ورشة عمل الدكتورة وهاد سمير »الخردة باب رزق« تستطيع المرأة المصرية أخيرا أن تتخلص من ثقافة »الكراكيب« التي يعاني منها كثير من البيوت المصرية. بإمكانها الآن تدوير خردوات المنزل والكراكيب وكل الأشياء المهملة لتصنع منها لمسة جمال لها وللآخرين التجربة مثيرة وجديرة بالمتابعة والاختبار، فلعل فيها الحل لمشكلة طال البحث عن حل لها. لم تعد مشكلة الخردوات والكراكيب سببا في حيرة ربة البيت بعد اليوم، باستطاعتها ابتداء من اليوم أن تبحث في الأدراج المهملة لتنتج قطعا فنية تنطق بالجمال علي طريقة د.وهاد سمير مصممة الحلي وأستاذ الحلي بالمعهد العالي للفنون التطبيقية. وتستخدم د. وهاد سمير كل ما يمكن أن يخطر علي بالك من الخردوات، كقطع الدومينو، أدوات المطبخ، لمبات الإضاءة، بطاقات شحن الموبايل، المسامير، المفاتيح، تروس الساعات، أقلام الرصاص والجافة، المقصات، الخيوط، مصفاة الشاي، كرات البينج بونج، ليفة الاستحمام، أغطية زجاجات المياه الغازية التي ابتكرت منها أقراطاً، عيدان الكبريت، بقايا خردة عربيات وتروس الساعات والأقفال والمسامير والصواميل فالمهم القدرة علي الإبداع والتخيل وإبراز الجمالية في الأشياء المختلفة والتفكير الدائم في كيفية دمج عناصر ليست مترابطة وبدون استخدام الرسم. تجربة عالمية وتؤكد د.وهاد علي أن تجربة تدوير الخردة معترف بها عالميا وذلك للتخلص من الكميات الضخمة من الخردة والنفايات المتراكمة ودول الغرب خصوصا ألمانيا لها تجارب عديدة في هذا المجال، حتي إن هناك خبرا تناقلته وكالات الأنباء عن تصنيع قمصان لاعبي كرة القدم العالميين من نفايات البلاستيك بعد تدويرها في بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا، وعلي رأس المنتخبات التي سترتدي ملابس النفايات منتخبات البرازيل والبرتغال وهولندا. تقول د. وهاد عن مصدر فكرتها في استخدام الأشياء المهملة في المنزل لصناعة الإكسسوار: "الفكرة جاءت لي لأني دائما أبحث عن الجديد، فغالبا ما أختار وأفكر في الحاجات الغريبة التي لم يفكر بها أحد من قبل، وأفكر كيف استطيع أن أنفذ هذه الأفكار المجنونة، وبعدما وجدت أن مطبخي مزدحم بأدوات لا أستخدمها وتتميز بأبعاد جمالية في الوقت ذاته، قررت استعمالها لصناعة قطع الأكسسوار. وطرحت تساؤلا علي نفسي كيف نستطيع أن نري الجمال دائما في كل شيء ك"غطيان الكانز والمياه الغازية، وكيف نخرج منها قطع حلي رائعة الجمال. رفض كبير وتروي د. وهاد بدايات تنفيذ فكرتها قائلة: " بدأت تنفيذ هذه الفكرة بتصميم إكسسوار من أدوات المطبخ لارتديها وخرجت بها في لقاءات عامة ولاقت التجربة الجديدة موجة من النقد والفشل، ربما لغرابتها وكونها جديدة علي المجتمع. بعد ذلك بدأت بعض الفتيات في التساؤل عن كيفية صناعة هذه الحلي، وبدأت في الانتشار لتتحول إلي موضة وبدأت في التفكير في تحويلها إلي تغيير نمط حياتنا خصوصا مع انتشار التجربة واقتناع الكثيرات بها لدرجة أنه سوف يقام معرض في باريس برعاية بيت الشاعر لعرض كل ما أنتجته من إكسسوارات الخردة خلال أشهر الصيف. ويناسب هذا النوع الفريد من الإكسسوار المراهقات والطالبات والنساء حتي سن 45 أما النساء ما فوق سن ال 45 فلهن أكسسواراتهن الخاصة التي تتميز بالوقار. لكن د. وهاد لاتجعل من هذه القواعد حاكمة لاكسسوار الخردة بل تري أن المرأة فوق الخمسين لها الحق في أن تضع الأكسسوار الذي يعجبها مادام يناسب شخصيتها وما اعتادت أن ترتديه. أما بالنسبة لارتداء الفتاة المحجبة لأكسسوارات الخردة فتري د.وهاد أن الفتاة التي ترتدي الحجاب التقليدي لن يناسبها هذا النوع من الاكسسوار لأن هدف الحجاب عدم لفت الانتباه، علي عكس ما يهدف إليه إكسسوار الخردة الذي يهدف إلي لفت الاننتباه والانظار وهو ما يتعارض مع فلسفة الحجاب. وتحدد د. وهاد المناسبات التي يمكن ارتداء اكسسوار الخردة فيها بالحفلات غير الرسمية والحفلات التنكرية والجلوس علي البحر والخروجات الصباحية، كما أنه مناسب تماما للطالبات في الجامعات لأنها تضيف جوا من المرح والشعور بالتجديد الذي يبث الثقة بالنفس. ونتيجة لنجاح تجربة تحويل الخردة إلي الأكسسوار والإقبال الجماهيري عليه قررت د.وهاد سمير توسيع نشاطها في الفترة القادمة لإنتاج شنط ولوحات فنية وتماثيل نحتية من الخردة. كما تفكر في خط إنتاج كامل من اكسسوارات الخردة وغيرها يحمل شعارا تجاريا حتي تحتفظ بحقوقها الفكرية في هذه التصاميم. باب رزق نجاح تجربة إكسسوار الخردة دفع الإعلامي والشاعر جمال الشاعر إلي احتضان ورش عمل لاكسسوار الخردة التي تلقيها د.وهاد كل يوم جمعة في مؤسسة "بيت الشاعر"، بل وأعطي هذه الورشة عنوانها المميز "الخردة باب رزق"، الذي اختار الاسم بعد أن قرر أن يستضيف ورشة عمل للتدريب علي صناعة الاكسسوار من الخردة، علي اعتبار أن الشباب بعد اتقانهم لهذه الفكرة ستكون مصدر رزق لهم بعد طول إهمال للخردة وازدحام حياتنا بها. وعن نشر هذه الفكرة في محافظات مصر تقوم د.وهاد حاليا بإقامة ورش في عدد من المحافظات والجامعات علي رأسها ندوتها في جامعتي القاهرة وعين شمس فضلا عن الذهاب إلي الاسكندرية والمنيا وجامعة الوادي الجديد واوبرا دمنهور بالبحيرة في الفترة القادمة لنشر الفكرة.