هدف مصر الوحيد سجله محمود فتح الله وسط دفاع سيراليويون المتألق الغرور.. والاستهانة بالخصم أسقطا الفريق القومي أمام سيراليون، وما أشبه اليوم بالبارحة. فقد لقن منتخب سيراليون المنتخب الوطني درسا جديدا قاسيا. تعادل الفريقان في بداية مشوار التصفيات الأفريقية. وحدث ما توقعه الجميع وما حذر منه الخبراء وما خاف منه أيضا الجهاز الفني. حيث تكررت مأساة التعادل أمام زامبيا في تصفيات المونديال والتي أطاحت بالمنتخب بعيدا عن كأس العالم. وربما يكون التعادل الأخير أمام سيراليون سببا في غياب بطل أفريقيا من بطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة. وكان الفريق السيراليوني قد بدأ بالتهديف في بداية الشوط الثاني ثم تعادل فتح الله لمصر في غياب كل المهاجمين.. ومجبر أخاك لا بطل.. لم يكن أمام حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني إلا الدفع بمجموعة اللاعبين غير الجاهزين فنيا وبدنيا أمام منتخب سيراليون في بداية مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية 2012 بغينيا والجابون.. مجموعة ضخمة من اللاعبين الأساسيين ثم استبعادهم لأسباب مختلفة وعديدة.. غاب زيدان ومتعب لعدم الجاهزية وغاب شيكابالا وعمرو زكي للدلع وعدم إدراك المسئولية، بالإضافة إلي غياب مجموعة من اللاعبين للإصابة وعلي رأسهم اللاعب حسني عبدربه.. فجاءت الاختيارات تحت بند الإجبار وضغط الحاجة إلي أي لاعب ولم يستطع الجهاز الفني تجهيز اللاعبين الأكفاء لهذه المباراة، ووصلت الاستهانة بالمنافس باختيار عدد من اللاعبين المحليين في غياب الدوليين. وعلي طريقة أداء لاعبي الشبيبة أمام الأهلي في كأس أفريقيا خاض المنتخب مباراته أمام سيراليون فانعدم العنصر الخططي طوال الشوط الأول والذي ضاعت خلاله العديد من الفرص السهلة للفريقين وكان من الممكن أن يتقدم الفريق الضعيف في أكثر من فرصة سهلة بسبب الأخطاء الدفاعية. والغريب أن حسن شحاتة المدير الفني لم يعدل من طريقة الأداء وفوجيء بطريقة أداء الفريق السيراليوني الذي لعب بخطة متوازنة بين الدفاع والهجوم وظهر عليه دراستهم الكاملة لمنتخب مصر وطريقة أدائه والتي لم تتغير ولم تتعدل علي الإطلاق. ويبدو أن نتيجة مباراة جنوب أفريقيا والنيجير وفوز »الأولاد« بخماسية مقابل هدفين قد أثرت نفسيا في أداء لاعبينا والذين ظهروا دون المستوي المطلوب. وقع الجهاز الفني في عديد من الأخطاء ربما لقلة عدد اللاعبين الجاهزين حيث تماثلت وتشابهت مهام بعض اللاعبين في الملعب دون تغيير أو تعديل من الجهاز الفني طوال المباراة وجاءت النتيجة ليدخل المنتخب نفقا مظلما جديدا لا يعلم أحد كيف سيخرج منه؟! معسكر المنتخب قبل مباراة سيراليون تحول إلي مصحة نفسية بما تعنيه الكلمة بالضبط حيث تفرغ الجهاز الفني لإزالة آثار مباراة الأهلي وشبيبة القبائل الأخيرة وما تبع »التعادل« الذي حدث وفشل الأهلي ولاعبيه في تحقيق الفوز والتقدم بصورة أفضل في البطولة الأفريقية. حيث عاني لاعبو الأهلي من صدمة التعادل وهو ما حاول حسن شحاتة تخفيف آثارها علي نفسية اللاعبين الثمانية من أبناء الأهلي المنضمين لصفوف المنتخب الوطني. ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للاعبي الإسماعيلي الذين خسروا مباراتهم أمام هارتلاند في ذات المسابقة مما جعل موقفهم أكثر صعوبة أيضا خلف الأهلي ومما يؤكد أن مباراتهما في لقاء العودة الأفريقية بالإسماعيلية سيكون أشبه بمعركة حربية حقيقية داخل الملعب بين اللاعبين.