اخبار مصر أكد هشام النجار، عضو اللجنة الإعلامية بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أن مليونية الجمعة المقبلة بالإسكندرية أمام مسجد القائد إبراهيم تأتي دفاعا عن هُوية مصر الحضارية الإسلامية الجامعة، في الوقت الذي تتعرض هذه الهُوية لحملات اعتداء ممنهجة في الإعلام وعلى أرض الواقع، تم من خلالها استهداف الإسلام كدين، فاستبيحت للمرة الأولى بعد حملة نابليون مساجده في مصر، وتم التطاول على علمائه وخطباء المساجد، وخرجت المظاهرات تهتف علانية ضد الإسلام رأسا كعقيدة وشريعة، بالتوازي مع ما يروِّج له البعض في مقالاتهم وتصريحاتهم بالخارج والداخل، يطعنون في ثوابت الإسلام ويزعمون قصور شريعته. وأشار النجار إلى أن بعض "الواهمين المهووسين" ظن مؤخرا أنه بتمويله ودفعه للبلطجية ومثيري الشغب للاعتداء على المساجد والعلماء والمشايخ، قد يفلح في الوصول إلى الهدف المجنون المستحيل، وهو اقتلاع الإسلام من أرض مصر، مؤكدا أن معظم الشعب المصري ترغب في أن تُحكم بشريعتها، ولها كامل الحق في ذلك، كما يقر الدستور الجديد للأقباط حق الاحتكام لشريعتهم. وأشار عضو اللجنة الإعلامية بحزب البناء والتنمية إلى أن هناك من الأقباط المصريين من يطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، مثل "رابطة أقباط 38" وغيرها، مؤكدا أن هذا حقهم، لأن أحكام الشريعة تضمن العدل والمساواة للجميع، وتحقق المصلحة للقبطي قبل المسلم، فما الذي يضر القبطي الطامح في العدل والمساواة والحياة الكريمة في أن يُحكم بقوانين إسلامية تحقق تلك الغايات، خاصة أنها ليس لها بديل أفضل في شرعه، ولا في شرع غير، بحسب قوله. وحذر النجار من أن هُوية الأمة المصرية ومساجدها ومرجعيتها الحضارية الجامعة خط أحمر، مطالبا المغامرين المقامرين بالكف عن اللعب بالنار في وطن يحتاج إلى شريك إطفائي عاقل، وليس مُشعلا للفتن، مشيرا إلى أهمية دور مؤسسات الدولة ومفكريها ورموزها وقادتها السياسيين في سرعة التحرك والجدية لاحتواء هذه الأفكار الهدامة وهذه التحركات الطائفية الخطيرة، ولإنقاذ مصر وأقباطها المحبين لوطنهم من هذه الغوايات الضالة، مؤكداً أن "التفافنا جميعا كمصريين حول حكم الشريعة الإسلامية هو انطلاقة نحو المشروع الوطني، الذي يحقق لأمتنا النهوض والازدهار الحضاري، ليصبح فقه الشافعي وأبوحنيفة ومالك فقها وطنيا بالنسبة لكل المصريين، لا يمكن أن يتقدم عليه فقه نابليون، الذي جاء غازيا وقاهرا لكل المصريين"، مشيرا إلى أن وطنية المسيحي الشرقي لا يمكن أن تُفَضِّل القانون الروماني، مؤكدا أنه "قانون جستنيان الذي اضطهد النصرانية الشرقية"، على فقه الليث بن سعد، الذي أفتى بأن بناء الكنائس من عمارة البلاد. وختم النجار تصريحاته، مؤكدا أن المصريين تطلعوا لعهد جديد في ظل الحرية التي وهبها الله لهم بعد الثورة، داعيا الجميع، بما فيهم الكنيسة المصرية والمحسوبين على التيار العلماني، لإعادة النظر في استراتيجياتهم القديمة، ليبدأ فصل جديد مختلف عن حقبة مبارك الكئيبة، ويجتمع المصريون تحت راية مصلحة الوطن العليا.