مما لاشك فيه أن اختيار المجلس العسكري للدكتور كمال الجنزوري لتولي رئاسة الحكومة الجديدة هو اختيار موفق بكل المقاييس.. فالدكتور الجنزوري يتمتع بشخصية قادرة علي التعامل مع المهام الصعبة وما أحوج مصر في هذه الفترة الدقيقة التي تعيشها الآن لرجل مثله يعرف كيف يكون جادا وسريعا في التعامل مع الأمور العاجلة وأن يكون حازما في اتخاذ القرارات دون قسوة وهو رجل تخطيط من الطراز الأول ويدرك تحديد الأولويات ووضع الإمكانات لتنفيذها. ومن هذا المنطلق فإنني علي ثقة بقدرة هذا الرجل علي العبور بمصر في هذه المرحلة الحيوية من تاريخها لبر الأمان ولاسيما وأنه حصل علي صلاحيات تؤهله للقيام بالمهام الصعبة الملفاة علي عاتق حكومته. ومن ثم لابد أن نعطي حكومة الدكتور الجنزوري فرصة مناسبة لكي تعمل في هدوء لتحقيق مايصبو إليه أفراد الشعب المصري ولاسيما فيما يتعلق بضبط الأمن وعودة الاستقرار بما يمهد الطريق للإنعاش السياحي والاقتصادي وتوفير الاحتياجات اليومية لمواطني مصر المحروسة. وفي حقيقة الأمر فمنذ حلف حكومة الجنزوري اليمين لم يتم إضاعة دقيقة واحدة دون عمل ولم يستثن من ذلك يوم الجمعة وقد لمس العديد من المواطنين بدء الانضباط في الشارع المصري ولقد أكد اللواء محمد إبراهيم يوسف وزير الداخلية الجديد عقب لقائه بالدكتور الجنزوري بأن إعادة الأمن والأمن والأمان والاستقرار للشارع المصري هو مهمته الأساسية وأن رصاص الشرطة لن يوجه لصدور الثوار والمعتصمين بل سيوجه فقط نحو الخارجين علي القانون الذين روعوا المصريين وسلبوهم الحق في حياة آمنة مطمئنة. وفي خطوات سريعة ومتلاحقة عقد الدكتور الجنزوري سلسلة من اللقاءات الهامة مع وزراء المجموعة الاقتصادية لبحث الوضع المالي والنقدي كما حرص علي توزيع تكليفات الحكومة علي أعضاء وزارته من أجل سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها علي أرض الواقع من أجل تيسير سبل المعيشة اليومية علي المواطن المصري الكادح. كل هذه البوادر تؤكد من جديد علي النوايا الصادقة للدكتور الجنزوري في مواجهة كافة المهام الصعبة المماثلة أمام حكومة الإنقاذ الوطني ومن ثم فعلينا جميعا مد يد العون لكل إنسان مخلص يرغب في إبحار السفينة المصرية نحو بر الأمان.