ءبقلم محمود الخولي علي الرغم من توتر العلاقات المصرية السودانية خلال الفترة الاخيرة، تروح خلالها المناوشات الاعلامية بين البلدين وتجيء، وتتهادي لقاءات وزراء خارجية الشقيقتين في القاهرةوالخرطوم، تلطف الأجواء بمشهيات الاخوة والمصاهرة والتاريخ المشترك في لقاءات ثنائية لنزع فتيل الازمة من بدايتها تارة، او باتصالات رئاسية هاتفية تحمل من ود الزمن وما يغذيه النيل من فرضية وحدة المصير والتراجع عن الاصغاء لغربان الازمات تارة اخري، تنقشع معها غمة الخلاف- او حتي الاختلاف- لكن يبدو ان داء الفتنة هذه المرة تمكن وبأسف من جسد العلاقات المشتركة بين البلدين، بما يحتاج الي مشرط جراح حكيم حتي لا ينال الداء من الجسد بأكثر مما نال. ماذا يجري في الخرطوم وبتعبير ادق: ماذا جري للخرطوم واصاب الاشقاء؟ الادارة السودانية اسدلت كل استار الود والتاريخ المشترك والمصاهرة و"الحباب العشرة"، دون تحفظ ، أو حتي ترك الباب مواربا كما نقول، كي يسمح بما سمح به في مرات سابقة، من تدارك ما يمكن اعتباره زلة لسان اوسوء فهم سوداني، تم الاعتذار عنه وقبلته مصر، لأجل خواطرالشعبين وعيون روابط المصاهرة . اعود لأكرر السؤال: ماذا جري ل الخرطوم؟ لا يتصورأبدا، ان يتهم الرئيس عمر البشير القاهرة، بدعم المتمردين السودانيين في درافور، ولا ان يزعم في احتفالية تكريم متقاعدي جيشه، أن قوات الاخيرغنمت أو أسرت مدرعات ومركبات مصرية، استخدمها متمردو دارفور- علي حد قوله - في هجومهم علي الولايتين، زاعما ان القوات المهاجمة وتنتمي لجنوب السودان وليبيا، كانت علي متن مدرعات مصرية!! صحيح ان القاهرة استنكرت الاتهامات جملة وتفصيلا، في بيان لا لبس فيه او تأويل، صدر عن وزارة الخارجية وقتها، لكن كان لابد وأن يكون لمؤسسة الرئاسة كلمة، وأن نسمع من الرئيس ما يدرأ رسميا عن مصرسبة الاتهام السوداني امام العالم، وبما يعبر كذلك عن أخلاق مصر الدولة، واحترامها الكامل لسيادة الدول فوق ارضها،وان ذلك هو ديدن مصرمع الدول المختلفة معها سياسيا، أوالتي لا يجمع بينهماهوية أو رابط ديني مشترك، فما بالنا بالتعامل مع دولة بينها وبين مصرروابط اخوية مثل السودان الشقيق؟ نكمل غدا بإذن الله [email protected]«OM