وثيقة أرشيفية يتم تداولها علي وسائل التواصل الاجتماعي تقول إن لجنة فنية من ثلاثة أعضاء قاموا بالتشاور فيما بينهم لاختيار واحد من عشرة مشايخ لشغل وظيفة قاريء السورة بالمسجد الحسيني. المشايخ العشرة وهم علي الترتيب كما تضمنتهم وثيقة مضي عليها أكثر من ستين وربما سبعين عاما.. هم: طه الفشني، عبدالباسط عبدالصمد، محمود علي البنا، كامل يوسف البهتيمي، عبدالعظيم زاهر، ابوالعينين شعيشع، مصطفي اسماعيل، محمود خليل الحصري، محمد صديق المنشاوي والشيخ محمد سلامة. هذه الاسماء الرنانة في عالم التلاوة وتجويد القرآن وحتي آخرهم محمد سلامة المولود عام 1899 وتوفي عام 1981 ولا أدري لماذا لا توجد له تسجيلات في الاذاعة المصرية حتي إنني سألت زملاء لي عنه فأجمعوا علي انهم لا يعرفونه، لجأت الي اليوتيوب ففوجئت بتسجيلات قليلة ولكنها تنبئ عن صوت يستحق أن يكون بين العمالقة المشار اليهم. المهم.. اللجنة التي ضمت المشايخ علي محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية وعبدالفتاح القاضي شيخ معهد القراءات وعامر السيد عثمان شيخ مقرأة الامام الشافعي والمدرس بمعهد القراءات.. تقول الوثيقة نصا: وقد اجتمعت اللجنة وعرض عليها أسماء القراء الذين تردد ذكرهم في شغل هذه الوظيفة واستمعت الي مراقب عام الشئون الدينية وبأنها غير مقيدة بالاختيار من هذه الاسماء وأن لها أن تختار من يرونه أكفأ لهذه الوظيفة. وفي حضور مدير عام المساجد ومدير عام التفتيش قررت اللجنة بعد التداول وبالإجماع اختيار الشيخ محمود خليل الحصري قارئا لسورة الكهف بمسجد الامام الحسين رضي الله عنه لانه أجدر القراء المذكورين تلاوة وأحسنهم اداء ولأن قراءاته اكثر مطابقة لقواعد التجويد وقوانين الاداء. انتهت الوثيقة التي لا تحمل تاريخا للأسف، لكن اذا علمت بأن الشيخ الضباع شيخ المقارئ المصرية قد رحل عن دنيانا قبل ما يزيد علي ستين عاما وتوفي وهو شيخ المقارئ المصرية لأيقنا إن عمر هذه الوثيقة يقترب من 65 سنة تقريبا. عندما توضع كل هذه الاصوات لاختيار واحد منها ليكون قارئا للسورة في مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، فإن هذا يجسد حقيقة كيف كانت دولة التلاوة المصرية، وهو ما يجعلنا نبحث عن الهدف الذي تسعي اليه العديد من القنوات المنشأة حديثا والتي لا تفرض لأساطين التجويد والترتيل المصريين ما يستحقونه علي شاشات فضائيات مختصة ببث القرآن الكريم علي مدار 24 ساعة. أعيدوا لدولة التلاوة بهاءها وزهوها لنتذكر مقولة أن القرآن نزل في مكة وكتب في تركيا وقرئ في مصر.