ارجع.. ارجوك، فمنذ غادرتني، خاصمتني الابتسامة! استحلفك بوجهك الصبوح، أن تعود من غربتك، لتحلق بي فوق قمم السعادة.. عد أيها العيد، فمنذ خمسين عاما وأنا انتظرك علي قارعة الزمن، لكنك لا تأتي، وتتركني...! ربما لأنني، لأننا ما عدنا قادرين علي ان نعي أنك تأتي لتجدد فينا الفكرة العابدة، لا الفكرة العابثة، فكم اخبرتني أيها العيد أنك تأتي لإشعارنا بأن فينا قوة تغيير الايام، لا اشعارنا بأن الايام تتغير.. وربما لأن بعضنا نسي، أو تناسي، أنك تهل علينا لنعرض فيك جمال نظامنا الاجتماعي الاسلامي، وكيف تتسع روح الجوار وتمتد، لندفن »الأنا«، فإذا ب»نحن« حية تسعي.. تضم الكبار والصغار في معني الفرح بالحياة النابضة بروح الإسلام. فاكر.. أيها العيد ذلك الطفل الذي كنت تزوره مع زقزقة العصافير في الصباح، فتراه في فراشه يحتضن حذاءه وثيابه الجديدة، وفرحة تضيء الدنيا، حتي إذا ايقظته بأغانيك الحلوة، قام يتلقي من أبيه العيدية، قروشا معدودة، لكنها كانت الكنز بالنسبة له، كانت القناعة. أيها العيد... عد وأعدك بأنني سأعود طفلا.. واحتضن القناعة.