في زمن المصريين القدماء، كان الفرعون عندما يصل إلي الحكم يقوم باقتفاء آثار سلفه يمحوها ويسجل إنجازاته، طمس غريب للتاريخ، غالبية جيلي لم تعرف أن محمد نجيب هو أول رئيس لمصر، كتب التاريخ التي درسناها حتي حصلنا علي الثانوية العامة، كانت تؤكد أن أول رئيس لمصر بعد ثورة 32 يوليو المجيدة هو جمال عبد الناصر، في الأفلام كانت توضع هالة سوداء علي صور الملك فاروق، الرئيس السادات كان يسير علي خطي عبد الناصر كما يقولون بأستيكة، مرت احتفالات 6 اكتوبر هذا العام دون إشارة للضربة الجوية، تلك الضربة التي اختزلت فيها حرب اكتوبر فترة حكم مبارك، وكأنه لاتوجد أسلحة أخري شاركت في المعركة، نسير علي خطي الفراعنة، نفعل ما كانوا يفعلون، كنا نصنع الفرعون بأنفسنا، ونشكو مما يفعله فينا، راضين مستسلمين، وحتي بعد أن ثرنا علي الفرعون وخلعناه وعزلناه، مازالت فرعنة التاريخ فينا، ننسي أو نتناسي أننا تغيرنا وأن طمس التاريخ وفرعنته صار من التاريخ، أدوات المعرفة والتواصل تغيرت لا يستطيع أحد، حتي وإن أراد بقوة أو جبروت أو جاه، أن يغير التاريخ، وسائل التوثيق لمجريات الأحداث والتاريخ، أصبحت متعددة كتب التاريخ بمجرد أن توضع علي أرفف المكتبات، إن كان فيها تزييف أو تزوير سيتم اكتشافه علي الفور، طمس الآثار من علي جدران المعابد لم يعد مقبولا الآن.