في كلمة حملت الحقائق كاملة، وبمُصارحة وشفافية تامة، تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء يوم الأحد الماضي، من القلب إلي الشعب المصري، مؤكداً أن القوات المسلحة المصرية تعمل فقط علي تأمين حدود الوطن، وأن الجيش المصري لا يقوم بغزو أو مهاجمة أي دولة، مُشيراً إلي أن قوات الجيش قامت بما كان ينبغي القيام به، رداً علي مقتل المصريين في ليبيا، وتم توجيه ضربة إلي 13 هدفا تم تحديدها واستهدافها بدقة».. وفي بداية كلمته إلي الشعب المصري، قال الرئيس: «أيها الشعب الأبي الكريم، شعب مصر الصامد، التحية والتقدير لكم، أتحدث إليكم اليوم في لقاء أنا حريص علي أن يتكرر كل شهر علي الأقل لنتكلم عن كل الأمور التي تهم مصر، والتي تهمنا جميعا، وهذا لقائي معكم جميعا بشكل مباشر دون وسيط». وقال الرئيس: «تحية لشعب مصر العظيم، وأوجه التعازي لكل المصريين في أبنائنا رجال القوات المسلحة والشرطة، وأوجه التعازي في شهدائنا بليبيا». العرب وأفريقيا أكد الرئيس السيسي، أن الحاجة إلي قوة عربية موحدة كل يوم يتضح أنها أصبحت أكثر الحاحاً وضرورة ملحة، والتحديات التي تقابل المنطقة ودولنا ضخمة جدًا ونستطيع أن نتغلب عليها حينما نتحد مع بعضنا البعض. . وقال الرئيس، إنه تولي المسئولية منذ 7 شهور في ظروف بالغة الدقة والحرج علي مصر، حيث تجميد عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي وعدم الاعتراف بالتطور الذي حدث في مصر، وعدم تفهم دولي للأوضاع في مصر والمنطقة والموقف الاقتصادي والأمني، ونقاط كثيرة بدأنا بها منذ 7 شهور. أضاف، أن الواقع يظهر أنه علي الصعيد الأفريقي تحركت مصر ونجحت في استعادة رؤيتها في الاتحاد الأفريقي ورفع التجميد، متابعاً: «زرنا الجزائر وغينيا الاستوائية والسودان وإثيوبيا وحدث تطور إيجابي وتفهم أكثر في العلاقات مع إثيوبيا ومصر استعادت مكانتها علي الصعيد الأفريقي ونبدأ حقبة جديدة مع أشقائنا وهناك إجماع أفريقي بالكامل علي دعم ترشيح مصر علي عضوية مجلس الأمن غير الدائمة. مقتل شيماء .. وأحداث الاستاد قال الرئيس، خلال خطابه المُوَجَّه للأُمّة: «أي تقصير هيبقي في محاسبة للمسئول اللي هيتسبب في هذه المشكلة، وأنا قُلت الكلام ده في أحداث مقتل شيماء الصباغ وبقوله كمان في أحداث الدفاع الجوي». وتابع: «ما فيش مسئول هيثبت تقصيره إلا وهيتم محاسبته وموضوع شيماء الصباغ والدفاع الجوي أمام النيابة العامة». أضاف قائلاً: «كنت بكلم النائب العام كنت بعزيه في وفاة شقيقته وقولتله أنا مش بدخل في أحكام القضاء، لأن عندنا في مصر قضاء شامخ ونيابة عامة شامخة، وقالي ما حدش هيكون معانا وإحنا بنتحاسب». واستطرد الرئيس: «إحنا مش عاوزين الموضوعات دي رغم أهميتها الكبيرة تخلينا نشكك في بعض ومش نتجاوز في حقوق الناس، ورغم أهمية القضايا المثارة لا تجعلنا أن نفقد ثقتنا في بعض، ولا مصلحة أن نهمل ونتجاوز في حقوق الناس» وشدد قائلاً «دا مش هيحصل»، مُشيراً إلي أنه بمجرد أن تنتهي تحقيقات النيابة العامة سيتم اتخاذ اللازم في حينه. المشروع النووي لا نعمل في الخفاء قال السيسي: "استقبلنا، خلال الأيام القليلة الماضية، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وكانت المباحثات معه إيجابية، حيث تناولت موضوعات كثيرة، ولكن هناك موضوعا يريد المصريون أن يسمعوه مني، والذي يخُص محطة الطاقة النووية في الضبعة ". وتساءل الرئيس: "هل الطاقة النووية ضرورة؟"، وأجاب: "نعم، الطاقة النووية أو تعدد مصادر الطاقة ضرورة، لأننا لا نستطيع القول إننا سنقيم محطة طاقة من الفحم فقط أو من الغاز فقط، لأننا نحتاج تنوعا في مصادر الطاقة بغض النظر عن التكلفة المالية التي تنتج عنها، فالطاقة النووية تتكلف كثيراً، لكن تعتبر أرخص مصدر للطاقة علي المدي البعيد، وأريد أن أطمئن كل من يُفكر بشكل مختلف في الطاقة النووية، فمصر دولة ناضجة، وهي لا تُغامر وليس لديها أجندة خفية تعمل بها". وقال: "إننا نريد طاقة نووية سلمية، ونحن من بين الموقعين علي اتفاقية عدم الانتشار النووي، ونحن ملتزمون بها، ومن حقنا في إطار هذه الاتفاقية أن نحصل علي طاقة نووية سلمية". العلاقات الأمريكية والدولية قال السيسي: «قمنا بزيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بمناسبة إلقاء كلمة مصر أمام الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك، والتقيت الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال هذه المناسبة، وجرت محادثات إيجابية بشأن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة». أضاف، «إن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية علاقات استراتيجية ومستمرة، وأرغب في التأكيد علي أن مصر تُدير علاقات توافقية مع كافة دول العالم وستستقبل مصر، أبريل المقبل، الرئيس الصيني استكمالا للعلاقات التي تم بناؤها خلال زيارتي الماضية الي الصين». وقال الرئيس: «هناك مزيد من التفهم والانفتاح، ومزيد من دعم العلاقات مع مصر، لأننا كنا نعطي الفرصة خلال الشهور الماضية للدول حتي تتفهم ما يدور في المنطقة وما يدور في مصر، وهذا أعطي نتائج جيدة، لأننا نتعامل مع الموضوع بصبر، ونعطي الآخرين فرصة ليتفهموا الأوضاع من خلال شرحنا وجهودنا التي تبذل في هذا الصعيد». أضاف: «هناك صفقة المعدات العسكرية مع فرنسا، حيث تم إنجاز هذه المُهمة والتفاوض بشأنها، إضافة إلي التسهيلات التي قدمت لمصر من جانب فرنسا، ولا بد من توجيه الشكر للرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، علي كل ما بذله من جهود لكي يتم إنجاز هذه الصفقة بالشروط التي تحصلنا عليها». الإفراج عن الدفعة الأولي من الشباب المحتجزين قال السيسي: «نسير في اتجاهين، حيث يتم توفير منافذ للشباب عبر سيارات مجهزة وثلاجات، في كل سيارة شابين أو ثلاثة للتحرك بالمناطق المختلفة، وتكون مقننة، والشباب يحصلون علي السلع بأسعار مُناسبة للناس بالمناطق الأكثر احتياجاً، وخلال الأسابيع القليلة المقبلة تكون السيارات جاهزة، ويتم توزيعها علي الشباب، وتكون المنظومة مجهزة بشكل كامل». وأعلن السيسي، الإفراج عن الدفعة الأولي من الشباب المحتجزين في السجون خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلي أنه تم تشكيل مجالس تخصصية لرئاسة الجمهورية، بنسب 65 % من الشباب والمرأة، وتلك المجالس تقدم رؤي في كل الملفات التي تهم الدولة من اقتصاد واجتماع، وتنمية، ودين. وشدد السيسي، علي أن هناك 1.6 مليار جنيه مخصصة لصالح تطوير القري الأكثر احتياجا، وتم تخصيص 100 مليون جنيه كمبلغ أولي لأطفال الشوارع. وقال: «نحن نتحدث عن احتياجنا لمليار جنيه لتطوير منطقة الدويقة، وصندوق تحيا مصر تساهم ب500 مليون، والدولة تساهم ب500 مليون، لتكون أول منطقة أكثر احتياجاً تم تطويرها بشكل كامل. الانتخابات البرلمانية تنافسوا دون خلاف قال الرئيس السيسي: «الانتخابات البرلمانية يصاحبها دائما التنافس، وهذا أمر جيد، وعندما التقيت بالقوي السياسية، حرصت علي أن يكون هناك تنافس شريف وأن يتم وضع مصر نصب أعيننا حتي نطمئن أن الخطر تراجع». دول الخليج ننظر لأشقائنا بكل احترام وحب قال الرئيس: «مصر تستطيع مواجهة المخاطر الإرهابية مهما كانت تمتلك من مكر ودهاء وتخطيط»، وأضاف: «أوجه الشكر للملك سلمان وكذلك لأشقائنا العرب في الإمارات، لأني باتصالي معهم وجدت تفهما لما يُحاك للعلاقات بين مصر والأشقاء في الخليج»، وتابع «ربنا يحفظ بلدكم وخلي بالكم من بلادكم». وأوضح الرئيس أنه تحدث عن الملف الخليجي قائلاً: «وأنا اتكلمت عنه وقلت أنه أخذ جهدا، تقريبا حوالي 15%، والملفات الداخلية أخذت وقتا حوالي 75% من إجمالي الوقت المخصص للدولة». تابع: «أشقاؤنا في الخليج يجب أن يكونوا علي علم بأننا ننظر لهم بكل احترام وحب وما يحدث لإثارة الخلاف والشقاق ينبغي أن نكون منتبهين له». وقال الرئيس: «اتصل بي الأشقاء العرب ومن بينهم جلالة الملك عبدالله، ملك الأردن، وقام بتقديم التعازي لي شعبا وحكومة وقيادة، في شهداء ليبيا، وعرض إرسال قوات من أجل مجابهة هذا الخطر، وهو رد فعل رائع ومقدر من قبل جلالة الملك، وقمت بتقديم الشكر له». واستطرد: «أنا أريد أن أقول إن أشقاءنا في السعودية والإمارات والكويت والبحرين كلهم كان موقفهم نفس هذا الموقف، والشيخ محمد وهو يتحدث معي كان يقول لي، ما هي القوات التي تريدها كي أرسلها لك، لأننا معاً».