وبها يوجد أكبر مقبرة إسلامية يتم الدفن فيها حسب الشريعة الإسلامية تضم جامعا صغيرا ملحقا بها.. وهم بصدد جمع التبرعات لبناء أكبر مركز إسلامي في فرنسا، هذا بالإضافة إلي واحدة من أشهر الجامعات وهي »جامعة باريس 13« التي يرتادها (10000) طالب من أنحاء المعمورة. ولعل مدينة »بوبيني« تعد من المدن الوحيدة التي تقع علي حدود العاصمة ولم تعرف أو تتأثر بمظاهرات الشباب من المهاجرين التي طالت فرنسا منذ عدة سنوات، والسبب في ذلك الرعاية الاجتماعية الفائقة التي تقدمها لسكانها كما قالت لي عمدتها السيدة »كاترين بيچ« عندما التقيت بها.. والجدير بالذكر أن منصب عمدة المدينة وهو معادل للمحافظ عندنا لا تتولاه كثير من النساء في فرنسا.. وعندما سألتها عن السبب أجابتني قائلة إنه يأخذك تماما عن حياتك الخاصة.. فأحيانا أجد نفسي أعمل لمدة تزيد علي الثماني عشرة ساعة في اليوم.. وعمدة »بوبيني« يحبها الأهالي كثيرا وهي تخصص يوما في الأسبوع لحل مشكلاتهم بدون موعد سابق.. لكن هذا لا يعني أن أي شخص يستطيع أن يستوقفها وهي تتسوق مثلا أو تقوم بقضاء احتياجات أسرتها ليناقش معها أحد أمور المدينة أو مشكلاته الشخصية، وهي تعرف معظم مواطنيها بالاسم. وبالمناسبة فإن منصب العمدة يتم بالانتخاب كل ست سنوات. واحتراما للفن والفنانين وتقديرا لدورهم في الحياة فقد قررت »كاترين« إطلاق أسماء كبار فناني العالم علي المناطق السكنية الجميلة التي تنشأ وتقام بالمدينة.. وكان أول هذه الباكورة مخرجنا العظيم الراحل »يوسف شاهين« الذي تم إطلاق اسمه علي أحد الشوارع والمجمعات السكنية المحيطة به وذلك في حضور السفير المصري »ناصر كامل« وابني شقيقته »جابي« و»ماريان« خوري ووسط حشد إعلامي كبير من الصحافة الفرنسية.. وقد تواكب إطلاق اسم »يوسف شاهين« مع الاحتفالية الخاصة التي تقيمها المدينة بإحدي قاعات العرض الرئيسية بها والتي تعد أحد المراكز الثقافية الهامة بالمدينة، وذلك من خلال الدورة الحادية والعشرين لمهرجان »المسرح في السينما« والذي عرض فيه معظم أعمال المخرج العظيم في حضور كل من الفنان القدير »محمود حميدة«.. والفنانة لبلبة.. ود.خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما.. والفنان المصري العالمي عمر الشريف، الذي تم تكريمه أيضا مع المبدع الكبير صاحب نوبل نجيب محفوظ والأديب »ألبير كامي« بمناسبة خمسين عاما علي وفاته. وقد حرصت السيدة »كاميليا صبحي« المستشارة الثقافية لمصر علي حضور هذه الاحتفالية، وبالمناسبة هي وجه مشرف للمرأة المصرية. وإذا كانت إدارة المهرجان قد أصدرت عدة كتب عن المكرمين في صورة فاخرة كلها شديدة الأهمية وإن كان أكثرها فخامة ودسامة »شاهين الغضب في القلب«.. »ومصر أم الأدب« والذي تم فيه استعراض اثنين وعشرين كاتبا مصريا بحكايتهم ورؤيتهم لمصر.. وهم إبراهيم عبدالمجيد.. إبراهيم أصلان.. علاء الأسواني.. سلوي بكر.. محمد البساطي.. أندريه شديد.. ألبير قصير.. جمال الغيطاني.. طه حسين.. صنع الله إبراهيم.. يوسف إدريس.. خالد الخميسي.. إدوارد الخراط.. نجيب محفوظ.. محمد مستجاب.. نبيل ناعوم.. عبدالحكيم قاسم.. سمية رمضان.. نوال السعداوي.. ميرال طحاوي.. مي التلمساني.. لطيفة الزيات. وبهذه المناسبة يجب توجيه الشكر للناقد والباحث العربي »سعد ولد خليفة« علي المجهود الكبير والمضني في تجميع مادة هذه الكتب. »ودومنيك باكس« مديرة المهرجان هي أيضا مديرة سينما »ماجيك« الذي تموله مدينة »بوبيني« ويعد مركزا ثقافيا تستعرض فيه سينما العالم.. وفيه اهتمام خاص بسينما الطفل والشباب حيث يصل عدد المترددين إلي (30 ألفا).. بالإضافة للمساعدة التي تقدم للشباب من دارسي السينما ومعاونتهم في تقديم أول أفلامهم سواء الروائية الطويلة أو القصيرة والتسجيلية. وأخيرا لعل أجمل ما قيل ما كان في كلمة »ماريان خوري« عندما قالت أشعر بالفخر.. والغيرة لأن هذا التكريم »ليوسف شاهين« جاء في مدينة »بوبيني« وليس في مصر التي عشقها وعشق أبناءها. ومع حكايات تستحق أن تروي مع شاهين وماريان وحديث قادم.