قال مهدى عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، إن الخروج من الأزمة السياسية الحالية يتطلب إجراء الاستفتاء على الدستور المقرر 15 ديسمبر الجارى فى موعده، وخروج الرئيس محمد مرسى للشعب ليعلن أن الهدف من الإعلان الدستورى هو بناء مؤسسات الدولة، وأنه سيُلغى عقب إقرار الدستور الجديد. وأوضح فى حوار ل«الوطن» أن المواجهات بين الإخوان والقوى الأخرى مشهد يسىء لمصر وشعبها، وقال: «الإخوان غلابة لا يعتدون على أحد لكن الإعلام فاسد ويزيف الحقائق». * كيف ترى الخروج من الأزمة الحالية وإيقاف إراقة الدماء واقتتال المصريين؟ - الخروج منها بمنتهى البساطة أن يخرج الرئيس مرسى ويقول إن هذا الإعلان الدستورى القصد منه إعادة مؤسسات الدولة وإقرار دستور للبلاد فى أقرب وقت ممكن، وعندما يُقر الدستور فى موعده من خلال الاستفتاء ينتهى العمل بالإعلان، وينتهى هذا الجدل الدائر فى الشارع، وأن يقول أيضاً إنه من أراد أن يعيننى على بناء مؤسسات الدولة وإقرار الدستور الجديد لتحقيق الاستقرار يا مرحباً به، ومن أراد غير ذلك فهو حر «الشوارع عنده موجودة». * ما تقديرك لتأثير خطاب الرئيس على حل الأزمة السياسية؟ - الخطاب عظيم، وهدفه لم الشمل والدعوة إلى الحوار، وعلى العقلاء الذين يريدون الخير لهذا الوطن أن يقبلوا الدعوة وأن يتفقوا جميعاً على ما فيه الخير لمصر للخروج من تلك الأزمة الخطيرة التى تهدد استقرار الوطن. * وكيف ترى المظاهرات التى تخرج من هنا وهناك حتى وصل الأمر للمواجهة؟ - هذا أمر مؤسف، كما يؤسفنى أن أرى هذا المشهد، مظاهرات تخرج من هنا وأخرى من هناك، وصدام يؤدى لإراقة الدماء، وهذا شىء يسىء لمصر ولشعبها العظيم الذى يرفض العنف والدم. * لكن هناك قتلى وجرحى بالفعل نتجت عن الصدام بين الإخوان والقوى الأخرى أمام قصر الاتحادية؟ - لا شك أن إراقة الدماء على هذا النحو بين أبناء الشعب الواحد أمر خطير جداً وغير مقبول بل مرفوض بكل المقاييس سواء من هذا الطرف أو ذاك، لكن «الإخوان غلابة لا يعتدون على أحد». * كيف تقول ذلك وكاميرات الإعلام صورت الإخوان وهم يعتدون على المتظاهرين أمام الاتحادية ويهدمون الخيام؟ - الإعلام فاسد وهدام، أساء إلى سمعة مصر، ويجب ألا نعطيه أى أهمية أو نحترمه بل نحترم أنفسنا ومصرنا العظيمة وشعبنا، وندعو الجميع بألا يخرجوا فى مظاهرات وكل منهم ينصرف إلى عمله، وأن يشرح للناس المطلوب فى المستقبل فقط، «ومن يريد أن يمشى فى الشارع يمشى، ومن يريد أن يهتف يهتف، ومن يريد أن يسب ويشتم يشتم». * ما ردك على القوى المدنية التى تطرح مبادرة تهدئة وتطالب بتأجيل الاستفتاء وتجميد الإعلان الدستورى؟ - لا شأن لى بكل هذا، وأعتبر أن هذا كلام فارغ ولا أقبله، ورئيس الجمهورية هو صاحب الحق فى ذلك. * هل تعتقد أن الرئيس يمكن أن يقبل هذا الطرح؟ - كما سبق أن قلت، على الرئيس مرسى أن يؤكد للناس أن الإعلان الدستورى مهمته إقامة مؤسسات الدولة واستقرار مصر، ومن أراد أن يعينه على ذلك بالمشورة أو النصح أو الرأى أهلاً وسهلاً، ولا يجوز أن يتراجع عن الإعلان الدستورى أو يجمده أو يؤجل موعد الاستفتاء على الدستور الجديد، وعليه أن يفتح الباب للحوار دون أى شروط مع من يريد الحوار.