لاشك ان العلاقات المصرية السعودية خط أحمر وهو ما أكدت عليه السلطات السعودية مع بدء الاستعدادات لموسم الحج حيث أعلنت عن إجراء تحقيقاتها لكشف أسباب الارتباك الذي حدث في رحلات الطائرات السعودية وتسببت في تكدس المعتمرين بمطار جدة في أواخر رمضان الماضي .. كما عرضت مصر للطيران خلال فترة الأزمة إمكانية إرسال طائراتها لسرعة نقل المعتمرين. وبينما تتصاعد أزمة المعتمرين اكتفي منير فخري عبدالنور وزير السياحة بإطلاق تصريحاته النارية من روما بأن الأزمة سوف تحل خلال ساعات غير مدرك حجم التكدس في مطار جدة من المعتمرين الذين تدافعوا إلي المطار بالآلاف.. ولا يعنينا في هذا الموقف تأخر رحلات الطيران السعودي الذي كان أحد أسباب الأزمة بقدر ما تعنينا الاسباب الحقيقية لتكدس المعتمرين في المطار رغم النظام المحكم الذي تتبعه شركات السياحة.. إذن لماذا لم يكلف وزير السياحة نفسه بعد هدوء الأزمة التي لم يشارك في حلها إلا بالتصريحات في معرفة كيفية السماح للمعتمرين بالاندفاع إلي مطار جدة دون أي ضوابط من شركات السياحة ؟! ويظن البعض أن سبب عدم اهتمام الوزير هو المعاملة الحريرية التي يتعامل بها الوزير مع شركات السياحة بدليل القرار الذي أصدره الوزير بإلغاء الغرامات التي تم توقيعها علي شركات السياحة التي ارتكبت أتوبيساتها حوادث راح ضحيتها عدد من السياح وأساءت إلي سمعة مصر السياحية (!).. أما القرار الذي يضع الوزير في ورطة بالفعل فهو إصداره قرار تعيين اللواء هاني عياد وديع رئيسا لقطاع الرقابة علي شركات السياحة وبغض النظر عن هذا القرار الذي تجاهل خبرات وكفاءات بالوزارة في هذا المجال إلا أن ما لا يعلمه الوزير هو أنه وضع اللواء هاني في مطب دون أن يدري حيث إن من متطلبات هذا المنصب ان يكون رئيسا لبعثة الحج السياحي وهو ما يتطلب قيامه بجولات للاطمئنان علي أحوال الحجاج في أماكن إقامتهم في مكة والمدينة فكيف يمكن قيامه بهذه المهام بينما لا تسمح السلطات السعودية لغير المسلمين بدخول الأماكن المقدسة؟! (وهو ما اضطر الوزير إلي تكليف أسامة العشري رئيس قطاع الفنادق بهذه المهمة) لتفادي هذا المطب ولكن هل يظل الوضع هكذا في كل ما يواجه المعتمرين أو الحجاج ؟ ولم يقل لنا الوزير ماذا يفعل في الوعد الذي قطعه علي نفسه بضم موظفي وزارة السياحة المسيحيين إلي بعثة الحج للمساواة بينهم وبين زملائهم المسلمين ؟! هل يمكن للدكتور عصام شرف إنقاذ الوزير من هذه الورطة ؟!