حتي النساء أصبحن بإرادتهن أو جبرا عنهن.. وقودا لما يحدث في سوريا منذ نحو 22 شهرا.. بعضهن بحكم الطائفة أو الانتماء السياسي وجدن أنفسهن وسط جنود الجيش الحر مقاتلات ضد النظام.. ووصلت بعضهن إلي رتب عسكرية رفيعة.. وقليلات أصبحن قناصات.. يصطدن جنود النظام من فوق البنايات وأسطح المنازل!.. بينما اختارت أخريات أن ينضممن لفدائيات بشار الأسد.. في تجربة تعيد للأذهان.. مافعله القذافي من تخصيص نساء ليبيات وأفريقيات لحرسه الخاص.. وهو ما أدي لنهايته .. فلم ينفعه جيشه بعدده وعتاده .. ولا حتي نسائه؟! والتجربة .. تثبت تواجدها علي الأرض السورية.. في كل لحظة.. ومع كل طلقة رصاص.. يسقط بعدها.. العديد من الضحايا مابين قتيل وجريح. فعلي جانب .. تجد مقاتلات الجيش الحر المعارض لبشار ونظامه.. بلباسهن المميز من: الزي العسكري المموه والحجاب علي الرأس.. وهن ضمن أول دفعة من نساء المعارضة.. وبينهن تجد ما يعددن علي أصابع اليد الواحدة وهن: القناصات، ومنهن: جيفارا.. زوجة قائد إحدي كتائب الجيش الحر في مدينة حلب، والتي تشاركه معاركه في كل أنحاء البلدة ضد قوات بشار النظامية والشبيحة الموالين له. وجيفارا.. تعتلي إما أحد البنايات أو أحد أسطح المنازل في حلب.. وتعمل بلا كلل أو ملل في اصطياد جنود النظام ولساعات تصل يوميا ل 02 ساعة كاملة.. ولتعد بذلك أول قناصة سورية في صفوف المعارضة. ومثلها.. مئات بل آلاف السوريات اللاتي اخترن الانضمام للحرب ضد بشار وفي مدن رئيسية أبرزها مع حلب: دمشق العاصمة وحمص دير الزور وحماة ويتركزن في الغالب عند الحواجز الأمنية وسط البلدات. ومن مهامهن أيضا.. حماية الأطفال والشيوخ.. وبعض المصالح والخدمات شبه اليومية مثل: المخابز ومحطات المياه البدائية التي أنشأها الثوار.. وبعضهن يسهرن لحماية المؤن الغذائية والمعدات المخصصة للأماكن المحررة.. وساكنيها. وعلي الجانب الآخر.. نشطت حركات نسائية مقاتلة أخري للحرب.. ولكن بجانب بشار هذه المرة وأطلقن علي أنفسهن (فدائيات الأسد).. للمشاركة في حماية البلاد ضد الإرهارب والإرهابيين علي حد قولهن.. والقتال جنبا إلي جنب مع قوات الدفاع الوطني.. وهم ما يطلق عليهم حسب الثوار (الشبيحة) في طول سوريا وعرضها. وهؤلاء النسوة.. ضمن أول 9 فصائل تضم 054 مقاتلة موالية لبشار.. وتتراوح أعمارهن مابين 81 و 05 عاما. ويتدربن علي حمل السلاح.. والتمرينات الرياضية والألعاب القتالية كالكاراتيه والكونغ فو ورياضات الدفاع عن النفس بصفة عامة. ويتركز وجودهن عند الحواجز الأمنية والسجون وبعض المصالح مثل: المدارس ومديريات الصحة والتموين والكهرباء وغيرها. ومنهن نساء كرديات يتركزن في مدن الحسكة وريف حلب، أما أغلبهن فمن الطائفة العلوية التي تنحدر منها أسرة الأسد والمحيطين به. وشعارهن هو : الله .. سوريا.. بشار.. وبس..!! وبعضهن يحملن البنادق الآلية.. وأخريات الكلاشينكوف.. ويقمن في بعض الحواجز بتفتيش السيارات.. ويخرجن سائقيها أحيانا لمزيد من التفتيش في حالة شكهن فيهم. وبعضهن يحملن بالإضافة لذلك: القنابل اليدوية ويعملن في ورديات مرسومة ومرئية تبلغ كل منها صباحا ومساء.. نحو 4 ساعات كاملة. والدخول لهذه المجموعات: اختياري وتطوعي.. وبعض المنتسبات لها من الآنسات وبعضهن أمهات ولديهن أطفال وأزواج. وأغلبهن يتركزن في مدينة حمص.. أول بلدة قادت الثورة ضد بشار الأسد.. قبل أن تتمكن القوات النظامية من إحكام السيطرة علي معظمها الآن. وفي حمص.. هناك خليط واضح من السكان البالغ عددهم: مليونا ونصف مليون شخص.. مابين : سنة وشيعة علويين وبعض المسيحيين. وخلال التدريبات الشاقة التي تخوضها فدائيات بشار الأسد.. يكون الشعار دائما: بالروح والدم نفديك يا بشار! وهن.. جزء من قوة عسكرية موازية للقوات النظامية.. أطلق عليها: جيش أو قوات الدفاع الوطني. وتضم: القوات من الشبيحة.. واللجان الشعبية الموالية لبشار.. ومهمتها: حماية الأحياء السكنية وبعض هؤلاء من أعضاء حزب البعث الحاكم أو من المؤيدين المقربين.. ومن كل الطوائف السورية. ويري البعض.. أن انتشار مثل هذه الكتائب بين صفوف الموالين للنظام.. جاء بعد الانشقاق الواضح بين الرجال.. وهو ما دفع نظام بشار للاستعانة بالنساء من الفدائيات.. والشبيحة.. لحمايته، وبالذات داخل الأحياء السكنية القديمة بالمدن.. والمكتظة بالسكان.. والتي لاتستطيع القوات النظامية الدخول إليها.. أو السيطرة عليها.. لطبيعتها الجغرافية. بينما يري آخرون.. أن مايحدث دليل آخر علي تهاوي نظام بشار.. ويذكر الجميع بما قام به نظام القذافي بعد شكه المستمر في حراسته الخاصة من الرجال.. واستعانته بأخري من نساء ليبيات وأفريقيات ومن الطوارق.. وهو ماعجل بنهايته!