلقة بشخصه وإمكاناته لكن هجرة سيدنا رسول الله تتعلق بمن يشرِّع لآخرين ويقدم لهم القدوة والمثل باتخاذ كافة الوسائل من إعداد وتمويه وخداع واستعانة بمن يأتيه بالأخبار أو الطعام كبشر.. وهو صلي الله عليه وسلم في غني عن ذلك كله. وأوضح د.عطية أن ملة الكفر واحدة في كل زمان ومكان منذ أيام سيدنا آدم وجميع الأنبياء والرسل فهي ملة محاربة الله ورسله ودعوتهم.. مشيراً إلي أننا نعيش اليوم عصر الفساد الذي يعلن عن ذاته بأموال تنفق ببذخ وكراسي عالية تُسخَّر في الباطل.. متسائلاً عن صلاح هذه الأمة الذي أنقذها مما تعانيه في عصر ومكان لا يمكن أن تسير فيه دعوة خير وإصلاح؟!