لم تهبرني توصيات الملتقي الخامس لرابطة خريجي الأزهر العالمية فديباجتها نسج علي منوال المؤتمرات الاسلامية من غانة إلي فرغانة ومن القاهرة إلي طنجة وكلها حبر علي ورق ولكن! بعد متابعتي لفاعليات الملتقي علي مدي أربعة أيام داخلني إحساس ببعث جديد لدور الأزهر الشريف.. بعدما استطاع فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب وهو كذلك أن يجمع علماء الأمة من كل حدب وصوب وعلي اختلاف مذاهبهم حول موضوع هو أهم موضوعات الفكر الإسلامي المعاصر.. »أبو الحسن الأشعري إمام أهل السُنة ومجدد الوسطية«.. ولما كان العالم يموج بفتن كقطع الليل المظلم من إرهاب وتكفير وقتل بلا رحمة فقد وجدوا ضالتهم في مؤتمر الأزهر وموضوعه الذي يدعو إلي دراسة مذهب أهل السُنة والجماعة وإعادة اكتشاف حقيقة فكر هذا الجهبذ الأشعري أبي الحسن الذي عاش 40 عاما علي مذهب المعتزلة متعصبا فلما استوي علي عوده وصل به إخلاصه إلي فساد فكر المعتزلة فتحول أشعريا ينادي بالوسطية ويحرم التكفير من غير سبب مؤكد داعيا: لو كان عندي ألف سبب لتكفير المسلم وسبب واحد لإثبات إيمانه لحملته علي الإيمان بهذا السبب.. ولأن العالم اكتوي بنار التشدد والتعصب واحترقت أصابعه ببارود القتل والتخريب فقد جاءوا جميعا من أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا يبتغون إلي نجاتهم الوسيلة هنا في الأزهر الشريف، وبذكاء العالم النحرير قاد الإمام الأكبر د.أحمد الطيب فعاليات المؤتمر بحضوره ومشاركته وتوجيهه حتي حقق المراد منه. تعارف من خريجي الازهر وفيهم الوزراء والرؤساء ينتشرون في بقاع الأرض.. وقد تأكد لهم أن الأزهر هو القبلة الحقيقية للعلم الشرعي الأصيل المستنير الوسطي المفيد. وقد صاغ العلماء هذا المعني ببلاغتهم عند كل حديث سواء علي المنصة أو في الابحاث أو التعبير لوسائل الإعلام.. قالوا جميعا: الأزهر هو مصدر فخرنا وعزنا وأمننا وعلي العالم كله أن يدعم رسالة الأزهر ودعاته ومؤسساته في أوروبا والعالم العربي ثقة في قدرته الفائقة في قيادة العالم نحو سلام حقيقي تؤكده عقيدة صحيحة: أنه من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. بارك الله في الإمام الطيب