قد يكون السؤال متأخرا جدا والإجابة عليه لا تفيد كثيرا الآن.. فمنذ سنوات بعيدة فتحت أبواب مصر علي مصارعها ليدخل الفاسدون والمتربحون والمتاجرون بشعارات الوطن إلي دائرة الضوء في السياسة والتعليم والإعلام وفي الثقافة ومن باب الاحتياط كتبوا علي بابها: ممنوع الدخول لكل الشعب .. وأطلقوا علي أنفسهم:.. الذكية وبقينا نحن الأغبياء نمارس الصمت القاتل في ظل غياب حرية الرأي وفتحت المجلات والاذاعات أبواقها للمسبحين بحمد »نظام الذكية« ورجال الأعمال الطالحة الفاسدة الذين »أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ«..! وسكت الإعلام الرسمي طويلا عامدا متعمدا عن المفسدين.. وتفرغت عقول شيطانية لتفكيك الحياة السياسية حتي نجحوا في تفجير الأحزاب كل الأحزاب من داخلها بجرثومة الفتنة الحزبية وتصارع الجميع تحت رعاية مصرية سامية ومات الجميع إلا دعاة الوطنية وحزب ال 80 مليونا!! واكتملت الجريمة عندما تآمروا علي القضاء وحاولوا تفجيره من الداخل وتجرأ ضابط فضرب قاضيا بالحذاء أمام جموع الشعب.. وانطلقت يد الطوارئ تحصد الأخضر واليابس لا يوقفها دموع ولا حرص علي مصلحة الوطن وفي هذا الجو المعتم أغلق الأزهر أبوابه وأمسك زقزوق بفم الدعاة.. ولعلي أذيع سرا لأول مرة عندما أقسم زقزوق أن يسلم أي إمام يخرج علي التعليمات إلي أمن الدولة ليؤدبوه فرد عليه الشيخ محمد الراوي: أنت فاكر نفسك في عصر عبدالناصر يامحمود .. أدعو الله أن يشل يدا تفكر في تسليم إمام للأمن.. وكان الشهود الإمام الأكبر الراحل ود.زكريا عزمي.. وانتفض الراوي بعصبيته وخرج مسرعا حتي وقف علي بابه بعد يومين جناب الوزير يعتذر إليه ويسترضيه!! والآن.. وبعد أن تجرعنا كئوس المُر ألوانا وطعوما تشرق شمس مصر الأصيلة الأبية تعكس أشعتها معدن الشعب الأصيل الذي أبرز في محنته مايفوق خيال الأدباء والمبدعين.. ثمة كلام أخير إذا كان الحديث عن محاسبة الوزراء السابقين ورجال الأعمال وكبار أعضاء الحزب السابق فيقيننا ستطول يد العدالة رؤساء مجالس الإدارات الذين نهبوا مؤسساتهم نهبا منظما.. وإلا فسوف أتقدم شخصيا ببلاغ للنائب العام..!!