نقابة الصيادلة ترفض تقديم مساعد الصيدلى الدواء للمرضى تعتبر مهنة الصيدلي من المهن المهمة لحياة الإنسان، فصرف الدواء للمريض هو أحد خطوات علاجه، وأي خطأ ولو غير مقصود قد يودي بحياته، وعلي الرغم من ذلك هناك العديد من الصيدليات لا يتواجد فيها طبيب صيدلي بل يوجد بها شخص يطلقون عليه "مساعد صيدلي" قد يكون حاملاً لأي مؤهل ما عدا الصيدلة، كل ذلك ليس بجديد، ولكن الجديد هو ما انتشر علي وسائل التواصل الاجتماعي من إعلانات عن نقابة لمساعدي الصيادلة؛ كمسمي تمنحه لمن يلتحق بها مقابل 90 جنيهاً فقط هي قيمة الاشتراك بالنقابة. انتشرت مؤخراً إعلانات علي مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها عن نقابة لمساعدي الصيادلة، تحت مسمي "برنامج إعداد مساعد الصيدلي المصري"، معلنة أن مجلس إدارة النقابة يفتح باب الاشتراك للراغبين ممن يعملون بالصيدليات ما عدا الصيادلة وأصحاب الصيدليات، ونص الإعلان علي أن النقابة مشهرة من وزارة القوي العاملة، كما تضمنت إعلانات النقابة عقد دورات تدريبية خاصة بالأدوية وشرح جسم الإنسان وإصابته بالأمراض المختلفة والإسعافات الأولية. أكدت النقابة لمشتركيها من خلال إعلاناتها أن تلك الدورات لم تتجاوز بضع ساعات ليصبح العاملون بالصيدليات جاهزين للقيام بمهام الطبيب الصيدلي، واختلفت أسعار تلك الدورات لكنها لم تتجاوز 200 جنيه، وهو ما أثار حفيظة نقابة الصيادلة ضد هذه الإعلانات والتي وصفوها بأنها غير قانونية وليس لها علاقة بمهنة الصيدلة. من جانبه أوضح محمد حسنين، رئيس نقابة مساعدي الصيادلة بالقاهرة ل"آخرساعة"، أن النقابة تم إنشاؤها لجميع العاملين بالصيدليات كمساعدين للصيدلي؛ نظراً لعدم وجود ما ينظم المهنة رغم أهميتها، فمعظم من يدير أعمال الصيدليات ليس الصيادلة أنفسهم، ولكن مساعدون لهم يعملون بالصيدلية طوال الوقت، وهم في الأصل من يتعاملون مع المرضي، في حين تختلف مؤهلاتهم، إلا أن معظمهم يعتمد علي الخبرة فقط في هذا المجال، ولذلك قد يحتاجون إلي سنوات حتي يتمكنوا من القيام بمهام الصيدلة. يتابع: نقابة مساعدي الصيادلة رسمية ومشهرة من الدولة، والهدف من ورائها تأهيل وتدريب العاملين بالصيدليات علي التعامل مع الأدوية ومستحضرات التجميل، من خلال عقد دورات تدريبية تنظمها النقابة لهم، مع توفير التأمين عليهم وتعليمهم وتثقيفهم ورفع الوعي لديهم وتوفير مستوي معيشة أفضل لهم، وتوفير فرص عمل لهم بالصيدليات، حيث إنهم فئة مهمشة رغم كثرتهم، ولا يوجد أي اهتمام بهم رغم أهميتهم، فكل صيدلية تعتمد في الأساس علي مساعد أو أكثر، ومن شروط الالتحاق بالنقابة تقديم ورقة تثبت أن المتقدم يعمل بإحدي الصيدليات وموقعة من صاحب الصيدلية، وهو ما يثبت أن النقابة لم تقلل من قيمة الصيدلي أو تتعدي علي المهنة، بل علي العكس فهي تهتم بإعداد أشخاص مؤهلين لمساعدة الصيدلي. يضيف: إنشاء النقابة يأتي كنوع من أنواع التقنين وتنظيم مهنة مساعد الصيدلي، ومزاولة المهنة بناء علي أسس ومعرفة وليس اعتماداً علي الخبرة فقط التي تأتي بعد سنوات، فهناك شباب كثيرون يزاولون المهنة دون خبرة، وقال إن "نقابة الصيادلة ترفض التعاون معنا، رغم أننا قمنا بطلب التواصل معهم أكثر من مرة ولكن لم نتلق أي رد أو استجابة". وعلي الرغم من كثرة ما يقال عن عدم مشروعية وقانونية نقابة مساعد الصيدلي إلا أن هناك عدداً لا بأس به من العاملين في الصيدليات يؤيدون الفكرة وهو ما تؤكده الأسئلة الواردة من المترددين علي الصفحة الخاصة بالنقابة علي مواقع التواصل الاجتماعي حيث ذهب كل واحد منهم يسأل عن نوعية الخدمات التي قد تقدم له النقابة وعن الدورات التدريبية التي تعقدها. يقول محمد ممدوح- عامل بصيدلية- أن النقابات من مهامها تنظيم المهنة وإعطاء مزاوليها حقوقهم وتوفير بعض الاحتياجات لهم، لذلك نحن العاملين بالصيدليات نبحث عن تلك الخدمات التي تقدمها النقابات للعاملين بالمهن المختلفة، وبالتالي فعندما تقوم جهة ما بفتح بابها لنا وتوفر لنا تأميناً وخدمات أخري مقابل اشتراك سنوي فنحن سنكون علي أتم استعداد للاشتراك بها ولكن كونها مرخصة من الدولة أم لا فهو ما يضعنا في حيرة، لذلك فلابد من الدولة أن تلتفت أن هناك مهناً غير معترف بها ومهمشة لتعمل علي وضعها في الحسبان موفرة لنا الخدمات المختلفة حتي لا نقع فريسة لمن يريد الربح فقط. فيما أبدي هاني محمد يعمل بصيدلية شهيرة وحاصل علي بكالوريوس تجارة اعتراضه علي إعطاء من يتعاملون مع نقابة مساعد الصيدلي حيث إنهم يعطون الفرصة للتلاعب بهم ضارباً مثلاً بتجربته أنه اضطر للعمل بالمهنة في صيدلية، رغم أنها بعيدة عن تخصصه إلا أنه يري أن التخصصات لا يمكن تجاوزها، موضحاً من خلال عملي أري أن التعامل مع الأدوية من المهام الصعبة التي تحتاج إلي سنوات من الخبرة ولا يكفي أخذ كورس لبضع ساعات حتي يسهل التعامل معها. علي جانب آخر يقول محمد سعودي وكيل نقابة الصيادلة سابقاً إن مساعد الصيدلي مهما قام بتلقي دورات تدريبية لم يصل إلي تمكن الصيدلي من عمله، لأنه بطبيعة الحال ليس هناك مقارنة بين دراسة 5 سنوات ودورة تدريبية لمدة 24 ساعة، مشيراً إلي أن نقابة مساعد الصيدلي ليس لها أي صلة من قريب أو بعيد بمهنة الصيدلة، فهي يمكن أن تقوم بتقديم بعض الخدمات للعاملين بالصيدليات، لكن التعامل مع الأدوية من اختصاص الأطباء الصيادلة فقط. وأوضح أن تدريب العاملين بالصيدليات لا يمكن أن يتعدي الأعمال الكتابية أو إدخال بيانات بالتعامل مع أجهزة الحاسب الآلي وذلك يمكن أن تقوم به جهة رسمية علي علم بأعمال الصيدليات، وإذا خلت بعض الصيدليات من الأطباء فهو ليس مبرراً لإعطاء مساحة لبعض الدخلاء علي المهنة، مؤكداً أنه لا يوجد نقص في أعداد الصيادلة فكل عام هناك زيادة بأعداد خريجي الصيدلة. أكد سعودي أن عدم وجود طبيب صيدلي ببعض الصيدليات يرجع إلي حالة الركود الاقتصادي الذي تعاني منه الصيدليات والصيادلة، الذين يتركون صيدلياتهم لمساعديهم ويبحثون عن تحسين دخولهم بأماكن أخري، وذلك نتيجة لعدم تحرير سعر الدواء وتسعيرته الثابتة منذ عدة سنوات. فيما قال أحمد فاروق عضو مجلس نقابة الصيادلة ورئيس لجنة الصيادليات إن عدم الاعتراف بنقابة مساعدي الصيادلة يأتي نتيجة لعدم قانونيتها أو المبرر الذي تعطيه لإنشائها ويتمثل في أن معظم الصيدليات لا يوجد بها دكتور صيدلي، علي العكس، حيث يوجد 200 ألف صيدلي في مقابل 63 ألف صيدلية ولذلك فلا يوجد عجز بالأطباء الصيادلة ومعظم الصيدليات يتواجد بها طبيب صيدلي ولو هناك عجز يوجد فقط في الأرياف والمناطق النائية فيما عدا ذلك لابد من وجود طبيب صيدلي بالصيدليات علي مدار 24 ساعة. أكد فاروق أن نقابة الصيادلة لم تتخذ أي موقف ضد نقابة مساعدي الصيادلة، ولكن غير معترفين بها، لأنه لا يوجد مهنة تعادل الصيدلي، وليس من المعقول أن يحمل أحد صفة مساعد صيدلي لحضوره دورة تدريبية 24 ساعة، مؤكداً أن النقابة ستلاحقها قانونياً في حالة أي تجاوز، خاصة أنه من المعروف أن نقابة الصيادلة تشمل جميع الصيدليات والعاملين بمجال الأدوية، وهو ما يجعل وجود نقابة غير رسمية أخري ليس له مبرر. وأشار إلي أن مهنة الصيدلي ليست بهذه السهولة، فمن يمتهنها يقضي 5 سنوات لدراستها بالجامعة، كما إننا لا نعلم ماهية الأشخاص الذين يعطونهم الدورات التدريبية، خاصة أن معظمهم من خريجي دبلومات فنية وتخصصات أخري، موضحاً أن نقابة الصيادلة علي استعداد لإقامة دورات تدريبية للعاملين بالصيدليات، لكن لتدريبهم فقط علي الأعمال المكتبية والإدارية الخاصة بالصيدليات، وليس علي تقديم الدواء للمرضي، لأن هذا الشأن خاص بالصيادلة فقط.