كراكيب تحت السرير، فى الشرفة، خلف الكنب، تحت الطاولات، وفى كل مكان ظاهر ومختفً، إنها الكراكيب التى ينطبق عليها مثل «لا بحبه ولا بقدر على بعده» لأننا نحتفظ بأشياء لا حصر لها ولا نستخدمها إلا كل سنة مرة أو لا نستخدمها مطلقا وفوق هذا تأخذ حيزا كبيرا من بيوتنا وخاصة شرفات منازلنا. والكراكيب هى مقتنيات كثيرة متراكمة بطريقة غير منظمة وبشكل عشوائى فى أماكن غير مناسبة، وعادة لا توجد حاجة حقيقية إليها. إذا كنت تحتفظ بالعديد من الصناديق «أو الكراتين» التى تمتلئ بأشياء لا تعرف كنهها، أو إذا كانت ملابسك موجودة فى كل مكان غير الدولاب المخصص لها أو إذا كنت تحتفظ بمقررات التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى ولا مانع من وجود مقرر رياض الأطفال أيضا، أو إذا كانت الشرفة «تعتبر متحفا لمقتنيات الأسرة القديمة مثل كل أشيائك من يوم ولادتك وحتى دخولك الجامعة، أو إذا كان سطح المنزل معرض أثاث للكراسى المكسورة وغرفة النوم القديمة، فدعنى أقل لك «مبروك، أنت من أصحاب الكراكيب». لماذا نحتفظ بالكراكيب؟ لأننا نردد لأنفسنا بلا هوادة «يمكن احتاجه» وتكتشف بعد سنوات أنك لم تتذكر هذا الشىء من الأساس ولكن مع ذلك لا تتخلص منه، وقد تكون هدية أهداها لك أحد أصدقائك وتشعر بالذنب إزاء التخلص منها، أو طقم فناجين ورثته عن أجدادك لكنك تحتفظ به «يمكن سعرهم يغلا حد عارف»، أو ملابس من أيام ما كنت فى ابتدائى «ومقطعة وحالتها حالة» ولن يلبسها أولادك ومع ذلك تحتفظ بها، لماذا كل هذه الأوراق على مكتبك فى العمل؟ هل تحتاجها يوميا بالفعل؟ هل تمضى الوقت بحثا عن ورقة أو أداة ما ولا تجدها إلا بعد عناء أو قد لا تجدها أصلا؟ قد يتساءل البعض: ولكن ما هى المشكلة فى وجود الكراكيب؟ الكراكيب تؤثر على صحتك النفسية لأنها ستكون مصدرا للخناق والشجار بين أفراد الأسرة، فبسبب الفوضى المنتشرة فى المنزل لن تستطيع العثور على الشىء الذى تريده عندما تحتاجه وستضيع من وقتك الكثير بحثا عنه، ويلقى كل شخص باللوم على الآخر ويتبادلان الاتهامات عن مَن آخر من استخدم الشىء الضائع. ستؤثر الكراكيب على «جيبك» أيضا، لأنك ستضطر لشراء الأشياء التى ضاعت منك مرة آخرى، وقد تضطر عندما تشاهد مطبخك وهو يعج بالأوانى ومنظره «لا يسر عدو ولا حبيب» كما يقولون أن تشترى طعام «ديليفرى». كيف نتخلص منها؟ يطلب منك أندرو ميلين أحد المحررين فى موقع أوبرا وينفرى أن تتخيل منزلك وقد اشتعلت فيه النيران وكل أفراد الأسرة وأموالك خارج المنزل، ما هى الأشياء التى تود لو كان باستطاعك الاحتفاظ بها سالمة؟ أكيد لن تأخذ معك كتبك التى تحتفظ بها منذ أيام الدراسة، والعشرين برطمان التى تعدك والدتك بأنها ستصنع فيها مربى الجزر، وملابس أختك عندما كانت صغيرة رغم أنها تزوجت وأنجبت و...القائمة طويلة بالأشياء التى لن تحتاجها ومع ذلك موجودة وتحتل حياتنا، لكن حان وقت التخلص منها: حدد الأشياء التى تستفيد منها وتستعلمها وتخلص من الأشياء القديمة، مثلا بالنسبة للملابس التى تعتقد أن «موضتها هترجع» أو ملابس السهرة التى لم تلبسها منذ أعوام يمكنك التبرع بها لإحدى الجمعيات الخيرية، أما الكتب الدراسية القديمة وأوراق الجرائد تبرع بها ليتم إعادة تصنيعها وإذا كان لديك كتب قيمة قرأتها ولا تعتقد أنك ستحتاجها يمكنك التبرع بها لإحدى المكتبات أو تعطيها لصديق تعرف أنه يحب القراءة، وأطقم السفرة والشاى والخشاف التى لن تستعملها أبدا يمكنك بيعها أو إعطاءها لصديق أو التبرع بها لجمعية خيرية، أما الأشياء التى لن تفيد أى شخص آخر فمكانها ببساطة سلة القمامة. ضع كل شىء فى مكانه، لا داعى لوجود عشرات الأطباق على السفرة أو وجود أكواب على طاولة غرفة المعيشة باستمرار، والأقلام هنا وهناك والأحذية التى تتنزه فى المنزل....لا داعى لكل ذلك. لا تشترِ شيئا لا تحتاجه لمجرد أن عليه تخفيضات، طالما لا توجد له فائدة أو مكان فى بيتك فلا تشتريه. وإذا كنت تريد التوسع فى القراءة عن كيفية التخلص من الفوضى فيوجد العديد من الكتب التى قد تساعدك مثل كتاب Clear Your Clutter with Feng Shui والموجود حاليا فى الأسواق المصرية تحت عنوان «عبودية الكراكيب» من ترجمة مروة هاشم، وتوجد كتب آخرى عديدة بالإنجليزية مثل : Clutter، Chaos & the Cure للكاتبين روزمارى شيبو وإيرنى كونت، وكتاب Stop Clutter From Stealing Your Life للكاتب ميك نيلسون.