انتشرت ظاهرة الزواج من اللاجئات السوريات في عدة مخيمات بدول عربية، من أبرزها الأردن وليبيا والجزائر،البعض يرى في هذا الزواج استغلالا لأوضاع مأساوية تعيشها أسر اللاجئين، وقصره على إشباع النزوات ونفى أي بعد إنساني خاصة مع انتشار شائعات حول الزواج من قاصرات،والآخرون يرون فيها هروبا من تكاليف الزواج الكبيرة على الشباب. في مخيم الزعتري في الأردن يقول عاملون ميدانيون أن ظروف المعيشة الصعبة، ومخاوف التعرض للاغتصاب تدفع بالأهالي السوريين النازحين تزويج بناتهم في سن مبكرة، وبسبب تحديد سن الزواج القانوني يلجأ الأهالي للزواج غير الرسمي وغير المسجل لدى السلطات، وفقا للبي بيسي. يصف ماهر أبو طير الأجواء النفسية الأردنية التي تجذبهم للزواج من السوريات، بقوله "تجلس هنا وهناك، فلا تسمع حديثا هذه الأيام إلا عن الزوجة السورية التي يمكن الزواج منها بمائة دينار – 150 دولار – أو بمائتي دينار، وما عليك إلا أن تذهب إلى المفرق أو عمان أو الرمثا أو اربد أو الكرك، لتختار حورية من حوريات الشام" وأما عن استجابة أهالي الفتيات يقول الكاتب في مقال بصحيفة "الدستور" الأردنية "أهالي هؤلاء يريدون سترة بناتهم، ويقبلون بزيجات عاجلة، من دون شروط، مجرد مهر عادي،وزواج سريع، لأن الأب المكلوم يريد ستر ابنته بأي زواج حتى لو تقدم لها الأعور الدجال". وأعرب دومينيك هايدي الممثل المحلي لصندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" عن قلقه بشأن تزويج القاصرات السوريات في الأردن. وفي الجزائر نشرت صحيفة الفجر الجزائرية أن عدد من الأئمة أفردوا جزء من خطبتهم يوم الجمعة يحثون الجزائريين على "الزواج بالسوريات اللواتي أجبرتهن ظروف الحرب ببلدهن على الفرار نحو الجزائر طلبا للأمن والأمان"، وعن ظروف هذا الزواج ذكر موقع"الشروق أون لاين" الجزائري عن السيد فهد الحموي الناطق الرسمي باسم اللاجئين السوريين في الجزائر أنه بعد أن كثرت المضايقات والتحرشات بالسوريات، تم الاتفاق على تحديد شروط من أجل تزويج البنات السوريات المؤهلات للزواج بالجزائريين الراغبين في ذلك، واقترحت العائلات وفقا للموقع الإخباري الجزائري، 50 مليون سنتيم مقدم و 50 مليون مؤخر صداق، إضافة إلى سكن شرعي خاص، للراغبين في التقدم لبناتهم. ولا يقتصر الأمر على مخيمات الأردن، فمدينة بني غازي، منطلق الثورة الليبية التي أطاحت بمعمر القذافي،بدأت منها ظاهرة تسهيل زواج عدد من السيدات والفتيات من العائلات السورية النازحة لليبيا. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن منظمات حقوقية ليبية أن عمليات الزواج من سوريات أصبحت شبه منظمة عن طريق مكاتب في بني غازي، تقوم بمهمة الزواج بين الليبي والفتاة السورية نظير مبلغ مالي معين كرسوم، إضافة إلى طرق أخرى للزواج عن طريق بعض الوسطاء من الأفراد العاديين وبأسعار تنافس مكاتب الزواج. وفي صفحة "شباب ليبيا معا للزواج من النازحات السوريات في ليبيا" التي تحوي أكثر من 700معجب، نقرأ بتاريخ 26 يوليو عن مجموعة من "الأخوات" من سوريا مستعدات للزواج، ولكن يشترطن الشباب الملتزم، ونقرأ في الصفحة أفراح وتهاني لشباب تزوجوا من سوريات، وتبشير بقدوم عائلات نازحات من سوريا مع دعوات بتفريج الكرب عنهم. وقد ذكرت صحيفة"ديلي تليجراف" البريطانية أن حافلات محملة بعائلات سورية تصل يوميا إلى مدينة بنغازي، ونقلت عن محمد جمال، مسئول الجالية السورية بالمدينة، أن أكثر من 4آلاف عائلة سورية لجأت إلى ليبيا، وأن الأعداد تتزايد يوميا. وفي العراق تسربت أنباء عن تعرض لاجئات سوريات في محافظة النجف بالعراق لمضايقات وإجبار على زواج المتعة،فقد نقل موقع "روسيا اليوم" و محمد العصيمي في صحيفة "اليوم"السعودية، أن أستاذة جامعية جاءت كلاجئة إلى الأراضي العراقية لمراسل إحدى الوكالات السورية عبر اتصال هاتفي أنها تعتزم إقامة دعوى قضائية ضد رجال مكتب المجلس الإسلامي الأعلى في محافظة النجف الذي اقتادوا 15 فتاة وأعادوهن بعد يومي نوهن فاقدات العذرية بعد أن زوجوهن زواج متعة بالإجبار. وأوكلت إذاعة هولندا أحد الصحفيين العرب لتقديم نفسه لمكتب تسهيل الزواج لاجئة سورية، يقول الصحفي بعد أن التقى بمكتب خدمات عقارية في شارع تجاري ببنغازي يقدم خدمات الزواج "العملية كما يصفها صاحب المكتب تبدأ بالتقدم بطلب خطي في اسم الشخص وعنوانه وسته والمواصفات التي يبحث عنها في زوجة المستقبل، بشرط أن يدفع مبلغ 500 دينار ليبي – 300 يورو – لبدء المعاملة"وأكد الصحفي على سرية المعاملة. موقع "سبق"السعودي الإلكتروني استعرض آراء سعوديين حول ظاهرة الزواج من النازحات السوريات،وأبدت الكاتبة سوزان المشهدي مخاوف من هذا النوع من الزواج، وتساءلت لماذا لا يتزوجوا المطلقات أو كبيرات في السن؟ وأرجعت سبب الزواج لنزوة من يجد متعته في الزواج بالقاصرات، ونفت الجانب الإنساني عن هذا الزواج، وأشارت إلى وسائل أخرى إنسانية،كالمساعدة المادية، أو استضافة الأسرة على كفالته في المملكة، وأعربت عن أسفه الاستغلال البعض ما أباحه الشرع لأهواء شخصية، وتساءلت بسخرية: هل الرجل المغوار ينقذ الجميلات "ذوات البشرة البيضاء" فقط، ويترك الأخريات تفترسهن الذئاب؟ ونقل الموقع السعودي عن الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود سابقا قوله أن هذا الزواج جائز شرعا، إذا توفرت فيه شروط القبول بين الطرفين والمهر ووجود الولي، ولفت إلى أن الزواج إذا كان الزواج بنية الطلاق أو مؤقت فهو باطل وفي حكم الزنا، وقال الشيخ لموقع "سبق" الإخباري السعودي أنه على الراغبين في الزواج ممن وصفهم ب"المقهورات" إلى مراعاة الجانب الإنساني والإحسان إليهن بالمال، والتخفيف من معاناتهن النفسية، وأكد الشيخ السعودي أن الرجل مأجور على هذا الزواج إذا ابتغى رضا الله تعالى، وستر فتاة مسلمة، مشددا على ضرورة توثيق العقد ضمانا لحقوق الطرفين، وطالب الزوج بالعدل. وقالت الناشطة العراقية ينار محمد لإذاعة هولندا أن "الذكور في أي مجتمع لن يرفضوا إذا قدمت لهم فتاة شابة على طبق من فضة، وعندما يقال له أن واجبه الوطني أو الديني أن يستر على هذه النسوة سيستغلها" وذكرت الناشطة أن المرأة العراقية مرت ما بين 2005 و 2009"بمرحلة فيها تم بيعها وشراؤها في دول الخليج برخص التراب، وكان هناك تسعيرة واضحة لها" وقد كشف تقرير أذاعته"صوت هولندا" عن انتشار ظاهرة الزواج من قاصرات من اللاجئات السوريات في الأردن، وأشار إلى تزايد عدد طلبات الزواج التي تقدم بها سعوديون للسفارة السعودية في الأردن للموافقة على الزواج من سوريات نازحات إلى الأردن. التحرشات بالسوريات والخوف من الاغتصاب يدفع النازحات للزواج بشروط أقل ناشطة عراقية : المرأة العراقية مرت بنفس المرحلة بين 2005 و 2009 وتم بيعها في دول الخليج برخص التراب وكان لها تسعيرة محددة شيخ سعودي : الزواج من النازحات السوريات جائز شرعا إذا توفرت فيه شروط الزواج وصاحبه مأجور إذا ابتغى بهوجه الله كاتبة سعودية : الزواج من القاصرات ليس فيه بعد إنساني وسببه النزوة وإلا لماذا لا يتزوجون من المطلقات وكبار السن ؟