«صعود بطعم الثورة» هكذا كانت تعليقات المتعاملين في البورصة قبل ان يستيقظوا علي سيناريوهات تعيد ذكريات حزينة ومؤلمة خسروا خلالها كل اموالهم ومحافظهم الاستثمارية لتكون النهاية القاسية مع اسدال الستار.. حالات انتحار وفقدان كل مايملكون . مع قيام البورصة بإيقاف شركة السمسرة المتلاعبة في اسهم شركة المصريين للاستثمار والتنمية العمرانية ، والذي كشفه « الوفد» اصيب المستثمرون بفزع بأن مافيا المتلاعبين في الاسهم لايزالون يمارسون ألاعيبهم للاستيلاء علي اموال الصغار من المستثمرين . «شائعات في السوق وايهام بأن أسهماً محددة سترتفع وتصل مستويات جنونية « كلها اساليب ملتوية وطعما لصغار المستثمرين الذين دخلوا السوق بعد الثورة وكذلك المتعاملين القدماء الذين راحوا يبحثون عن» قشة « تعيد اموالهم التي فقدت منذ الأزمة المالية العالمية 2008 وحتي ثورة 25 يناير. استغل مافيا المتلاعبين في السوق كل ذلك ليسحبوا صغار المستثمرين الي «المصيدة» من جديد وبدأت بالكارثة التي فجرتها «الوفد» في سهم المصريين للاستثمار والتنمية، خاصة مع ارتفاعات جنونية شهدتها ثماني شركات بنسب تراوحت بين 17 و76%. رغم عدم وجود اخبار جوهرية من شأنها التأثير على السعر السوقي للاسهم، بحسب رد الشركات علي استفسارات البورصة، بعد الارتفاعات القياسية وغير المبررة التى حققتها تلك الأسهم خلال فترة وجيزة وبنسب كبيرة وتصدرت القائمة «المصريين للاستثمار والتنمية» و«ريكاب» و«سماد مصر ايجيفرت» و«المصرية الكويتية للاستثمار»و»رواد السياحة» و«كيما» و«راكتا» و«الحديد والصلب». «سقط صغار المسثمرين والشريحة التي دخلت البورصة بعد الثورة فريسة لمافيا المتلاعبين وضعفاء النفوس الذين استغلوا عدم وعيهم ليحققوا مكاسب علي حسابهم «يقول اسامة مراد خبير اسواق المال ان» ضعف الافصاح والشفافية ساهم في انتشار الشائعات حول الاسهم وبالتالي خداع صغار المستثمرين بالتعامل عليها وحدوث ارتفاعات متعمدة من خلال عروض وطلبات وهمية مما يتيح الفرصة للمتلاعبين بتنفيذ البيع علي صغار المستثمرين». لانريد تكرار سيناريو الاعوام السابقة عندما شهدت الاسهم في اسعارها تضخما يفوق قيمتها العادلة حسبما ذكر «مراد» ودفع صغار المستثمرين الفاتورة في أرواحهم واموالهم نتيجة انسياقهم وراء الشائعات دون وعي وجريا خلف المكسب السريع، والصعود الصحي لايتحقق الا بالرقابة الشديدة علي السوق والتعاملات. بالفعل نصب مافيا المتلاعبين في الاسهم «الفخ لمستثمري الثورة الذين دخلوا السوق رغبة في دعم الاقتصاد وفقا لقول هاني حلمي خبير اسواق المال ويدفعون الثمن في الاسهم التي شهدت الفترة الاخيرة ارتفاعات جنونية. «عدم وجود اسهم استثمارية قوية بعد بيع «موبينيل» ومحدودية التعامل علي اوراسكوم تليكوم عقب تقسيمها دفع المتلاعبين يستغلون حالة السيولة لدي صغار المستثمرين بالسوق وخداعهم بالاستثمار في اسهم تفتقر لنتائح اعمال قوية وتحقق خسائر وهو ماحدث في عدد من الاسهم الحالية وفي اسهم اخري في الطريق» بحسب قول حلمي. ارباح السوق على مدار ثلاثة شهور اعادت الى الاذهان مرة اخرى ارتفاعات قوية لم يتوقع حدوثها خاصة عقب الازمة العالمية وحتي ثورة 25 يناير وتداعياتها علي شاشات التداول علي حد تعبير مصطفي عادل خبير اسواق المال فهذه الاحداث ساهمت في تراجع أعداد المستثمرين المتعاملين النشطين لاقل من 100 الف مستثمر بعدما وصل لاكثر من 2 مليون مستثمر في 2008. «واذا كان الصعود الاخير كان بطعم الثورة» يقول «عادل» بسبب الشائعات حول رجال اعمال اسلاميين بالدخول للاستحواذ علي قطاعات مدرجة اسهمها بالبورصة مما ساهم في صعود الاسهم بصورة جنونية وكذلك المستثمرين الجدد الذي يتحاوز عددهم الالفي ودخلوا السوق بعد الثورة». «فالمستثمر بعد الثورة لم يختلف حاله كثيرا عن قبل الثورة فهو وحده من يدفع فاتورة الشائعات في ظل عدم وجود قانون يتصدي لها ، وكل المتاح استفسار البورصة عن احداث جوهرية ورد الشركة بعدم وجود احداث جوهرية ، رغم ان الشائعه يجب ان يكون الرد بخصوصها بنفيها تحديدا او تأكيدها أيضاً». اذن فقعات السوق لن تنتهي وعلينا علي حد تعبير»عادل» اتخاذ الاجراءات القانونية اجراءتنا القانونية ضد الاسهم التي تشهد ارتفاعات غير مبررة وكذلك المتلاعبين حماية المستثمر وامواله ومراجعة قرارات كثيرة اتخذت على مدار السنوات الماضية من شأنها الضرر الشديد بالمستثمر . ويبدو ان صغار المستثمرين سيظلون الضحية وصيدا لمافيا المتلاعبين الي ان يقوم الرقيب بدوره ومن قبله المستثمر واستناده في اتخاذ قراره الاستثماري علي أسس استثمارية بعيدا عن الشائعات ..فهل يتحقق ذلك؟