رأيته لأول مرة منذ حوالي عشرين عاما، وكان الساعد الأيمن لأستاذه الراحل الدكتور صموئيل حبيب مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية الذي كان بحق رمزا من الرموز الوطنية وساهم بجهده العظيم في نشر روح المحبة والتسامح من خلال مؤلفاته القيمة، ومؤتمراته الثرية التي كان يجمع فيها نجوم المجتمع من ساسة وصحفيين، وإعلاميين، ومفكرين، وأساتذة جامعة، وشيوخ، وقساوسة الذين كانوا يجتمعون علي حب مصر، ومناقشة أهم قضاياها علي بساط البحث في محاولات جادة للوصول إلي حلول ممكنة. ويدور الزمن ليصبح القس الدكتور أندريه زكي ذلك الشاب المتوهج الذكاء، الإنساني النزعة المتعدد الثقافات، لأجده متوليا رئاسة الهيئة الإنجيلية يجلس علي كرسي أستاذه الراحل وطوال العشرين سنة الماضية كنت أتابع نجمه المتألق نحو أهدافه النبيلة بحواراته الواعية، ومناقشاته الهادئة ومداخلاته الراقية في وسائل الإعلام، لمناقشة قضايا الساعة الساخنة، والحوار بين الأديان بشكل متسامح إلي أبعد الحدود ، ومنفتح علي الآخرين بأسلوب مهذب لا يخدش أحدا، ومؤكدا في كل مواقفه أن الحوار في عصرنا الحاضر أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضي، خاصة بعد ثورة 52 يناير، وأوضاع مصر بعد مرور عامين عليها، وموقفه الشخصي في المادة الثالثة من الدستور الجديد، وبحيادية لاتدعو للطائفية! مفردات خطاب المفكر القبطي الدكتور القس أندريه زكي (35 سنة) تتسم بالجرأة وتخلو من أي حساسية أو تعصب ، صحيح أنه »داهية« سياسية وله مؤلفات تتناول قضايا »ملتهبة« بالنسبة لقصة الصراع بين الخلاص والتغيير الاجتماعي، والإسلام السياسي والمواطنة والأقليات، لكن وجدانه يختزن رسالات حب وسلام بين الإسلام والمسيحية!