تواجه اللاجئات السوريات بالأردن مصيراً مبهماً يجسد أحد أوجه معاناة السوريين المستمرة منذ نحو عام ونصف، ويثير غضب ورفض الجميع، كما يطرح العديد من التساؤلات، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة بالأردن ظاهرة الزواج من لاجئات سوريات قاصرات بحجة أن أهلهن يردن الستر لهن بأي ثمن. استغلال
ولما أثارته هذه الظاهرة من استياء كبير بمختلف الأوساط، كشف تقرير لإذاعة صوت هولندا عن استغلال ذكوري في الأردن أدى إلى إنتشار ظاهرة الزواج من لاجئات سوريات قاصرات نزحن من بيوتهن بسبب الاضطرابات التي تجتاح سوريا، بحجة أن أهلهن يردن الستر لهن بأي ثمن.
ونقل التقرير خبر نشرته إحدى الصحف الأردنية تحت عنوان "أردنيون يستغلون الأحداث ويتزوجون من لاجئات سوريات" ونص علي: "تجلس هنا وهناك، فلا تسمع حديثا هذه الأيام إلا عن الزوجة السورية التي يمكن الزواج منها بمائة دينار، أو مائتي دينار، وما عليك إلا أن تذهب إلى المفرق أو عمان أو الرمثا أو إربد أو الكرك، لتختار حورية من حوريات الشام، لأن أهالي هؤلاء يريدون سترة بناتهم، ويقبلون بزيجات عاجلة، دون شروط، مجرد مهر عادي، وزواج سريع، لأن الأب المكلوم يريد ستر ابنته بأي زواج، حتى لو تقدم لها الأغبر الأشعس".
رفض إعلامي
وتعد هذه الظاهرة إحدى أوجه معاناة السوريين المستمرة منذ نحو عام ونصف، التي تداولتها وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، ورغم نفي منتديات سورية مختلفة استفشاء هذه الظاهرة قطعيا إلا أن التقارير والمؤشرات الواردة من الأردن وبلدان عربية أخرى تشير إلى وجود هذه الظاهرة، وإلى دعوات حتى من الساحة الدينية لمساعدة هذه الفئة ب "الزواج منهن لسترتهن".
فقد نوهت تقارير محلية اردنية لانتشار الظاهرة في المدن التي نزح إليها سوريون، حيث نشر موقع الصوت الإلكتروني الأردني مقالة عن صحيفة "الدستور" بعنوان "أردنيون يستغلون الاحداث ويتزوجون من لاجئات سوريات"، يقول كاتب المقالة ماهر أبو طير: "تجلس هنا وهناك، فلا تسمع حديثا هذه الايام إلا عن الزوجة السورية التي يمكن الزواج منها بمائة دينار" 150 دولار"، او بمائتي دينار وماعليك الا ان تذهب الى المفرق أو عمان أو الرمثا او اربد او الكرك، لتختار حورية من حوريات الشام، لأن اهالي هؤلاء يريدون سترة بناتهم، ويقبلون بزيجات عاجلة، دون شروط، مجرد مهر عادي، وزواج سريع، لأن الأب المكلوم يريد ستر ابنته بأي زواج، حتى لو تقدم لها الاعور الدجال".
تقرير آخر نشره موقع "أخبار 24" الأردني يشير إلى عدد الطلبات التي تقدم بها سعوديون للسفارة السعودية في الأردن للموافقة على طلبات الزواج ما بين سعوديين وسوريات مقيمات في الأردن.
وتحت عنوان "العار: الزواج من سورية نازحة"، أصدر كاتب سعودي مقالة بجريدة "اليوم" السعودية، أشار فيها إلى توجه الخليجيين والاردنيين إلى مخيمات نزوح السوريات في الاردن للزواج منهن.
وحسب الكاتب فإن الامر تجاوز حالات فردية وتحول إلى ظاهرة تنتشر "بمنتهى الاندفاع والعار إلى درجة أن صاحب صفحة "سوريات مع الثورة"، أعلن لزوار صفحته، الساعين بمنتهى "الحميمية" خلف شهواتهم، عدم قبول أي طلبات زواج راجيا من الجميع ألا يرسلوا هذه الرسائل "لأنه الوقت مو وقت زواج عنا.. سوريا في حالة حرب".
أما الثمن الذي يدفع في "حورية من حوريات سوريا" فلا يتجاوز 500 إلى 1000 ريال سعودي كما ينقل الكاتب عن بعض الأردنيين الذين يشاركون الخليجيين فيما سماه الكاتب بجهاد الشهوات.
زواج غير رسمي
وقال دومينيك هايدي الممثل المحلى لصندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف": "إن الصندوق يدرك مشكلة تزويج القاصرات السوريات في الاردن، وإننا قلقون بشأن الزواج المبكر الذى يستخدم كآلية للتأقلم مع الأوضاع".
وعلق عاملون ميدانيون في الأردن أن ظروف المعيشة الصعبة ومخاوف التعرض للاغتصاب تدفع بالأهالي السوريين النازحين تزويج بناتهم في سن مبكرة وبسبب تحديد سن الزواج القانوني يلجأ الأهالي للزواج غير الرسمي وغير المسجل لدى السلطات.
"لاجئات لا سبايا"
ورفضاً لتلك الظاهرة أصدرت الحكومة الاردنية قراراً بمنع الزواج من السوريات على أراضيها إلا للأقرباء بشريطة أن يكونوا من نفس العائلة, أما عدا ذلك فقد أوعزت وزارة الداخلية لجميع محاكم المملكة وقد أبلغت بدورها جميع الاذنة الشرعيين بأن أي عقد زواج خارج المحاكم الشرعية سيعتبر غير نافذ قانونياً ويتحمل الزوج مسائلة قانونية في ذلك.
واطلق عدد من النشطاء السوريين حملة عبر صفحات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر والاعتصامات بعنوان "لاجئات لا سبايا" بهدف توعية النازحين والرأي العام بمخاطر زواج اللاجئات السوريات من عرب او اجانب في هذه الظروف.
ونوهت حملة "لاجئات لا سبايا" بأن قرار الحكومة الأردنية الصائب والإيجابي يضع حدا لعروض الزواج المبتذلة التي يروج لها البعض وهذا من أحد أهداف الحملة الأساسية في تجريم وتعييب الزواج من لاجئات سوريات في هذه الظروف الخاصة جداً التي تشهدها سوريا .
وأضافت الحملة: "ندعو كل من يريد مساعدة اللاجئين أن يقدم برامج تنموية تعليمية توفر فرص عمل".
المرأة في النزاعات
وحول ظاهرة زيجة السوريات تقول الناشطة السورية وأمينة سر تيار بناء الدولة السورية منى غانم لإذاعة هولندا العالمية: "ليس لدي معلومات مؤكدة لكني لا أستبعد أن تكون هذه الظاهرة منتشرة لا سيما أن النساء هن ضحية العنف في مثل هذه الصراعات المسلحة، يساعد في ذلك أيضا البيئة الإجتماعية الذكورية التي دائما تستغل ضعف المرأة لأجل مصالحها".
أما الناشطة العراقية ينار محمد من منظمة حرية المرأة العراقية فلا تستبعد أن تمر السوريات بنفس السيناريو الذي مرت به المرأة العراقية خلال اعوام الاقتتال الطائفي قائلة : "مرت المرأة العراقية ما بين 2005 و2009 بمرحلة فيها تم بيعها وشراؤها في دول الخليج برخص التراب، وكان هنالك تسعيرة واضحة لها". مواد متعلقة: 1. السوريات الأكثر دلالاً واحتراماً على مستوى العالم 2. هيثم المالح ل"محيط" : بشار هتك عرض السوريات ونهايته ستكون كالقذافى (فيديو) 3. مصادر : لاجئات سوريات قاصرات يجبرن علي زواج المتعة بالعراق