ارجع ..أرجوك .. أنا في اشد الحاجة إليك. صدقني .. منذ غادرتني ، خاصمتني الابتسامة ، وماعاد يفرحني نبأ ؟ استحلفك بوجهك الصبوح ، بطلتك البهية ، بقلبك الطهور ، وسمتك الوضيء ، أن تعود من غربتك ، لتطير بي في الهواء ، وتحلق بي فوق قمم السعادة .. عد أيها العيد ، فمنذ خمسين عاما وأنا انتظرك بملابس زاهية علي قارعة الزمن ، لكنك لاتأتي ، وتتركني ...! ربما لأنني ، لأننا ، ماعدنا قادرين علي أن نفهمك فهما صحيحا ، ماعدنا قادرين أن نعي أنك تأتي لتجدد فينا الفكرة العابدة ، لا الفكرة العابثة ، فكم أخبرتني أيها العيد أنك تأتي لإشعارنا بأن فينا قوة تغيير الأيام ، لا إشعارنا بأن الأيام تتغير .. وربما لأن بعضنا نسي ، أو تناسي ، أنك تهل علينا لنعرض فيك جمال نظامنا الاجتماعي الإسلامي، وكيف تتسع روح الجوار وتمتد ، لندفن ( الأنا) ، فإذا ب (نحن) حية تسعي .. تضم الكبار والصغار في معني الفرح بالحياة النابضة بروح الإسلام . لماذا تركتني أيها العيد ، ولم تأخذني كما كنت تفعل ، إلي حيث الحلوي ، تُقدم إلي كل فم ، فتحلو الكلمات . فاكر ، أيها العيد ، فاكر ، ذلك الطفل الذي كنت تزوره مع زقزقة العصافير في الصباح ، فتراه في فراشه ، ملاكا صغيرا ، يحتضن حذاءه وثيابه الجديدة ، وفرحة تضيء الدنيا ، وكأنما كان يحتضن القمر ، حتي إذا أيقظته بأغانيك الحلوة ، قام يتلقي من أبيه العيدية ، قروشا معدودات ، لكنها كانت الكنز بالنسبة له ، كانت القناعة .. كنت أراني بهذه القروش أغني سكان الأرض ، وأري رفقتي من الأطفال بثيابهم الجديدة ، وكأنهم هم أنفسهم ثوب جديد ، دعوتهم أنت أيها العيد للعب ، فلبوا الدعوة أجمعين ، ولم نسمع من أحدهم حجة واهية ، للاعتذار ، فلم نكن نعرف بعد أكاذيب الحياة .. آه ..كم صديق خطفته دوامة الحياة ، فغرق فيها ، وماعدنا نراه .. لم نسمع عن اختراع اسمه " نشرة الأخبار" التي تصب في حلوقنا علقم أوضاعنا ، ورغم أننا كنا أساتذة في نطق وتسميع حروف الهجاء ، وتشبيكها لتصبح كلمات ، نبتهج حين ننطقها : " زرع ، حصد " إلا أن حروفا ثلاثة " ق ، ت ، ل" عرفناها منفردة فقط ، ولحسن حظنا لم يطلب منا أحد أن ننطقها متشابكة " قتل " ! أيها العيد .. مازلت أسمعك تتغني مع الرافعي وهو يقول : " أيتها الرياضالمنورة بأزهارها ، أيتها الطيور المغردة بألحانها ، أيتها الأشجار المصفقة بأغصانها ، أيتها النجوم المتلألئة بالنور الدائم ، أنت شتي ، ولكنك جميعا في هؤلاء الأطفال يوم العيد ) . سمعتك جيدا ، أيها العيد ، فلماذ لاتسمع ندائي ورجائي بأن تعود لتأخذني بعد خمسين عاما من مشهد احتضاني للحذاء والملابس الجديدة .. بعدما اشتعل الرأس شيبا ، وحاصرتني أوجاع تحتاج لبلسمك الشافي .. عد وأعدك بأنني سأعود طفلا .. واحتضن القناعة . باقة ورد لشركة السكك الحديد المشغلة لمترو طوكيو التي اعتذرت للركاب عن مغادرة القطار للمحطة مبكرا عن موعده 20 ثانية ، الاعتذار صفع إنسانيتي وهي تشاهد مئات ركاب المترو من بني وطني وهم يمشون علي خط المترو بعدما تعطل بهم ، وضاقت بهم السبل ، فلم يجدوا مغيثا إلا " أرجلهم" ! فرامل يد هو .. مبتسما : الزوجة مثل البطانية هي .. بنبرة ساخرة : بطانية ..أنا بطانية .. ياذكي؟! هو : لا .. ليس أنا الذي يقول ذلك ، بل المثل الغاني .. اقرئي أنت بنفسك هي .. تمسك بكتاب كان يقرأه : الزوجة مثل البطانية .. إن غطيت نفسك بها ضايقتك وإن وضعتها جانبا شعرت بالبرد " مثل غاني" . هو : الحمد لله .. أنا براءة .. المثل الغاني واضح وصريح هي .. بغيظ: أنت لا تعجبك إلا الأمثال التي تضايقني .. طيب ماله المثل الذي يليه؟! هو .. يأخذ منها الكتاب ويقرأ : " دلل زوجتك ب "لامبورجيني".. ولاتقابلني ولاتغديني " . " مثل مصري" هي : شايف الدلال ..شايف الدلع .. شايف أمثالنا المصريةالأصيلة هو : أنا أصلي هندي ياروحي واسمي الحقيقي ذكي شان !.