لأنه »عبقري» كما يقول في إحدي تغريداته الأخيرة، فإن الرئيس الأمريكي »ترامب» يمضي في سياساته الخاطئة تجاه المنطقة متجاهلا تحذيرات الدول الصديقة، ومواقف العالم كله التي تجلت في معارضة قراره حول القدس، بل يتجاهل نتائج أركان إدارته من خارجية ودفاع ومخابرات التي تحذر من نتائج هذه القرارات علي المصالح الأمريكية. ليقرر الرئيس الأمريكي أن مواصلة الضغط علي الفلسطينيين سوف يجعلهم ينسون قضية القدس، بل يطالب الفلسطينيين بأن يقدموا له آيات العرفان لأنه أزاح -بقراره حول القدس- عقبة وغمة من طريق المفاوضات، حتي ولو كان ذلك بإهداء زهرة المدائن للمحتل الإسرائيلي!! ولأن الشكر لم يصل فهو يهدد بعقاب السلطة الفلسطينية بقطع المساعدات المالية عنها. ثم يمضي نحو الأسوأ، حين يبدأ في مضاعفة الضغوط مستهدفا وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »الأونروا» حيث لم تسدد واشنطون 125 مليون دولار كان مقررا صرفها للوكالة كدفعة من المعونة التي تقدمها أمريكا والتي تبلغ 370 مليون دولار تمثل جزءا هاما من ميزانية الوكالة التي تحاول توفير خدمات التعليم والصحة والاغاثة لملايين اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الأممالمتحدة منذ نكبة 1948 التي بدأت معها مأساة الشعب الفلسطيني. الإدارة الأمريكية تقول إن هذا يحدث ضمن الضغوط علي الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات وقبول قرار ترامب حول القدس، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يكشف عن الأخطر حين يؤكد أمام الحكومة الإسرائيلية أن منظمة »الأونروا» ينبغي أن تختفي لأنها تبقي قضية اللاجئين الفلسطينيين حية، وتخلد ما يسمي بحق العودة وفقا لحديث نتنياهو الذي يري أن وجود »الأونروا» التي تقدم أبسط المعونة لأطفال فلسطين يهدف إلي تدمير دولة إسرائيل!! نحن أمام تصور كارثي بأن إهداء القدس لإسرائيل ينهي قضيتها، وأن الغاء »الأونروا» يحل قضية اللاجئين، وأن بناء المستوطنات هو أفضل طريق للسلام!! تصور لا يدرك أنه يشعل نيرانا ستكون إسرائيل أول من تحترق بها، وستكون المصالح الأمريكية أكبر المضارين منها!! ويا أيتها »العبقرية».. كم من الخطايا ترتكب باسمك !!