وكأن القدر لايكتفي بالعذاب اليومي الذي يعانيه نحو نصف مليون لاجيء سوري خارجها معظمهم من النساء والأطفال.. وأكثر من 3 أضعافهم لاجئون داخل سورية ذاتها؟! فقد زادهم بألم فوق آلامهم في دعوات مشبوهة للزواج من السوريات اللاجئات بدعوي الستر؟! وتحول الأمر من مجرد حالات فردية لظاهرة.. أما المقابل فهو من 500 إلي ألف ريال سعودي أو مايعادله من عملات عربية أو أجنبية. والدعوة إلي انتشارها خاصة مع خوف السوريات من ظروف المعيشة الصعبة داخل مخيمات اللاجئين أو علي الحدود.. ومخاوفهن من التعرض للتحرش أو الاغتصاب أو حتي: الخطف؟! والظاهرة دفعت صاحب صفحة سوريات مع الثورة أن يعلن لزوار صفحته علي شبكة الإنترنت عن عدم قبول أي طلبات زواج وألا يرسلوا مثل هذه الرسائل لأن الوقت ليس وقت زواج.. فسوريا في حالة حرب.وقال مسئول بمنظمة الأممالمتحدة للطفولة والأمومة اليونيسيف إن مشكلة زواج القاصرات السوريات داخل المخيمات خاصة علي الحدود العراقية والأردنية واللبنانية والتركية بل وداخل بعض البلدان العربية البعيدة عن سوريا.. أصبحت ظاهرة وغالبا ما يتم الزواج دون السن القانونية ولا تسجله السلطات المختصة. وهذا. مادعا عددا من النشطاء السوريين لإطلاق حملة عبر صفحات التواصل الاجتماعي مثل: التويتر والفيس بوك لتحذر النازحات السوريات من مخاطر تزويجهن من عرب أو أجانب استغلالا لظروفهن الصعبة. الحملة واسمها لاجئات لا سبايا.. تعيد للأذهان ما كان يحدث منذ بدايات التسعينيات وماقبلها من القرن الماضي.. من استغلال البعض لمعاناة اللاجئات بعد الحروب الأهلية وغيرها.. وهو ماحدث من استغلال فتيات من بلدان البلقان مثل: كوسوفو والبانيا والبوسنة والهرسك وتزويجهن أحيانا واستغلالهن في أنشطة غير شرعية أو أخلاقية في أحيان أخري. وهو ذات الشيء الذي حدث قبلها مع فتيات لاجئات من الحرب العراقية الإيرانية. وفلسطينيات عبر عقود طويلة. وزواج السترة.. وهذا مايطلقه البعض علي مايحدث.. بدأ في الانتشار منذ عمليات نزوح السوريين لبعض دول الجوار بكافة الطرق.. وآخرها زواج القاصرات منهن بأقل التكاليف لحمايتهن من الضياع والاغتصاب. وظهرت عدة أشياء لاحظها ممثلو المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. من أن الأمر أصبح ظاهرة فعلا.. فالزواج في الأردن مثلا بسورية أقل تكلفة بكثير من الزواج بأردنية.. بل ويعتقد البعض أن الزواج بسوريات سيجعلهم مساهمين بشكل مباشر في الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد؟! أما أسباب الزواج عند السوريات ذاتهن فهي مختلفة فهناك: الفقر الشديد وغياب الوعي الاجتماعي لمخاطر مثل هذا الزواج في المستقبل وبخاصة بعد عودة الأمور إلي طبيعتها في سوريا ويضاف لذلك بالتأكيد الأوضاع غير الإنسانية في مخيمات اللاجئين خاصة علي الحدود السورية التركية التي تشهد الكثير من الاضطرابات بصورة شبه يومية بسبب غياب الأمن الكافي ونقص المؤن والطعام. ويزيد الأمر تعقيدا.. انتشار بعض مكاتب تزويج السوريات من عرب أو أجانب خاصة في ليبيا والسعودية وبعض بلدان الخليج بل في : لبنان ووصل المبلغ في بعض الأحيان إلي ال 300 يورو مقابل توفيق رأسين في الحلال أحدهما سورية. وعلي الرغم من الجدل حول شرعية مثل هذه الحالات من الزواج وهل هو زواج متعة أم سترة؟! إلا أن الأمر يسير بنفس الوتيرة خاصة علي الحدود السورية الأردنية حيث يمكنك الزواج من سورية لاجئة صغيرة بمائة دينار أو مائتي دينار أردني أي ما يوازي المائتي دولار أمريكي؟! وتنتشر الظاهرة في مدن: عمان والمفرق والرمثا وإربد والكرك. ويعززها طلبات تقدم بها سعوديون لسفارتهم في الأردن للزواج من سوريات مقيمات بالأردن وبعضهن مازلن قاصرات. ونفس الشيء يوجد في بعض المدن العراقية خاصة مدن الشيعة في النجف وكربلاء. ويعزز ذلك كله.. فتاوي صدرت من عدد من المشايخ للحث علي الزواج من سوريات لاجئات كواجب وطني. ومنها فتاوي صدرت في الجزائر.. حيث دعا عدد من خطباء المساجد في خطب الجمعة في العاصمة وعدد من المدن هناك.. للزواج من السوريات اللواتي أجبرتهن ظروف الحرب في سوريا علي الفرار للجزائر أو غيرها من البلدان. طلبا للأمن والأمان.. بل ذهب بعض هؤلاء المشايخ لحث كل جزائري مقتدر علي الزواج من سورية حتي ولو كان متزوجا. وفي الأردن كان الأمر مختلفا حيث منعت السلطات الزواج من سوريات من المقيمات علي أراضيها إلا للأقرباء فقط ومن نفس العائلة.. ولا يعتد بغير ذلك شرعا أو قانونا. ورغم ذلك تنتشر الظاهرة بقوة هناك وبعقود غير مسجلة. وكل هذا يؤكد.. أن الأمر ليس واجبا شرعيا أو وطنيا.. بل تحول إلي أسلوب من النخاسة المقنعة بعناوين براقة.. ليس أولها الستر ولا حتي آخرها الزواج وفق الشرع أو حتي (المسئولية أمام الله) كما تزعم مكاتب تزويج الفتيات السوريات في بعض البلدان العربية.. ومن خلالها يتقدم طالب الزواج بطلب فيه اسمه وعنوانه وسنه ومواصفات الزوجة التي يطلبها بشرط أن يدفع مايعادل ال 300 يورو وبعدها يبدأ المكتب رحلة البحث عن الفتاة المطلوبة ومواصفاتها داخل مخيمات اللاجئين السوريين.. وغالبا ما تنتهي هذه الزيجات بعد شهور أو أسابيع أو حتي أيام قليلة لأن هدفها لم يكن شرعا ولا واجبا وطنيا.. بل كان للمتعة فقط.. واستغلال معاناة اللاجئات من (حرائر سوريا)؟!