اخبار مصر حصلت «الوطن» على كواليس قرار الرئيس مرسى بإعلان الطوارئ وفرض حظر التجوال على مدن القناة لمدة شهر، حيث كشف مصدر مطلع أن الرئيس بلغه ما حدث للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أثناء حضوره جنازة النقيب أحمد البلكى، الذى استُشهد أثناء دفاعه عن سجن بورسعيد، حيث قام الضباط المشاركون فى الجنازة بطرد وزير الداخلية، قبل أداء صلاة الجنازة بمسجد الشرطة فى صلاح سالم، وقال الضباط إن الوزير فشل فى تجهيزهم وتسليحهم وتأمينهم، مما نتج عنه كارثة بورسعيد. وعلى الفور أصدر مرسى تعليماته لرجال وزارة الداخلية بالتعامل بمنتهى الحزم والقوة مع كل معتدٍ، وهو ما أكده فى خطابه، حيث هدد باستخدام أكثر من مجرد إعلان الطوارئ وحظر التجوال على من يعتدى على أمان المواطنين وحياتهم ومن يروعهم ويستخدم السلاح ويقطع الطريق قائلاً: «لا مجال للتردد فى ذلك ليعلم الجميع أن مؤسسات الدولة قادرة على حماية الوطن وأبنائه ومؤسساته، وقد أكدت أننى ضد الإجراءات الاستثنائية ولكننى هددت بأنى سأفعل ذلك حقناً للدماء». وعلمت «الوطن» أن الرئيس مرسى اتصل بالشيخ محمد حسان هاتفياً قائلاً له: «انصحنى.. وكلى آذان صاغية»، فطلب منه الشيخ محمد حسان أن يوجه الدعوة للحوار الوطنى من جديد لأشخاص محددة وليست مفتوحة كما كانت تردد الرئاسة قائلاً له «وجه الدعوة يا سيادة الرئيس لأشخاص محددين وأعلن ذلك على الرأى العام فإن قبلوا دعوتك تناقشوا فى كيفية إخراج البلد من مأزقها ومن لم يقبل دعوتك فسيحاسبه الشعب وحينها سيعرف الجميع من يرفض الحوار ومن يحرّض على الخراب». ثم واصل حسان فى نصيحته لمرسى: «أقول لك ما قاله عمر ابن الخطاب لابن عباس، فيما يتعلق برغبته فى ترك أمر ولاية المؤمنين فنصحه ابن عباس بأن يختار من أصحابه فرد عليه عمر قائلاً: يا ابن عباس إنه لا يصلح لهذا الأمر إلا خصيف العقدة قليل الغرة لا تأخذه فى الله لومة لائم ثم يكون شديداً من غير عنف ليّنا من غير ضعف سخياً من غير سرف ممسكاً من غير وكف». وتزامن مع ذلك دعوة مجلس الوزراء للقوى السياسية إلى رفع الغطاء السياسى عمن وصفهم ب«المخربين الذين يستهدفون إشاعة الفوضى فى البلاد»، وإدانة كل أشكال العنف التى صاحبت التظاهرات التى اندلعت فى الذكرى الثانية للثورة، واللجوء إلى وسائل التعبير السلمى التى كفلها الدستور والقانون. من جانبه اقترح د. محمد على بشر وزير التنمية المحلية على الرئيس محمد مرسى، ألا تطول مدة حظر التجول حرصاً على لقمة العيش لأهالى وتجار مدن القناة، وقال بشر: «إذا كان فرض حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً على مدن القناة ضرورى لحفظ الأمن وضبط الخارجين عن القانون وتمشيط المنطقة لضبط الغرباء عنها والمتورطين بالأحداث الأخيرة، فإنه يقترح فى حالة استقرار الأمن فى الأيام القليلة المقبلة رفع حظر التجول مع استمرار الطوارئ». واستقر الرئيس على قرار فرض حظر التجوال وإعلان الطوارئ بعد استشارة وزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات العامة ورئيس جهاز الأمن الوطنى وعدد آخر من المسئولين، وقرر إعلان ذلك فى كلمة توجه للشعب حتى يوضح مغزى القرار للحيلولة دون أحداث رد فعل يزيد من حالة الغضب فى الشارع المصرى. واقترح مستشارو الرئيس أن تتضمن الكلمة الإشادة بأبناء بورسعيد والسويس والإسماعيلية باعتبارهم أبطالاً فى تاريخ مصر المعاصر نظراً لما قدموه من مقاومة فى عهد الاحتلال، وللتأكيد على أن القرار موجه فقط للخارجين عن القانون وليس شعب المحافظات الثلاث وهو ما حدث بالفعل.