يتمتع القس الدكتور أندريه زكي رئيس الهيئة الإنجيلية القبطية ب «كاريزما» خاصة، فهو إنسان خفيف الظل، دائم الابتسامة حتي في أحلك الظروف، متحضر في تسامحه الديني واحترام الآخر، واسع الثقافة، قدير في الإدارة، وطني حتي النخاع، ويضع نصب عينيه حكمة تعلمها من أستاذه المفكر القبطي الراحل الدكتور صموئيل حبيب أن الإيمان بالله وحب الوطن وجهان لعملة واحدة، ويري أن العروبة هي ثمرة تفاعل الأديان والثقافات والمواريث التاريخية الخاصة بالعالم العربي، هذا المفهوم الشامل للعروبة يمكن أن يسهم في صياغة الهوية لكل من المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية، كما أن شمولية الديمقراطية وضرورة تطبيقها في الحياة اليومية، سوف تتيح للديمقراطية أن تصير مكونا من مكونات التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي، كما أن التطبيق التعددي لهذا المفهوم يخلق مجتمعا ديمقراطيا يستخدم مفهوم الأقلية/ الأغلبية بطريقة بالغة الدقة وشاملة، ويري أن المجتمعات المدنية التي تتمتع بمؤسسات مستقلة وعلاقات جيدة مع سلطات الدولة سوف تؤدي إلي تنمية شاملة في شتي المجالات، فالشمولية والتعددية والتنوع هي ثمار التفاعل بين الديمقراطية والمجتمع المدني.. ولكن.. لماذا أكتب عن صديقي المفكر القبطي الكبير الدكتور القس أندريه زكي الآن؟ لقد تذكرت مع حلول أعياد الإخوة الأقباط نموذجا متحضرا جميلا ينبذ الكراهية والتعصب البغيض، ويدعو للحب والإخاء والتسامح، وبأن إعادة بناء مصر يتطلب تضافر الجهود بين المسلمين والأقباط، للتعايش السلمي والتآخي. كل سنة والإخوة الأقباط بخير.