بعد تفجيرات البيجر، إسرائيل تتوعد حزب الله ب وسائل أخرى    الاتحاد الأوروبي: لن نعترف بسيادة إسرائيل.. من حق فلسطين أن تعيش في سلام وأمن    حرب غزة.. قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية    قراصنة إيرانيون أرسلوا لحملة بايدن مواد مسروقة مرتبطة بترامب    تشكيل برشلونة المتوقع أمام موناكو في دوري أبطال أوروبا.. من يعوض أولمو؟    موجة حارة لمدة 3 أيام.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الخميس    أحداث الحلقة 3 من «برغم القانون».. الكشف عن حقيقة زوج إيمان العاصي المُزور    محلل إسرائيلي: حزب الله ارتكب 3 أخطاء قاتلة فتحت الباب أمام الموساد لضربه بقوة    عمرو سعد يُعلن موعد عرض فيلم الغربان ويُعلق: المعركة الأخيرة    كيفية الوضوء لمبتورى القدمين واليدين؟ أمين الفتوى يوضح    خبير: الداخل الإسرائيلي يعيش في حالة زعر مستمر    أيمن موسى يكتب: سيناريوهات غامضة ل«مستقبل روسيا»    الإمارات تخفض سعر الأساس بواقع 50 نقطة    شريف دسوقي: كنت أتمنى أبقى من ضمن كاست "عمر أفندي"    جوميز يحسم مشاركة فتوح أمام الشرطة الكيني    موعد مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي.. «السيتيزنز» يطارد رقما قياسيا    حقيقة الذكاء الاصطناعي واستهلاك الطاقة    الخارجية الأمريكية ل أحمد موسى: أمريكا مستعدة لتقديم خدمات لحل أزمة سد النهضة    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    بالاسم ورقم الجلوس.. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة للقبول بالجامعات (رابط مباشر)    موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024    الأهلي لم يتسلم درع الدوري المصري حتى الآن.. اعرف السبب    «أنبوبة البوتاجاز» تقفز ل 150جنيهًا    تفاصيل مصرع مُسن في مشاجرة على قطعة أرض في كرداسة    عبير بسيوني تكتب: وزارة الطفل ومدينة لإنقاذ المشردين    "ماتت قبل فرحها".. أهالي الحسينية في الشرقية يشيعون جنازة فتاة توفيت ليلة الحنة    مصدر أمني ينفي انقطاع الكهرباء عن أحد مراكز الإصلاح والتأهيل: "مزاعم إخوانية"    طفرة عمرانية غير مسبوقة واستثمارات ضخمة تشهدها مدينة العاشر من رمضان    عقب تدشينها رسميا، محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة "بداية جديدة "    لو عاوز تمشيني أنا موافق.. جلسة حاسمة بين جوميز وصفقة الزمالك الجديدة    آيتن عامر بإطلالة جريئة في أحدث ظهور..والجمهور: "ناوية على إيه" (صور)    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    الشاب خالد: اشتغلت بائع عصير على الطريق أيام الفقر وتركت المدرسة (فيديو)    «استعلم مجانًا».. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي فور إعلانها رسميًا (رابط متاح)    إيمان كريم تلتقي محافظ الإسكندرية وتؤكد على التعاون بما يخدم قضايا ذوي الإعاقة    تراجع بقيمة 220 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت الخميس 19 سبتمبر 2024 بعد التحديث الجديد    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    كيفية تحفيز طفلك وتشجيعه للتركيز على الدراسة    السفر والسياحة يساعدان في إبطاء عملية الشيخوخة    أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد وتخلصه من السموم    بلقطات عفوية.. هنا شيحة تبهر جمهورها في أحدث ظهور لها (صور)    حقيقة عودة إضافة مادة الجيولوجيا لمجموع الثانوية العامة 2025    «طعنها وسلم نفسة».. تفاصيل إصابة سيدة ب21 طعنة علي يد نجل زوجها بالإسماعيلية    صلاح التيجاني: والد خديجة يستغلها لتصفية حسابات بعد فشله في رد زوجته    بخطأ ساذج.. باريس سان جيرمان يفوز على جيرونا في دوري أبطال أوروبا    قمة نهائي 2023 تنتهي بالتعادل بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان    عقب تدشينها رسميًا.. محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة «بداية جديدة»    نشاطك سيعود تدريجياً.. برج القوس اليوم 19 سبتمبر 2024    الفنانة فاطمة عادل: دورى فى "الارتيست" صغير والنص جميل وكله مشاعر    صحة مطروح تقدم 20 ألف خدمة في أولى أيام المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».. صور    محافظ القليوبية يكرم المتفوقين في الشهادات العامة بشبرا الخيمة    عاجل - قرار تاريخي:الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة إلى 5.00% لأول مرة منذ سنوات    أسماء جلال جريئة ومريم الخشت برفقة خطيبها..لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    من الأشراف.. ما هو نسب صلاح الدين التيجاني؟    خسوف القمر 2024..بين الظاهرة العلمية والتعاليم الدينية وكل ما تحتاج معرفته عن الصلاة والدعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمين العام لحزب الجبهة:
تجريم حق التظاهر »انتكاسة« صفقات الإخوان والوطني لا تزال مستمرة
نشر في آخر ساعة يوم 04 - 04 - 2011

د. إبراهيم نوار الأمين العام لحزب الجبهة »مصر لن تعود للوراء وشعبنا قادر علي الاستمرار في صنع ما كنا نراه من المستحيلات.. فالمصري الذي نجح في إسقاط الديكتاتور بكل هذه الهيمنة والقوة والسلطة لن يكون عصيا عليه بناء نظام جديد أكثر ديمقراطية وأمانا«.
تأتي كلمات الدكتور إبراهيم نوار الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية المتفائلة لتبدد قدرا من القلق بدأ في التسلسل إلينا.. دفعتنا إليه تحركات من هنا وأخري من هناك.. قرارات حكومية تجرم الاعتصامات.. ومظاهرات فئوية لا تعرف التوقف وتدفع البعض للتخوف من استمرار حالة اللا استقرار.. وبالرغم من ذلك.. وبالرغم من تحفظه علي نتيجة الاستفتاء إلا أنه آثر تجاوزها لما هو أهم وهو الاستعداد للانتخابات.. وبالرغم من تخوفه من إرهاصات الاستقطاب الديني إلا أنه قرر مواجهتها علي أرض الواقع بالنزول إلي الشارع والالتحام بالشعب.. ورغم رفضه لموقف الإخوان واتهامه لهم بعقد صفقات إلا أنه مازال يؤمن أن العلاقة التي جمعت القوي السياسية في ميدان التحرير من الصعب أن ينفرط عقدها.. يري أن الاختلاف وارد.. لكن المهم ألا نغرق في تفاصيله فيعوقنا عن الهدف المنشود وهو بناء مصر ديمقراطية حرة قوية.. وهو حلم الجميع وإن كان الطريق إليه صعبا لكنه لا يراه مستحيلا.. ورهانه دائما علي الشعب الذي لن يتوقف عن صنع المعجزات.
علي بعد أمتار قليلة من ميدان مصطفي محمود يقع حزب الجبهة في مفارقة غريبة أو هكذا بدت لي.. فشتان بين أهداف حامل الأعلام المصرية في الميدان وبين من يرفعونه في حزب الجبهة.. من لا يكفون علي التسبيح بحمد ديكتاتور فاسد وبين محارب لإزاحته وشارك في ثورة طالبت برحيله..
أعترف أن القلق كان يساورني كملايين غيري يخشون علي ثورة وليدة.. وأعترف أن لقائي معه زودني بقدر من الأمل..
من اللحظة الأولي التي طلبت فيها تحديد موعد للقاء به.. كان من المفترض أن يجري في نهاية الأسبوع لكنه اعتذر لانشغاله بجولات ميدانية في المحافظات..
❊❊ حول الهدف منها كان سؤالي الأول عن تحركاته كأمين عام لحزب الجبهة استعدادا للانتخابات؟!
أقوم بجولات بشكل مستمر خصصت ثلاثة أيام في الأسبوع للتنقل في المحافظات، بهدف الاستعداد للانتخابات إضافة إلي العمل علي إعادة تنظيم الحزب، والذي أري أن شعبيته زادت بشكل كبير بعد ثورة 25يناير والدليل علي ذلك تضاعف طلبات العضوية، وكلها تضم شرائح من الشباب والمهنيين أو ما يمكن تسميته بشرائح الطبقة الوسطي.
❊❊ تخوف البعض من انشغال الأحزاب في نتيجة الاستفتاء التي جاءت علي غير إرادتها وعدم التحرك السريع استعدادا للانتخابات القادمة؟
علي العكس تماما تخطينا ذلك بسرعة، فالحزب يدرك أن التصويت علي الاستفتاء بنعم لا يعكس بحق خيارات الناخب، وأن هناك استقطابا دينيا ساعد علي هذه النتيجة، وهنا أحب التأكيد علي أن الحزب ركز بشكل كبير علي نشر الوعي لدي الناس بمغزي التعديلات الدستورية في الوقت الذي كانت فيه بعض القوي مشغولة بعقد الصفقات.
❊❊ من هي هذه القوي؟
هي معروفة وكل منها لديه ارتباطاته وصفقاته.. لكننا كنا خارج هذه الصفقات وتركيزنا منصب فقط علي إيصال رسالة سياسية للمواطن المصري بخصوص التعديلات الدستورية.
❊❊ وهل تعتقد أنكم نجحتم؟
علي الأقل لعبنا دورا مهما.. والإحصائيات تشير إلي أن المدن التي اشتغلنا فيها كانت نسبة التصويت ب »لا« معقولة.
❊❊ هل صدمتك نتيجة الاستفتاء؟
لم تصدمني.. لكني لم أتوقع أن يكون الفارق بهذا الحجم.
❊❊ في رأيك من وراء ذلك؟
هو مؤشر علي أن هناك نسبة كبيرة من الناس لم تصلها الرسالة وهي مغيبة عن السياسة، وحتي الرسالة الإعلامية لم تصلهم فبالرغم من أن كل المرشحين للرئاسة دعوا للاستفتاء ب»لا« وأغلبيته كبيرة من الدستوريين فعلوا نفس الشيء ومع ذلك جاء التصويت لصالح »نعم« بنسبة كبيرة جدا.
❊❊ هل تري أن هذا هو السبب الوحيد؟
هو الأكثر أهمية فاكتشفنا من خلال جولاتنا أن كثيرا من سكان الريف والأحياء الشعبية والعشوائيات صوتوا بنعم وبالطبع لأسباب مختلفة، منها الرغبة في الاستقرار كما تصوروا، وهي النغمة التي أجادت بقايا الحزب الوطني في اللعب عليها وهي نفس النغمة التي تبناها الإخوان المسلمون.
❊❊ هل تشير بذلك إلي صفقات عقدت بين الطرفين؟
ربما.. فمعروف عن الإخوان عقدهم لمثل هذه الصفقات.
❊ لكنهم نفوا ذلك؟
وما الجديد ما طول عمرهم بينفوا.. نفوا عقد صفقات في انتخابات 2005 ثم اعترف المستشار السياسي للمرشد السابق عبدالحميد الغزالي وكذلك المرشد السابق نفسه »مهدي عاكف« اعترف بذلك، ثم جاءت وثائق أمن الدولة لتثبيت أن هناك اجتماعات جرت بين الإخوان وضباط أمن الدولة لترتيب هذه الصفقات.
❊❊ يري البعض أن حديث الأحزاب عن الإخوان بهذا الشكل معهم كفزاعة وليس قوة سياسية لها تواجدها؟
لا إطلاقا لا تتعامل مع الإخوان باعتبارهم فزاعة، نحن فقط نوجه رسالة مختلفة عن الإخوان ونتحفظ كثيرا علي مطلبهم بتشكيل جبهة موحدة فعلي أي أساس يتم تشكيل هذه الجبهة، ومع من وضد من إذا كانت هناك دلائل تشير إلي تعاون الإخوان مع الحزب الوطني.
❊❊ وما مصلحتهم في علاقة مع حزب منهار؟
مازالت هناك قيادات للحزب الوطني تعمل ولا تزال هناك صلات تتم بينهم وبين الإخوان.
❊❊ وما الدليل علي ذلك؟
عندما يصبح شعار الإخوان السياسي متطابقاً مع شعار الحزب الوطني وتبني الطرفان نفس الموقف من الاستفتاء ألا يدل ذلك علي التعاون.
❊❊ ليس دليلا كافيا فهناك كثيرون صوتوا بنعم ولا ينتمون لأي من الطرفين؟
سأعطي لك دليلا آخر وهو أنه من المفترض أن للإخوان قوة مشاركة في الجمعية الوطنية للتغيير ومعروف موقف الجمعية الرافض للتعديلات فلماذا لم يلتزم الإخوان بذلك، والغريب أنهم تعاونوا ورددوا شعارات مخالفة للجمعية ومتفقة مع الحزب الوطني علي جانب آخر يسعي الإخوان إلي تشكيل جبهة موحدة في الانتخابات.
❊❊ هل تتفق مع تخوفات البعض من تحركات فلول الحزب الوطني؟
بالتأكيد، فعندما نعرف أنهم أقاموا الاحتفالات بعد ظهور نتيجة الاستفتاء لصالح نعم كما أرادوا، وعندما نعلم أن هناك قيادات لهم مازالت تتحرك بحرية وهي مطلقة السراح رغم ما ارتكبته من جرائم إفساد للحياة السياسية وتزوير للانتخابات، وعندما لا يتم مساءلة هؤلاء علي هذه الجرائم، وعندما لا يتم محاسبة القاضي الذي أشرف علي انتخابات 2010 وهو السيد عبدالعزيز عمر رئيس اللجنة القضائية المشرفة علي الانتخابات، كل ذلك يدعو للقلق، والأخطر أن هناك احتمالا مازال قائما أن يقود نفس الشخص رئاسة لجنة انتخابات مجلس الشعب القادم.. فالمعروف أن مدة رئاسة اللجنة 3 سنوات.
❊❊ وهل هناك خطوة يمكن أن تتم لمنع ذلك؟
بالطبع سنقوم بالطعن ليس علي رئيس اللجنة فقط ولكن علي اللجنة كلها ونطالب بلجنة انتخابات قضائية مستقلة.
❊❊ هل يأتي ظهور جمال مبارك وزكريا عزمي لعقد الاجتماع في نادي العاصمة كأحد المؤشرات التي تثير تخوفك؟
لا أعرف إذا كان ما تردد صحيحا أم لا.. لكن بفرض أنه غير صحيح فمجرد انتشار الشائعة يعني أن شيئا ما يحدث خاصة أنه ليس هناك إجراءات للحد من نشاطهم السياسي.
❊❊ لكن هناك علي الجانب الآخر دعاوي لحل الحزب الوطني هل تري أن ذلك يقلل من المخاوف؟
لن يقللها سوي تقديم كل من ارتكب جريمة في حق الشعب للمحاكمة فقيادات الحزب ارتكبت جرائم كبري منها إفساد الحياة السياسية بالتزوير وشراء الأصوات وتقسيم الدوائر بشكل متعسف، وخلق حالة زواج غير شرعي بين رجال الأعمال والسلطة وكذلك بين الحزب والدولة، وجريمة موقعة الجمل خير دليل علي ذلك. وأري أن ترك هؤلاء دون محاسبة سيؤدي إلي استمرارهم في عملية الإفساد السياسي وتهديد الحياة السياسية المصرية بالخطر.
❊❊ ما هي الضمانات التي تراها ضرورية لمنع تكرار ما حدث في الاستفتاء من استقطاب ديني؟
لا أستطيع إزاء ما حدث سوي توجيه أصابع الاتهام لكل من وزير الأوقاف وبعض القيادات الدينية المسيحية التي استخدمت دور العبادة في الدعاية السياسية . وهو ما يجب تجريمه قانونا، فأنا أحذر من أن الاستمرار في ذلك من شأنه دفع الشعب المصري إلي متاهة يمكن أن تؤدي إلي كوارث.
❊❊ في رأيك من يحرك هؤلاء؟ ألا يطل علينا أشباح الحزب الوطني ورجال أمن الدولة من وراء هذه الحوادث؟
علاقة الحزب معروفة بالسلفيين، ومعروف أيضا أنهم تربية مباحث أمن الدولة. حتي بعدما تم حل الجهاز مازال الضباط موجودين.
❊❊ لكن هناك قرارات اتخذها وزير الداخلية مؤخرا بعزل بعض قيادات أمن الدولة ونقل آخرين؟
دعينا ننتظر النتائج وحتي تحدث مازال هناك تخوف وشك في تحرك جهاز أمن الدولة، لا يكفي أن نطلق مسمي آخر وهو »قطاع الأمن الوطني« لكن المهم هو إصدار قانون بإنشاء هذا القطاع تحدد له مسئولية معينة وتقنين عمله وعليه يمكن مساءلة المخالفين لهذا القانون، وبدون ذلك لا يمكن مساءلة المتجاوزين أو المنحرفين وسيظل الوضع علي ما هو عليه.
❊ من الواضح أن هناك عقبات كثيرة تحول دون ممارسة القوي السياسية لدورها .. كيف يمكن التغلب عليها؟
وسيلتنا لتحقيق ذلك هو ما أطلقنا عليه القوافل الشعبية هدفها مد جسور الصلة بالجماهير من خلال تقديم خدمات طبية واجتماعية واقتصادية وثقافية، وهذا هو هدفنا علي المدي القريب أما علي المدي الأبعد فهو العمل علي زيادة وعيها والبحث عن كل وسائل ممكنة وجديدة لتفعيل دورها.
❊ اللعب علي حاجة الناس واستغلال ظروفهم الصعبة هل يمكن أن يصبح وسيلة يستغلها البعض لتقديم الرشاوي الانتخابية؟
للأسف حدث ذلك في الاستفتاء، قدم الإخوان أكياس أرز ومكرونة للناخبين ووصل الأمر كما لو كان هناك مرشح لنعم ومرشح بلا علي الرغم من أن الأمر لايعدو عن رأي في استفتاء.
❊ وماذا عن الحزب الوطني صاحب الباع الأكبر في هذه الرشاوي كيف يمكن سد الطريق أمامه لممارسة نفس اللعبة؟!
بالوعي وهو ما نحاول أن نركز عليه الآن.. من خلال الاتصال بالعديد من طلبة الجامعات وتحميلهم مسئولية هذه المهمة، فضلا عن أننا نحاول زيادة عدد مقرات الحزب لتشمل جميع المحافظات وبالتالي تزداد فرصتنا للتواصل مع أكبر قطاع من الجماهير.
❊ لنترك قليلا أجواء الانتخابات وأسألك عن رأيك في قانون تجريم المظاهرات هل تراه خطوة للوراء وانتكاسة أم أنه خطوة للأمام نحو تحقيق الاستقرار كما يراه البعض؟
لا بالطبع هو انتكاسة واعتداء علي الحريات المدنية، ولايجوز إطلاقا صدور مثل هذا القانون والغريب والمدهش أن يتم ذلك بعد الثورة وهو في رأيي بمثابة »العهر السياسي« وأتساءل ما الجديد في المظاهرات؟ فهذه الاحتجاجات ظهرت قبل ثورة 25 يناير فلماذا أصبحت عيبا ومحرمة الآن؟!
لابد أن نعترف أن للناس مطالب وهي غالبا متعلقة بإصلاح إداري بسيط يتطلب تنحية مسئول فاسد.
❊ لكن من الصعب تلبية كل المطالب في وقت قصير؟!
ليس من الصعب ذلك، كما أن إقصاء القيادات الفاسدة ليس بالأمر المستحيل، بل علي العكس استمرار القيادات هو ما يعقد المشكلة ودعيني أضرب لك مثالا بشركة الغزل والنسيج التي استمر عمالها في الإضراب ورفضوا البديل الذي حاولت الحكومة فرضه وعندما تمت الاستجابة لمطالبهم وتعيين الشخص الذي رشحوه انتهت المشكلة.
علي جانب آخر لما شباب يقضون 12 سنة من عمرهم بعقود ويحرمون من التعيين وامتيازاته ألا يحق لهم بالمطالبة بذلك.
❊ لكن هناك أيضا من يطالب بزيادة الأجور وهو مايراه البعض صعبا علي الأقل في الفترة الحالية؟!
المطالبة بزيادة الأجور كانت قبل 25 يناير ومع ذلك كان الرد مفيش فلوس ثم اكتشف الناس أن الرئيس أخد الفلوس أخد فلوس الغلابة، حصل علي حصة من إيرادات قناة السويس والبترول.
❊ لكن الظرف الآن مختلف!
وهل حاكمنا من نهب ثروة الشعب.. هل رجعنا فلوس الشعب.. أعتقد لو أن الجماهير شعرت بأن ثمة محاكمة وعقابا تم لحدث لها نوع من التهدئة، فجزء كبير من الغضب يرجع إلي الشعور بأن رموز الفساد مازالت موجودة، حرة طليقة تنفق أموال الشعب المسروقة بدون مساءلة أو عقاب.. ألا يصرف علاء وجمال وسوزان وحسني مبارك نفسه من هذه الأموال التي نهبوها من الشعب لو شعر الناس أن فلوسها رجعت وأن من سرقها نال عقابه من المؤكد أنها ستحكم عقلها.
❊ هل هذه الخطوة وحدها كفيلة بتهدئة الأوضاع ومنع المظاهرات.
لاتنسي أن هناك أيضا نوعا من الثقة المفقودة بين الشعب والحكومة وهو مايسبب مشكلة أخري فضلا عن الشعور بخطر الثورة المضادة والتي يزيد معها الخوف من تحقيق المكاسب التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير.
❊ ماهو المحرك لهذه الثورة المضادة؟!
تحركها إجراءات مثل إصدار قانون تجريم المظاهرات واستخدام الدين في الدعاية السياسية وتزوير نتائج الاستفتاء، وهنا أحب أن أتساءل كم ورقة تصويت تم طبعها وكم من الناخبين فشلوا في الإدلاء بأصواتهم، وكم أصواتا زيفت.
❊ لكنكم لم تتوقفوا كثيرا عند هذه السلبيات وسلمتم بنتائج الاستفتاء؟
كان من الممكن أن نطعن علي النتائج وعلي دستوريتها، لكننا لانريد أن نقود البلاد نحو متاهة، آثرنا الالتزام بالنتائج مهما كان تحفظنا عليها، وواثقون من المستقبل ومن إرادة الشعب من أنه لن يقع في نفس الأخطاء ثانية، ونأمل أن ناقوس الخطر الذي دق في ميدان التحرير وايقظ الجماهير يكون بمثابة بداية لخلق حالة جديدة من الوعي واليقظة لمواجهة كل محاولات الالتفاف.
❊ هل لمست بوادر لهذا الوعي من خلال جولاتك الانتخابية؟
بالطبع والتقيت بكثير من الشباب أعلنوا ندمهم للتصويت بنعم لأنهم اكتشفوا أن الاستقرار الذي كانوا ينشدونه لن يتحقق بين يوم وليلة وإنه يحتاج لعام وهو ماجعلهم يشعرون بخطئهم بنعم وأن لا كانت هي القرارا الأصوب.
❊ بمناسبة الشباب لماذا اختفي شباب الثورة أين هم وهل اقتصر دورهم علي تفجير الثورة ثم تراجعوا بعد ذلك؟
أي ثورة في الدنيا نجاحها في قدرتها علي التحول إلي مؤسسات وهو مايحدث الآن فالشباب إما منشغل الآن بتكوين أحزاب أو الاندراج تحت أحزاب موجودة بالفعل.
❊ هناك تخوفات من بوادر انشقاقات بين القوي الثورية ألا تري ذلك؟
مايحدث هو نوع من الفرز السياسي، فالقوي السياسية نجحت في إسقاط النظام وبعدها بدأت تظهر فروق في الرؤي وهو أمر طبيعي أن يحدث خلاف حول شكل النظام الجديد بين من يراه أساسه دولة مدنية يكون الشعب فيها مصدرا للسلطات، ومن يراها دولة دينية تستمد شرعيتها من الفتاوي والمرجعيات الدينية.
❊ ألا يمكن أن نمارس هذا الاختلاف بشكل ديمقراطي دون أن يفسد للود وللثورة قضية؟
بالطبع يمكن ذلك وأعتقد أن من أهم مميزات ثورة 25 يناير أنها وضعت جميع القوي الوطنية جنبا إلي جنب، وأعتقد أن الكل سيعمل علي المنافسة في إطار محترم وأن من يخرج عن القواعد سيؤثم من الأغلبية فما خلقته الثورة من وشائج بين هذه القوي من الصعب تحطيمه.
❊ وماذا عن الثورة المضادة ألا تخشي منها؟
بالطبع طالما هناك ثورة مضادة فالتخوف قائم.
❊ ماهو المطلوب لوأد هذه المخاوف؟
مطلوب أن تتحول مطالب الثورة إلي تشريع وقوانين، فالسياسة ماهي إلا مجرد شعارات وعندما تتحول إلي قانون تصبح ناموسا للحياة والمطلوب الآن قوانين لاتقيد الحريات، وضمان انتخابات نزيهة، ولجنة قضائية مستقلة لذلك، وقانون لجهاز الأمن الوطني، وقانون لمحاكمة رموز الفساد، وإجراءات تكفل جميع حقوق المواطن في السكن والعلاج والتعليم والمعرفة وقتها يمكن القول إن شعارات الثورة تحولت بالفعل إلي واقع ومالم يحدث ذلك يظل الظرف تماما.
❊ هل مازلت متفائلا؟
نعم وأعول علي صحوة الناس وقدرتهم علي صنع المعجزات فمن أسقط ديكتاتوراً كان يتمتع بكل هذه السلطة والجبروت ليس من الصعب عليه أن يستكمل ثورته حتي تحقق كل أهدافها وبناء مصر قوية ديمقراطية كما نتمناها جميعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.