من الثوابت التي يجب الحرص علي التمسك والالتزام بها التزاما صلبا لا يتغير ولا يتبدل علي الاطلاق، هي ان نكون علي قدر كبير ووافر من الادراك الواعي بحقيقة أن مصر والمملكة العربية السعودية هما ركيزة الأمن القومي العربي، ودرع الحماية والأمان له، وحصن الدفاع الصلب عن الأمة العربية كلها، في مواجهة الاخطار التي تهددها والاعداء المتربصين بها من كل جانب. هذا الادراك الواعي هو ما تفرضه علينا الحكمة والضرورة ايضا،..، بل وأزيد علي ذلك بالتأكيد بأن هذه الحكمة وتلك الضرورة تفرضان علينا أن تكون مصر والمملكة قلبا واحدا ويدا واحدة، تعمل وتسعي بكل الجهد والإصرار علي حماية الأمة العربية والتصدي بكل القوة لكل ما يتهددها من مؤامرات ومخططات تهدف للنيل من وحدتها وتفريق شملها والنيل من سلامتها وأمنها القومي.اقول ذلك بكل الوضوح والشفافية في ضوء الزيارة المهمة التي يقوم بها الرئيس السيسي اليوم للمملكة بناء علي دعوة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان،..، والمقرر لها ان تشهد مباحثات جادة ومهمة حول كافة القضايا الساخنة والملتهبة المطروحة علي الساحات الإقليمية والدولية، والمتصلة اتصالا وثيقا بالأمن القومي العربي،..، هذا بالاضافةالي ما يخص العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة والتي تحظي باهتمام الدولتين الشقيقتين.ولا جدال في خصوصية اللحظة والتوقيت الذي تأتي فيه الزيارة الآن، والذي تجري فيه المحادثات المهمة بين الزعيمين الكبيرين السيسي وسلمان،..، وذلك نظرا لما تمر به المنطقة العربية والشرق أوسطية حاليا من أوضاع قلقة وظروف طارئة وحالة غير مستقرة،..، وأجواء ملبدة بالغيوم ومليئة بالاحتمالات الداعية للقلق والتوجس، والمستوجبة للحذر ووحدة الصف واتفاق الكلمة والموقف. وكل ذلك وغيره كثير يدعونا للأمل في ان يوفق الله الزعيمين إلي كل ما فيه الخير للأمة العربية والشعبين المصري والسعودي.