لا حاجة بنا للقول اليوم بأن للملكة العربية السعودية مكانا متميزا ومكانة رفيعة القدر في قلوب ونفوس كل المصريين،...، فتلك حقيقة ثابتة علي مر التاريخ والأزمنة، لا تتغير ولا تتبدل بتغير الاوقات واختلاف الايام والاحوال. ولا حاجة بنا ايضا الي التأكيد بأن قدر المملكة عندنا كبير وتقديرنا للشعب السعودي الشقيق عظيم، ونحمل لهم الكثير من المودة والحب والاخوي والفطري،...، فهذا شيء مؤكد وملموس يعرفه ويحسمه القاصي والداني، ولم ولن يعتريه تغيير او يطرأ عليه اي تبديل مهما تآمر الكارهون لمصر وللمملكة ومهما ادعي الكاذبون الحاقدون. هذه ثوابت لابد ان تكون ماثلة أمام اعيننا بصفة دائمة، ولابد ان نكون علي قدر كبير من الادراك لاهميتها وضرورة استمرارها ورعايتها في كل الاحوال وكل الظروف، وألا نسمح لأحد مهما كان بالمساس بها او التأثير فيها والنيل منها. أقول ذلك بمناسبة الزيارة المرحب بها من كل المصريين للعاهل السعودي الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وما يكتنفها من مشاعر ود وترحيب ومحبة صادقة، وما يحيط بها من تقدير واحترام كبيرين. وإذا كانت مشاعر التقدير والاحترام والمحبة كبيرة وصادقة، إلا انها لا يجب ان تحجب عنا خصوصية اللحظة والتوقيت الذي تأتي فيه الزيارة وتجري فيه المحادثات المهمة بين الزعيمين الكبيرين الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان،...، وذلك نظرا لما تمر به المنطقة العربية والشرق أوسطية الآن من اوضاع قلقة وظروف طارئة وحالة غير مستقرة.. وأجواء ملبدة بالغيوم، ومليئة بالاحتمالات الداعية للقلق والمستوجبة للحذر ووحدة الصف والهدف. وفي هذا الاطار، أري ان الحكمة والضرورة تفرض علينا جميعا الادراك، بأن مصر والمملكة هما ركيزة الامن القومي العربي، ودرع الحماية والأمان له وحصن الدفاع الصلب عن الامة العربية كلها، في مواجهة الاخطار التي تهددها والاعداء المتربصين بها من كل جانب،...، وهذا يفرض علينا ان نكون قلبا واحدا ويدا واحدة وهدفا واحدا.