القول بأن للمملكة العربية السعودية مكانا متميزا ومكانة رفيعة القيمة والقدر في قلوب ونفوس كل المصريين،..، حقيقة ثابتة ومؤكدة علي مر التاريخ والأزمنة، لا تتغير ولا تتبدل بتغير الاوقات او اختلاف الاحوال والايام. واحسب انه لا حاجة بنا الي التأكيد. بأن قدر المملكة عندنا كبير وتقديرنا للشعب السعودي عظيم، واننا نحمل لهم الكثير من المودة والمحبة الأخوية والفطرية،..، فهذا شيء مؤكد وملموس وظاهر يدركه ويعرفه القاصي والداني في الأمتين العربية والاسلامية وكذلك في عموم العالم في النطاقين الاقليمي والدولي. وتلك المودة وذلك التقدير كان دائما متبادلا من الطرفين، وعلي الجانبين السعودي والمصري، ولم يطرأ عليه أي تبدل ولم ولن يطرأ عليه أي فتور أو تغيير، مهما تآمر الكارهون لمصر وللمملكة، ومهما ادعي الحاقدون والمنافقون والكاذبون. هذه ثوابت لابد ان تكون ماثلة امام اعيننا بصفة دائمة، ولابد ان نكون علي قدر كبير من الادراك لأهميتها، وضرورة استمرارها ورعايتها في كل الاحوال وكل الظروف، وألا نسمح لأحد مهما كان بالمساس بها، أو التأثير فيها أو النيل منها. أقول ذلك بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لمصر الان، في اطار جولته العربية والدولية الحالية، التي شملت حتي الآن الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر التي هي بمثابة وطنه الثاني. واذا كانت مشاعر التقدير والاحترام والمودة كبيرة وصادقة، الا انها يجب ألا تحجب عنا خصوصية اللحظة والتوقيت الذي تأتي فيه الزيارة المرحب بها دائما،..، حيث تمر المنطقة العربية والشرق اوسطية الان بظروف غاية في الدقة والحساسية، في ظل اجواء ملبدة بالغيوم ومحتشدة بالاحتمالات الداعية للقلق والمستوجبة لوحدة الصف ووحدة الموقف العربي. وفي هذا الاطار فان الحكمة والضرورة تفرض علي الامة العربية بصفة عامة. ومصر والسعودية علي وجه الخصوص الوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات والمخاطر المتربصة بنا،...، وذلك انطلاقا من ان مصر والمملكة هما ركيزتا الامن القومي العربي ودرع الحماية والامان للعرب.